شبكة ذي قار
عـاجـل










تعقيبا على مقالة الدكتور عمر الكبيسي الموجهة الى الدكتور عدنان الدليمي أقول باني عرفت الدكتور الكبيسي طبيبا ناجحا وزميلا رائعا وشخصية محبوبة , وعرفت انسانيته بواحدة من المواقف يوم لجات له شاكيا من ألم طارئ الم بي وكيف كان حريصا على الاداء الانساني والقلق مرتسم على محياه ولم يهدا له بال الى أن اطمئن بأن الامر عرضي طارئ, ولكني لم أعرفه يخوض غمار السياسة والوطنية بقصور مني يوم كنا نحن البعثيون نخوضها كل حسب طاقته ويوم امتدت بين صفوفنا شرذمة المنتفعين تزايد على الوطنية ولكنها هيهات أن تقدر على تعكير الماء الصافي بالكامل.


أقول له ياسيدي هنا تعرف وطنيتك الحقة يوم شاهدت الوطن ينهش بيد الجهلة والعملاء والمتخلفين فعلا صوتك حرا وبغض النظر عما تكتب ان كنت أتفق معك بالكامل أم لا, فقد قرأت الغيرة الفطرية تنبع منك, والشجاعة التي تفوقت بها علي في طرحك العلني لما تريد, حياك الله يأخي وبارك مسعاك على درب الحرية والتحرير وبعد أقول.


لقد جاء الاحتلال بعد فترة حصار ظالم ألم بالعراق وشعبه, ذاق فيها الامرين لوحده يوم تخلى عنه من غرف من خيراته وبدأت السكاكين تنهش بلحمه الذي سيكون مرا ان شاء الله, كان الصمود رائعا بالرغم من التحفظات على بعض المواقف التي ساهمت باعطاء الفرصة للمتربصين والوصوليين والعملاء والمتخلفين بان ياخذوا مجالا لطعن المسيرة ومحاولة تحريفها عن نهجها وهذه التحفظات مبعثها دافع الغيرة على الوطن لاطعنا بالرموز الوطنية, وكان للحصار اثاره الحادة على قدرة الصمود بعد أن اصبح الحصول على رغيف الخبز صعبا.


لقد ادى الحصار الظالم الى دفع المواطن الى سيل من التنازلات عن طموحاته وربما بعض من مواقفه المبدئية السابقة, وكان ذلك جزء من اللعبة قبل توجيه ضربتهم الخبيثة, وخلال هذه الفترة نشا جيل لم يمر عليه عصر المبادئ وأصبحت لغة الربح والخسارة والكسب السريع هي السائدة لمن لايملك رغيف العيش لابل أن البعض قد كفر بالمبادئ بالرغم من احساسه الداخلي بأنه على الطريق الخاطئ, وضرب الجهل أطنابه ليوقع بالمواطن فريسة لافكارمنغلقة ضيقة الافق وتحوي بين طياتها نوايا خبيثة وعوم على احلام وردية ومستقبل زاهر, وسقط من سقط في مستنقع الخيانة عندما سال لعابه تجاه المال الحرام ليوغل بالجريمة والانحراف, وعندها جاء الاحتلال في ظل كل هذه الاجواء.


صعق الشعب من هول ماحدث واحتل الرعاع مواقع, واجتر المواطن البسيط نفس النمط الذي حصل بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ليصبح المنظر والمقرر لما يجب أن يسود, وبدا كل من له أحلام لاستعادة أمجاد هشة خلت يسابق الاخر من صنفه للحصول على مغنم رخيص بتنظير أرخص وكلما تقدم به الزمن غاص بعمق أكبر في مستنقع الخيانة وابن الشعب يتسائل وهو في ذهول اين الحل وأين المقاومة.


كانت الاجابة بان المقاومة ستاتي ولنعطها الوقت لتختمر فيها الافكار ويتم ترجمتها الى دليل عمل, حيث أن مواقف من هذا النوع لاتاتي بضغطة زر لجهاز الي.


هنا ياسيدي ياتي الفرق بين الافكار التاريخية والرؤيا التحليلية العميقة لاحزابها وبين النزعة التجريبية التي لاتصل ثمارها الى أبعد من ذهن قائلها, وهنا يتحول السذج والحالمون بمجد هم ليسوا أهلا له الى أن يركضوا لاهثين وراء الحدث دون أن تكون لهم القدرة للسيطرة عليه.


والدكتور عدنان الدليمي هو واحد من هؤلاء ولاقصد هنا المساس الشخصي به وأغلب ظني أن مشكلته في عدم أهليته ليكون سياسيا متمكنا لاسباب عدة منها.


1. لم ار منه افقا سياسيا واضحا وموقفا ثابتا مبنيا على رؤيا واضحة.


2. كانت العاطفة الانفعالية التي لاتجدي نفعا وسيلته في تأجيج المشاعر والتي لاتغني ولا تسمن من جوع وتعطي في نفس الوقت الفرصة للاخرين لتضييق الخناق عليه, واذكر جيدا مخاطبته الطائفيين بموقف طائفي بالمقابل حين قال ان كنتم تملكون السلاح فانا نملك الرشاشات وما الى ذلك من تأجيج الحقد المقابل والفرصة لصانعي الفرقة بين أبناء الشعب الواحد للنفوذ والهيمنة من خلال ادعائهم بانهم المدافعون عنهم.


3. اذكره عندما خاطب الحضور في مؤتمر في تركيا بالعتاب في قوله (نامو والحدث ضدنا) أو بمعنا مشابه لذلك وكأن الحل سياتي بلمسة سحرية من ذلك الموتمر دون أن يعرف أن للخطر اسبابه ومسبباته وانه اكبر من الظواهر الطافية على السطح.


4. ولذلك فلا غرابة في أن النتيجة كانت وضعه بدائرة ضيقة ساهم هو باختيارها , لضعف في قدرته على التصدي لاحداث جسام.


5. ومن تحصيل حاصل أن يبدا سيل التنازلاة ضبابية الهدف على أقل تقدير, وهذا ماحصل عندما تصور أن الحل في اقليم سني يحمي السنة من خطر قادم, وهو موقف خاطئ يحقق للمشروع الامريكي الصهيو- فارسي هدفه بلا مقابل.


هذا هو الفرق ياسيدي بين من يحمل فكرا تاريخيا وبين من يحمل أفكارا تجريبية ضيقة, ولست هنا في موقف المدافع عن الأحزاب التي تدعي حملها للفكر التاريخي حيث لايعني هذا تزكية مطلقة لهذه الاحزاب من السقوط في مطبات من نوع أخر وأمراض سياسية واجتماعية تحرفها عن مسارها الصحيح, وتاريخ العراق والامة العربية والعالم حافل بنماذج من هذا النوع.


ان من يطالب أو يدعوا إلى مواقف طائفية تقسيميه كمن يضيف على النار حطبا ويحمل سكينا تنهش بالجسد الجريح عمدا كان ذلك أو جهلا, والدعوة لكل الذين تصوروا ان الدخول بالعملية السياسية والمحتل ماسك بزمام المور وأهدافه واضحة في أن يعيدوا النظر بمواقفهم قبل ان يسبق السيف العذل ويسقطوا بالكامل في متاهات الافكار ووهم صنع النصر بهذا الطريق الخاطئ

 

 





الثلاثاء٢١ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو سرمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة