شبكة ذي قار
عـاجـل










بدءا اعبر عن فرحي وابتهاجي وسروري وسعادتي لاني انتمي لأمة انجبت المصريين الجبارين والتونسيين الابطال، هذه امة لا تُخذل، تصبر وتمهل وتسكن لكنها لا تموت ولا تستكين ابدا.


اكتب اليوم خصوصا للمصريين الذين عشنا بين ظهرانيهم فاكرمونا وانعمونا بدفئ حبهم ومشاعرهم الزكية تجاه العراق والعراقيين. اكتب اكراما وايفاءا لواجب علينا ثبته ايماننا باننا امة عربية واحدة من المحيط الى الخليج.


حاولت الاتصال يوم امس بصديق عراقي يقيم في الاسكندرية وكنت قلقا عليه اريد ان اعرف اخباره فاجابني صوت مصري يشع املا وقوة، اخبرته ان هذا الرقم كان لصاحبي وهو من العراق، فقال من غير ان يجيبني عن سؤالي، اهلا باهل العراق الابطال اهلا بابناء المقاومة والعزيمة التي غيرت العالم، غالبني شعور بالفخر وشعور كنت قد فقدته وان كنت اؤمن به على الدوام، شعور باننا جميعا من امة واحدة نشعر ببعضنا وننتفض لحقوق بعضنا. اعادني كلام الرجل الى عهد الرجولة والنخوة حينما كان العربي يهب لنصرة أخيه في اي بقعة في ارض العرب. شكرته وقلت له اننا فرحون بما يفعل اولاد اعمامنا المصريون وقلت له اوصل مشاعرنا وتأييدنا لكل اخوتنا هناك.


سمعنا اصواتا ضمن موجات الحماس بين الجماهير تقول هذه هي ام الدنيا مصر المحروسة، وانصافا نقول ان ما قام به شباب البطولة والرجولة في مصر لا يمكن ان يقال عنه الا انه البطولة بعينها والثبات بعينه لشباب اعزل ليس لديه الا صوته، ليقتل بذلك الادعاء الذي يقول انه بغير السلاح لا يمكن تغيير الاشياء، ولا يمكن تغيير الانظمة الفاسدة ولا يمكن قهر الظلم. ولا نعترض على حقيقة ان مصر عرفت انها ام الدنيا لقرون خلت وهذا فخر وشرف لا ننافس المصريين عليه. لكن هل قام المصريون بذلك لأن مصر ام الدنيا، ام لأن مصر جزء لا يتجزء من محيطها العربي الاكبر الذي تشرفت بقيادته لمدة طويلة الى ان ظهر النظام الفاسد الذي باع موقف مصر العروبي الى الكيان الصهيوني وامريكا. هل كان المصريون في فعلهم الجبار اليوم الا حاملي اماني استلموها من ابناس تونس الحرة ثم يسلموها الى من يليهم. فبدأت من العراق البطل وشعبه العظيم في وقوفه ضد المحتل الغاصب نفس المحتل الذي يقف وراء الانظمة الفاسدة الخائنة، ثم ليسلم الامانة الى التونسيين الابطال ثم الى المصريين الرجال بعد ذلك.


نحن لا ندعي ان العالم غير مترابط وان الاحداث الاخرى في العالم لا تؤثر على بعضها البعض، لكننا امام حالة فريدة جميلة رائعة تصور توحد الامة من غير احزاب وقيادات ورؤى واهداف وآاليات وستراتيجيات وغير ذلك. امة العرب اليوم تنتفض اجزاؤها الواحدة تلو الاخرى، ولن تتوقف حتى يتخلص الشعب العربي من قهره احتلالا وافقارا وتقسيما. لن تتوقف الى ان يعلن قادة الاجزاء انهم مع شعوبهم والا فليغادروا الى جهنم وبئس المصير.


