شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

( إنما المؤمنون إخوة، فاصلحوا بين أخويكم لعلكم تتقون )

صدق الله العظيم

 

 

قد أكون واحداَ من كثيرين من أبناء العروبة الذي غمره فرح - لا يمكن وصف الإحساس به فهوشيء يغمر النفس ويثلج الصدر دون أن يؤذي،ولكن لا يمكن وصفه فهو فوق الوصف -  نعم فرحت بنجاح أهلنا في كنانة العروبة مصر العظيمة في ثورتهم الفاضلة، نعم إنها فاضلة في إسلوبها وممارساتها وأداتها شعبنا في مصر كل الشعب دون إستثناء فاضلة بخلق الثوار وهم ليسوا أعدادا بل هم أفواجا، كنت أقرأ قول الله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك وإستغفره إنه كان توابا*)، كنت أسبح وأبكي فرحا وأحمد الله إمتنانا على ما كرم الأمة به من فضائل أولها الخلق العظيم للشعب، وأخرها نصرة الحق وتغيير الباطل، نعم كما جرى في ميدان التحرير وأخواتها، وقد أكون من القليلون الذين يدركوا حجم المخاطر التي تهدد الثورة، فالأعداء أنواع وأشكال ومتعددي الغايات والمطامع فانتبهوا لكل الجوانب والتي سأشير لبعضها وأنتم على تحديدها بشكل أوسع وإغنائها بنقاط آخرى أقدر، وقد يكون أحد أسباب عدم كتابتي بكل أمر هو ثقتي بقدراتكم وثقافة جماهير الأمة ووعي شبابها وثوارها وخبرات شيوخها، ومع كل ذلك فإليكم بعض الملاحظات:

 

1.  فالكل المستفيدين من النظام السابق وأعداء مصر وعروبتها وعودتها لموقعها الطبيعي والقومي في قيادة معركة الحق ضد الباطل معركة جند الله مؤمنوا الأرض بكل دياناتهم وإتجاهاتهم الفكرية ضد جند الشيطان بكل إدعاءاتهم الإختلافية، كل هؤلاء يتحشدوا جميعا ضد ما حققتموه في ثورتكم التي قدمت للبشرية درساَ جديدا في قيم المدنية والتحضر تماما كما قدم أسلافكم للبشرية أسس ذلك في فجر التاريخ عبر حضارات وادي الرافدين ووادي النيل وسبأ، نعم كل هؤلاء يتحشدوا ضدكم ويعملوا على إختراق وتخريب جمعكم الإيماني المتحضر، فيلتقي معهم جاهل معنا لايفهم معنى الديمقراطية فيتصورها إنفلات وفوضى ويعتبر الثورة هي إسقاط للنظام بمعناه الواسع وليس إسقاط نظام حسني مبارك فقط، وهذا يتطلب جهدا لتوضيح ذلك للناس وتوعيتهم وتحصينهم ورص الصفوف كي لا تترك فراغات يتسلل منها الشيطان وجنده، كما عليكم أخذ الحذر من تجار الدين وأتباع الشيطان ممن يدعون أنهم حماة الدين وهم كاذبون بل هم الغلاة الذين ذمهم الله ورسله فقد يتصوروا أن ظرف الإنتقال والتحول الحالي لوضع جديد فرصتهم، كذلك انتبهوا من أفراد تخلوا عن صفات البشر الإنسانية ونزغهم الشيطان فإتبعوه فيعدهم الشيطان بالفائدة والكسب وتسول لهم أنفسهم الأمارة بالسوء المنكر فيعمدوا له، كذلك لا تغفلوا عن مرتزق يجنده شياطين الإنس من الصهاينة وحماة الإرهاب وفي مقدمتهم أمريكا ويغووه بالمال، فكل عدو للحق والنور والسلام وكل ظالم وفاسق وفاسد هو عدو للثورة.

 

2.  الإعلام والمعادي والتحريض أو الأيحاء بأفكار وتوجيهات يريدها الذين يقفوا خلف ذلك الإعلام (قوى الإمبريالية وأعداء الأمة) وليس من مباديء وتطلعات الشعب وثورته.

 

3.  حافظوا على الربط بين مشروعية التغيير للنظام الخائن الدكتاتوري الفاسد والمحافظة على إستقلال وسيادة مصر وتونس ووحدتهما أرضا وشعبا، والحفاظ على ثوابت التاريخ والجغرافية وكل قيم السماء والأرض في أن العرب أمة واحدة، وإن الدين هو العمل الصالح والخير لكل البشرية لا التطرف والغلو ومعاداة الآخر ورفضه، هذا الفهم والبرنامج سيؤدي إلى تحجيم قدرة أي شخص أو جماعة على الاستبداد مجددا، ويؤدي إلى رفع مستوى وعي الأمة والشعب السياسي وإدراك مدى اتساع وضخامة القضايا المشتركة بين أبنائها. سيجد الكل بكل دياناتهم وأعراقهم وطوائفهم أن هناك مساحة واسعة وضخمة من القضايا المشتركة بينهم تدور حول العدل والمال العام والحقوق والواجبات والكرامة الإنسانية والكفاءة والمحاسبة والمساءلة وكل ما يتصل بالعمل العام، وسيكتشفون أن المبادئ والقيم التي ينبغي أن تحكم هذه القضايا ليست المقولات والشعارات بل العمل والإخاء والعدالة.

 

4.  محاولة قوى الإمبريالية خرق جمعكم بوسائل مختلفة، منها ما يسموه الإنفتاح على قوى الثورة من خلال جهابذة النظام الامبريالي وقادة الغزو مثل هيلاري كلنتون المتصهينة العازمة على زيارة مصر وتونس معقل ثوار الأمة ولقاء ممثلين عن قوى الثورة، ولقاء مع ممثلي طرف المعارضة في ليبيا والذي يختلف في توجهه وإسلوبه وفكره وأدواته وشرعيته عما كان في إنتفاضة أهلنا في تونس ومصر الثورة، والغرض واضح ولا يحتاج لكثير ذكاء لمعرفته، وفي الوقت الذي أستهجن وأدين زيارتها كمواطن عربي أحيي مجلس شباب ثورة 25يناير الذي رفض مقابلة ممثل قوى العدوان وزيرة خارجية أمريكا.

 

5.  كما سيكون أحد طرق ووسائل قوى الشر والإمبريالية خرق جمعكم من خلال تأهيل عناصر موالية لهم ودسها في صفوفكم، بل محاولة إسنادها لتتبوء مراكز قيادية فاعلة في النظام الجديد، قادرة على التمهيد لتلك القوى على إيجاد موطيء قدم لها من خلالهم في صفوفكم أو على الأقل الحفاظ على ما حققته في العهد السابق وعدم تدمير مخططهم المعادي، وما الترويج للبرادعي وعمرو موسى إلا نموذجا لذلك.

 

إذ أكتب لكم وأوصيكم فهذا عملاَ بقول الله تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، وتأكدوا أن أبناء أمتكم يملأهم الفخر بكم وبثورتكم، وإنما نوصيكم حرصا وزيادة في الحيطة وليس ضعفاَ بالثقة، فاحذروا وانتبهوا ولا تؤخذوا من خلال مأمنكم، وتأكدوا أن الله سبحانه وأنبيائه يؤكدون على المحبة والتعاون والحذر من جيد الشيطان وأصحاب الوجوه المتعددة. 

 

(لا تؤمنوا حتى تحبوا بعضكم ...، أفشوا السلام)

 صدق رسول الله وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

(الله محبة)

صدق رسول الله وكلمته الى مريم العذراء سيدنا عيسى عليه السلام

 

 





الاربعاء١١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة