العراقيون وخاصة البغداديون عرفوا عطلات النزهة والترويح منذ زمن بعيد. يسمونها بــ " الكسلات " ومفردتها " كسله" . وتشكل هذه الكسلات نوعا من البغددة والترف , حتى وصل الامر بالمصريين أن ينعتوا المترف بالبغددة.
ماذا تبقى اليوم من ترف العراقيين والبغداديين ؟ . لا شيئ البتة .. كل مفردات الحياة البسيطة قد فقدت . فأذا فقد شعب أبسط مفردات الحياة , فلا يمكن له الحديث عن مفردات الترف والرغد بعد ذلك . فالعراقيون ومنذ الغزو الانجلو أمريكي ايراني قد ودعوا حياة الهناء والسعادة . فلا يمكن الحديث عن شعب سعيد وهو يعج بالعاطلين والارامل واليتامى والجائعين . ولايمكن الحديث عن وطن محتل من قبل الراعي الامريكي. يخدم الخبثاء ايران واسرائيل ومشيخة الكويت.
لم يحدث ومنذ تأسيس الحكم الاهلي في العراق عام 1921 , أن حف بالوطن هذا الكم الهائل من الحرامية .
كما لم يألف المواطن العراقي حاكما جائرا وبغيضا مثل نوري المالكي.
كما لم يعتد المواطن العراقي أن ينعت حاكمه يوما بالحرامي الا نوري المالكي .
كما لم يحتضن أي حاكم عراقي يوما هذا الكم المخيف من الحرامية.
ولم يألف المواطن العراقي وفي أحلك ظروف الانظمة المتعاقبة عليه , أن يفقد التدرج في المؤسسات . فقد ظل هذا المواطن الطريق اليوم , فعندما يريد الحصول على مطلب . ابسط مطلب شرعي . فيتلقى الجواب وهوعليك أن تصل الى المالكي فالحل عنده.
وهذا ما نراه اليوم على القنوات الفضائية العراقية عن حال نسوة العراق , وهن يذرفن الدموع ويتوجعن على فقدان فلذات أكبادهن , ولا يعرفن الى من يتوجهن بالرحمة والرأفة بحالهن.
لقد وجدن يوما "همة" طارق الهاشمي وقد صحب في جولته الاولى , فزاعة الرئاسة الثالثة عادل عبدالمهدي , لزيارة سجناء وهم يتألمون ويتوجعون وظنن أن تينك الفزاعتين ستحل وتربط . كما ظنت أمهات المسجونين ظلما وعدوانا , أن الامير مقتدى الصدر قد يشفع لهن , ولم يدركن بأنه وتياره ماهو الا دائرة أستبيانات يضحك على نتائجها لاحقا أمير أمراء الطوائف نوري المالكي.
وظنت ألأمهات الملتاعات أن يشفع لهن "عنتر" زمانه صالح المطلك , فأذا بهن يجدنهن قد غاب في اروقة المنطقة الخضراء . حتى أنهن قد فقدن الأمل كل الأمل في أمير القائمة العراقية أياد علاوي , فلم يبق من بريقه المزوق ألا صمته الرهيب , كما لو أنه حقن بحقنة غيبوبة لا يعرف متى يستيقظ منها .
هذا هو حال العراقيون اليوم وغدا والى زمن لانعرف مدياته البتة, فقد هجروا لا بل ودعوا مرغمين ايام الرغد والراحة . فأصبحت كل ايامهم عطلات قسرية بدون رواتب .
شعب حزين مثل شعب العراق لم يعد بحاجة انذاك الى ايام العطل . ألا أن شبابه ومثقفيه وصحفييه واعلاميين وشرفائه , قرروا أن يحولوا عطلات هذا الشعب الجائع المرعوب , وخاصة ايام الجمع الى وقفات تعرية الحرامية , ليودعوا الى الابد عطلة أسمها نهاية الاسبوع "الويك أند" . ومن يظن أن هذه التظاهرات ستستمر في وداعتها وسقفها الواطئ , فهو على خطأ كبير واولهم أمير الحرامية نوري . فالشعوب المنكوبة لاتمل الوقفات والاحتجاجات . فالتجربات التونسية والمصرية والليبية واليمنية وتجربة شعوب الدولة الايرانية , شاهد على أنها لاتمل ولا تهدأ ووتائر مطاليبها تتصاعد لتصل الى سوامق السماء . لتنقض أنذاك على الحاكم الجائر الفاسد الحرامي. وهذا ما ستشهده الايام القادمة في عراق المظلومين والجياع والمضطهدين . فاليوم المطالب ارتفعت طالبة القصاص من الثالوث المخرب والحرامي "العيساوي وعبدالرزاق والزيدي" . وفي الغد القريب ستطالب بكل حزم بالقصاص من أمير" البواكين" نوري ..