أنتفض العراقيون انتفاضتهم المقاومة الاولى، انتفضوا على محتل غاشم ارعن، ولم يساعدهم احد، وصمدوا سبع سنوات وتزيد والناس تراقب ولسان حالهم يقول بصمودمكم سنصحوا، وثباتكم يضعنا على طريق النجاة. كنت في مصر قبل شهرين والتقيت صديق عزيز وهو فنان مصري معروف، بادرني بالقول انني اخجل ان التقيك واتحدث معك، وكلما يكون لدينا لقاء اقول لزوجتي كيف سألتقي محمود وماذا سأقول له، قلت له لماذا كل ذاك ماذا حدث، قال انكم شعب المقاومة وتعملون بما امركم به الله، ولكن ماذا فعلنا نحن، ثم استرسل ليقول اعتقد اننا امة استكانت وماتت ولن تكون لنا صحوة الا بامر الله تعالى، قلت له انظر اخي الى التأريخ وتمعن، لقد مررنا بمثل هذا مرات ومرات ولكننا بعد كل مرة نصحو ونكون اكثر قوة وعزيمة، وان امتنا اليوم تفور بسبب ما حصل للعراق، ولن يكون طويلا ان نرى انتفاضتها فقال لي اتمنى ان يكون كلامك حقيقيا. وقد اتصلت به قبل قليل لأسأله عن حاله وأهله متمنيا له ولأخوانه النصر والتمكين.


نعم كانت المقاومة العراقية باكورة النهضة العربية الكبرى، ثم جاءت ثورة تونس لتحدث اختلالا في معادلة المحتل الامريكي الغاصب، لم يصحو بعد منها ليلحق الخفيف غير المبارك بأسوأ العابدين. اكتب مقالتي هذه وانا اقرأ على شاشات الفضائيات ان غير المبارك يعاند ويتلون ويراوغ حتى لا يترك كرسي رئاسة دولة اجهل من فيها خير منه. وكما قال عبد الباري عطوان قبل يومين ان من سخريات القدر ان مبارك الذي طالب الرئيس صدام حسين بالتنحي تلبية لمطالب الاجنبي المعتدي الغادر ولكنه رفض وفضل البقاء في العراق وقتال المحتل، ها هو مبارك يطالبه شعبه بالرحيل وهو يعاند ويشتري الوقت اعتقادا منه ان السيد الامريكي سيتمسك به ويواجه غضبة الشعب الثائر. وهو غبي الى الدرجة التي يصدق فيها ان امريكا يمكن ان تتمسك بعملاء محترقين من امثاله.


ان شعب الجبارين اليوم في مصر المحروسة حريص على ان لا يطوي صفحة الثورة الجماهيرية العظيمة من غير ان يعيد رايتها للعراقيين الذين بدأوها اول مرة. ها هم المصريون الابطال يتهيأون للأحتفال في ساحة التحرير بالقاهرة بعيد التخلص من رقبة الفساد والانصياع الاعمى للأمريكي المحتل للارض العربية والاسلامية، وفي نفس الوقت يتهيأ "اخوان هدلة" (وهي كنية اهل العراق) في العراق العظيم لفتح صفحة المقاومة الجماهيرية لتضاف الى صفحة المقاومة المسلحة التي قاد لواءها العراقيون من سبع سنوات وتزيد. سيعيد المصريون الامانة للعراقيين اصحاب الاولى، فما نحن بفاعلين؟


كما يقول فاروق جويدة .. اغضب، فأن الله لم يخلق شعوبا تستكين .. اغضب، فأن الارض تحني رأسها للغاضبين.


اقول للعراقيين شبابهم والشيوخ، ها قد عادت الامانة لأهلها بعد ان ادى حاملوها المصريون والتونسيون ما عليهم، فما عليكم الا ان تلقنوا امثال الخفيف من عبدة الدرهم والدولار في العراق مثلما لقن المصريون الخفيف في مصر .. اغضبوا ايها العراقيون .. املأوا الشوارع بلافتات الغضب .. وقولوا لبغال المحتل اجتثونا ان استطعتم .. فهم ليسوا الا نطيحة المستعمر ومترديتها. فليذهب المحتل ومن جاء بهم الى جهنم وبئس المصير .. فالعراق العظيم لا يستوعبنا مع .. فاما نحن واما المستعمر وبغاله .. ونحن نموت من اجل تراب العراق .. انتفض ايها العراقي الشهم والعراقية الاصيلة لكل عراقي وعراقية اغتصبهم المحتل واعوانه من امثال القذر جواد الهالكي .. اعتصموا بحبل الله ولا تفرقو .. اتحدوا على وحدة العراق ولا تفرقكم صنائع المحتلين .. ها هو يومنا يوم الخلاص آت .. سنكون معا في كل الميادين .. و لا نتخلى عن دورنا في حمل الراية وانما النصر صبر ساعة وما اظن ساعتنا ستطول ..


اللهم انصر العراقيين كما نصرت اولاد عمومتهم المصريين والتونسيين .. ربنا انك على ذلك لقدير وانك نعم المولى ونعم النصير.
 

 

 





الجمعة٠٨ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. محمود خالد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة