شبكة ذي قار
عـاجـل










الزمان :  الساعه بعد الرابعه من مساء يوم 2 آذار عام  1991 .

 

المكان :  مطار البتيره في محافظة ميسان ( مكان أسكان  جناح طيران الجيش الرابع المؤلف من سربي طائرات ، سرب طائرات غزال وسرب طائرات  PC – 7 ) .

كان يوماً مشمساً وهادئاً بشكل كلي حيثُ توقفت كل الفعاليات الجويه لقوات التحالف ( كما كان يطلق عليها في حينها وهي القوات الامريكيه ومن تحالف معها في حلف الشر الذي أستهدف العراق وشعبه وقواته المسلحه في عمليات قصف لم يشهد لها التاريخ من سابقه ) فكان الجو يشجع على الكسل والتراخي والاسترسال بافكار وتأملات شتى ، بين تذكر الاهل والاحباب لمضي وقت طويل على فراقهم وبين ما يمكن أن سيؤل أليه وضعنا عموما ووضع بلدنا الذي استهدفته أعتى قوة غاشمه في التاريخ بالتسلط على قرارات الامم المتحده وأصدار ما شاءت من موافقات بعيده كل البعد عن الهدف الاساسي الذي اشيع في حينها وهو حماية الكويت وأجبار العراق على الخروج منه .

 

فالهدف الرئيسي هو ايقاع أكبر ما يمكن من خسائر بالقطعات العسكريه الموجوده هناك وأستنزاف القدره العسكريه العراقيه بشكل أساسي ورئيسي . وافق العراق على قرار وقف أطلاق النار الذي أصدره مجلس الامن ، وباشرت القطعات العسكريه بالانسحاب من الكويت ، وهنا غدر الغادرون أذ بدأت القوات الامريكيه بقصف القطعات العراقيه المنسحبه مستغلة الوضع العسكري المترتب على عملية الانسحاب مع اخيتار خانق كانت القطعات تمر خلاله ، الامر الذي أدى الى ايقاع الكثير من الخسائر البشريه والماديه . لقد كانت مجزره بشعه ارتكبتها القوات الامريكيه يندى لها جبين كل عسكري في تاريخ البشريه ، لقد كانت مجزره كبيره في حق الجيش العراقي الباسل ، أنها جريمة حرب بكل وضوح وصراحه .

 

في هكذا وضع كانت القوات المسلحه العراقيه تمر به ، كانت الغربان والخفافيش تتحرك في الظلام من الحقد الاسود والنوايا الشريره تحيك الدسائس مقرره الاستفاده من هكذا وضع شاذ وذلك في محاوله من جارة السوء أيران الشر والخيانه مستغله الوضع الدولي الذي يحيط بالعراق والوضع العسكري الذي فرض على القوات العسكريه العراقيه وما عملته بها القوات الامريكيه من غدر مستغله قرار وقف أطلاق النار وعملية الانسحاب ، فقررت  أيران السوء والشرأطلاق سمومها تجاه العراق وقواته المسلحه بصورة خاصه وأبناءه بصورة عامه  .

 

لنعود في الحديث عما حصل في مطار البتيره حيث موقع أسكان الجناح الرابع لطيران الجيش .

لقد كانت الشمس تشارف على الغروب ، والهدوء يحيط بالمنطقه بشكل ملفت للانتباه ، وماهي الا لحظات بدأ فيها أطلاق نار من بنادق كلاشنكوف من الحي القريب من المطار والذي كان يسمى ابو رمانه ، كان في البدايه اطلاق النار غير موجه لاحد ولكن مع مباشره الغروب وبدأ أنسدال الظلام توجه الرمي والاطلاق صوب المطار ، وبدأ يتناهى الى مسامعنا أصوات تطلق عبر مكبرات صوت ( يسقط صدام حسين ، يعيش شيخ أحمد ) لقد كان شيئا غريبا جدا سماع هكذا شعار أو صوت في زمن كانت الدوله وجميع أجهزتها لازالت هي الاقوى في السيطره على الامن وضبط الاوضاع .

 

مع أنسدال ستار الليل تم أضرام النار في  محولة للضغط العالي الكهربائي قريبه من سياج الجناح من قبل مجهولين مع تصاعد الهتافات بالسقوط للرئيس والعيش للشيخ أحمد ( من يكن هذا شيخ أحمد ؟ ، لا أعرف حينها ولكن فيما بعد اتضح أنه الذي سيتولى مسؤلية محافظة ميسان في الحكومه الجديده التي أريد لها أن تكون بديلا للحكومه الوطنيه ، أي انه المحافظ الجديد الذي عين في الزمن الجديد الذي أريد للعراق أن يبدأه ) .

 

تم أتخاذ تدابير الحمايه والمباشره بتطبيق خطة الطواريء في نشر الافراد المؤتمنين على السياج الخارجي وتحديد الحركه في الداخل وتوزيع الاسلحه والاعتده على العسكريين الموجودين .

 

بعد ساعات بدأ الهدوء يعم المنطقه وانتهى أطلاق النار ووقفت مكبرات الصوت من النعيق وبقي الوضع حذرا في داخل المعسكر حتى انبلاج الخيوط الاولى من صباح يوم 3 آذار 1991 ، حيث بدأت اعداد من ضباط الفيلق الرابع الذي كان يجاور سياج المطار بالوفود الى داخل المطار بسبب قيام أعداد كبيره من المسلحين المدنيين الملثمين بالهجوم على القطعات الموجوده داخل سياج الفيلق الرابع ، ولما كانت قطعات الفيلق لم تكتمل بعد بالوصول الى ثكناتها ولم يكن الوضع قد أستقر بالذين وصلوا وهم بحال يرثى لها للتعب الذي اصاب الجميع والارهاق الذي تكبدوه بعد ان اُحرقت أغلب عجلاتهم سواء القتاليه منها أو المخصص للركوب . لقد كان تدفق أعداد كبيره جدا من المدنيين الذين يحملون الاسلحه على مقرات الجيش ليس بالشيء المعتاد ، الامر الذي أدى الى الارباك وعدم أمكانية أتخاذ القرار الصائب في لحظتها .

 

صدرت الاوامر بنقل الطائرات وما تيسر من التجهيزات الخاصه بها الى القاعده الجويه الموجوده في الكوت ( قاعدة أبي عبيده الجويه ) وبوشر فورا بمكافحه الافاعي والعقارب وأذناب البقر الذين حضروا من خارج الحدود في ليل أظلم متسترين بجنحه قاصدين أيذاء أرض العراق ألابي وقتل أهله وأطفاء شعلته التي أضاءة دياجير الظلام الاسود وقضت بلا رجعه على أعشاش الخفافيش والصراصر وخنافس الارض ودَغلِها ، انتخى حفدة أبناء العلقمي خسأ فألََهُم مستغلين الظرف الذي أوضحنا أنفا .

 

بوشر بالعمل من قاعدة ابي عبيده الجويه وذلك بالانطلاق منها مع الضياء الاول للوصول الى ميسان ( محافظة العماره ) والمباشره في دك أوكار البغاة الطغاة الظلاميين ، وتم بعون الله وهمة الغيارى من فرسان السمتيات والجهد الهندسي والفني الذي ألحق بهم من تطهير الارض الطيبه من دنس هؤلاء في أيام قلائل وقد كان لعمل القطعات الارضيه المتمثل بالفرقه المدرعه حمورابي ( حرس جمهوري ) ابلغ الاثر في أنهاء تمرد غادرٍ أرادَ شراً بالعراق وأهله في محافظه من محافظات العراق ألابي والتي كان لها الاثر الواضح فيما قامت به من جهد واضح أبان العمليات العسكريه في القادسيه الثانيه وما قدمت من شهداء في سبيل الدفاع الصادق عن أرض العراق وكرامة أهله ضد الغزو الفارسي الذي استهدفها أسوه ببقيه أرض العراق .

 

الذي مر عليكم سادتي واخوتي هو مقدمه لما جرى على ارض العراق ألابي أبان ما سميت ( بالثورة الشعبانيه ) ولنكون منصفين فيما جرى على هذه الارض الطيبه ، سأذكر لحظراتكم الاعمال التي قامت بها هذه الزمر المتمرده من أعمال ( أشهد الله تعالى على أكون حياديا في رواية ما شاهدته بأُم عيني من أعمال قام بها هؤلاء الرعاء ) .

 

تم تكليف عدد من الاسرى العراقيين الموجودين في أيران والذين أطلق عليهم بالتوابين وهم مجموعه من الاسرى العراقيين من أرتضى أن يكون في صف الخونه والغادرين وتطوع للعمل في صف العدو ضد بلده العراق واهله ومن ثم شُكل بهؤلاء ما يسمى بفيلق الغدر . أُنتخب منهم ممن يقطن في المحافظات الجنوبيه على ان يقوم باستضافة أثنين من الفرس معه اُدخلو عبر المنافذ الحدوديه مثل الشهابي والشلامجه والمناطق القريبه من هذه المحافظات . أُدخل هؤلاء عبر الحدود قبل يومين من بدأ الفعاليات المطلوب القيام بها من اعمال تخريبيه ( أي أنهم وصلو الى داخل الاراضي العراقيه يوم 27 أو 28 شباط 1991 ) قام الذي سُموا بالتوابيين بأستضافة الفرس من كوادر اطلاعات أو العناصر التي تعمل معها في منازلهم واماكن سكناهم وتم في اليوم التالي دلالتهم على مواقع الدوائر الحكوميه مثل دوائر الاحوال المدنيه والامن والشرطه والمخابرات والمقرات الحزبيه ودوائر المرور وأماكن سكن المهمين من القياديين الحزبيين وضباط الامن والمخابرات والشخصيات الوطنيه المهمه ( ورد هذا في الافادات التي أدلى بها من القي القبض عليهم أمام الاجهزه الامنيه وعناصر الاستخبارات الجويه وخصوصا في القاعده الجويه التي كنا منها نعمل ) .

 

الذي حصل في يوم 2/3 من شهر أذار 1991 قامت المفارز المكلفه بالعمليات التخريبيه بالتصدي للجنود السالكين للطرق العامه القادمين من الكويت وتجريدهم من ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب والاهانه وقتل البعض منهم ممن تأكد أنهم من محافظات صلاح الدين والانبار وبغداد والمحافظات الشماليه ، وسلب ما بحوزة هؤلاء المساكين من نقود أو حلى ذهبيه كالخواتم وغيرها والساعات التي في معاصمهم ، اُشهد الله العظيم قد وصل الامر باللبعض أن قام بأجبار عدد من العسكريين بشرب البنزين ومن ثم أطلاق النار عليهم أو وضع أطارات السيارات حول أجسامهم وحرق هذه الاطارات ، أما من يُتأكد منه أنه ضابط فيقتل على الفور ( لان هذا من أتباع صدام ) .

 

سلبت كل الدوائر الحكوميه من آثاثها وما حوته من وثائق واحرق الباقي , اُحرقت دوائر التسجيل العقاري والتسجيل المدني ومكاتب المرور الخاصه بتسجيل ملكية السيارات ونهبت المدارس وأحرقت سجلاتها . وقد وصل الامر الى نهب آثاث المستشفيات وأجهزته الطبيه والادويه في صيدلياتها وترك المرضى يرقدون على الارض بعد أن وصل الامر الى سرقة الاسره التي يرقد عليها هؤلاء المرضى . اُشهد الله العظيم على ما أقول في ما ورد آنفاً .

 

 اما الذي حصل في كربلاء والنجف من مآسي فيشيب لها الولدان من هول الاعمال التي قام بها هؤلاء الرعاء من اعمال أغتصاب وشرب الخمور وقتل القياديين البعثيين داخل ليس الحرم بل وداخل الحضره المشرفه للحسين والعباس ، كذلك الامر حصل في المرقد الشريف لسيدنا  علي كرم الله وجهه الشريف ورضي الله عنه وارضاه .

 

كل هذه الاعمال الجبانه والقذره ارتكبتها شرذمة الشر ممن قدم من خلف الحدود ومن تعاون معهم من أراذل القوم أتباع ابي رغال وابن العلقمي ، أحفاد القرده والخنازير .

 

ليسأل سائل ... هل هي هذه الثورة التي أردتموها أيها الخونه ؟ ... هل هذا الامر الذي قصدتم في ايقاع الضرر بالعراق تحقيقا لرغبات اتباعكم ممن أرتمى بحضن الغادرين ورضى أن يكون دليلا للخونه ومعولا لها في تدمير بلده .... ما الذي قدمتموه للوطن يا رعاع ويا خونه ؟

 

المهم من الاسئله التي يمكن أن تدور في خلد البعض : أين كانت المرجعيه ؟ أين الموقف الذي يتطلبه الحق منكم يا معممين ؟ أين الكلمه التي لابد من أطلاقها حتى في وجه الظالم ؟ اين الدين الذي تدعون ؟ أين المباديء الساميه في رجل الدين الذي لابد ان تكون فيه ؟ أين كلمة الله التي أودعها فيكم ؟ وتطول الاين ؟؟؟ أليس كذلك .

 

لقد كانوا كل هؤلاء في سبات عميق عما اصاب الارض والعرض والمناسك والحرمات . متى أستفاقوا ؟ أستفاقوا عندما اُريد تحقيق العدل فيمن هتك العرض ودنس الارض وتعدى على الحرمات .

 

أفاق هؤلاء من غفوتهم ليصفوا الحق أنه تعدي وتجاوز على حقوق الانسان وقتل للابرياء .... أيُ  حقوق لهؤلاء البغات ... انهم قتله مأجورين قدِموا من خارج الحدود منتهكين حرمه الارض قاصدين الاذى .

 

أين مقومات الثوره يا أيها الثيران المعممين العميان ومن يتبعهم من الثولان  ..

أيُ ثورة هذه التي طبلتم لها وزمرتم ... خسأتم وخسأت أحلامكم المريضه

سيبقى العراق قويا بأهله وشعبه وأنتمائه

سيبقى العراق عصيا على المحتل واحلامه

سيبقى العراق صامدا بعون الله قلعة للشرفاء

 

الله اكبر

الله أكبر

الله أكبر

 

الموت الزئام للاعداء العراق وشعبه الابي

 

أبن العراق صقر السمتيه

٠٣ / أذار / ٢٠١١

 

 





الخميس٢٨ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبن العراق صقر السمتيه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة