بدا لست بمؤرخ ولكني متابع لما صار اليه حال وطني العراق، كما ان الله يمن على من يشاء من عباده، ومن ذلك ربما حقيقة ما يهديه اليها، فيتوجب عليه ان لا يكتمها ويعمل على نشرها، ثم اني لي عتب على الكثيرين من المؤرخين والمثقفين والشعراء والسياسيين والباحثين العراقيين الذين يتناولون في كتاباتهم واحاديثهم عبر وسائل الاعلام المختلفة عمق العراق الحضاري التاريخي ويقدرونه بكذا سنة قبل الميلاد فهم لم يصلوا الى الحقيقة، جاهلون للعمق الحضاري والتاريخي لهذه البقعة من الارض.
ان ما تتفق عليه كافة الاديان السماوية هو الطوفان الذي غطى الارض وقصة نبي الله نوح (عليه السلام) الذي بنا السفينة التي امره الله سبحانه وتعالى ببنائها، وان يحمل فيها من كل زوجين اثنين ومن آمن معه والتي استقرت بعد غيض الماء على جبل الجودي حيث سهل نينوى في العراق، وهو الاقرب لمستقر السفينة والامثل للنزوح من المناطق الجبلية لتكوين وبدئ حياة جديدة فكان هذا السهل مركزا لانتشار البشرية من جديد على الارض بعد الطوفان، فكانت اول الحضارات بعد الطوفان في هذا السهل.
ان كل تاريخ قبل الطوفان محي وزال وبدأ تاريخ جديد للبشرية بعد الطوفان، ورب قائل يقول ان الطوفان لم يعم الارض جميعها، ونجيبه ما رأيك في امر ربك لنبيه نوح ان يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين وما رأيك في قول نبي الله نوح لابنه (لاعاصم اليوم من امر الله)، المنجى الوحيد من الغرق السفينة والتي مثلت الحياة البرية بكافة مخلوقاتها.
وعليه فان الوازع الاخلاقي يدعوا ان تدين كافة الامم على هذه الارض بالوفاء والولاء لهذه البقعة من الارض، والتي هي منبع ابائهم واجدادهم الاولين، ان العراق وسهل نينوى تختلط فيهما عبر التاريخ الحضارات والرسالات السماوية بدءا بنبي الله نوح ومرورا بابراهيم ويونس وجرجيس وانباء لم يقصصهم رب العزة عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام.
ان لهذه البقعة من الارض عمق حضاري يصعب تقديره فهو بداية الخليقة على الارض، وهذه دعوة الى كل من تهمه الحقيقة للبحث والتعمق ليجد ان شجرة البشرية جذورها مغروسة في العراق وليتساءل ويبحث عن سر هذا الشعب الذي يعيش على هذه البقعة من الارض الذي (حاصره الاوباش ينهض من جديد) ودعوة خاصة الى مثقفي نينوى ومؤرخيها واساتذتها وشعرائها وباحثيها لنشر اغوار هذه الحقيقة وتناولها في كتاباتهم وحواراتهم لتعريف العالم قدر ومكانة هذا العراق وهذا الشعب ولا فخر...
