شبكة ذي قار
عـاجـل










نشرت  قبل أيام  مقالا يحمل عنواناً ( ما تخطط له أمريكا وإيران وينفذه العملاء تستثمره الصهيونية العالمية )  بتاريخ  11 كانون الأول 2010 في المواقع والشبكات الإخبارية , وضحت  فيه وجهة نظري  للتجارب التي أجريت  نتيجة الدراسات والمخططات التي قدمتها الصهيونية العالمية  لأدواتها الرئيسية من الدول الاستعمارية  والدول المتحالفة معها  والتي نجحت  في اختيارها لأهم العينات  المهمة من الدول العربية ( العراق ) الذي كان القوة الساندة والفاعلة بالدفاع عنها  كونه الجبل العالي والسد المنيع لحدودها الشرقية من التهديدات والغزوات الطامعة بخيراتها وثرواتها وحضاراتها . تجارب أشغلت الكثير من الدول الاستعمارية ولعقود كثيرة لتحقيق الهدف المطلوب في الوصول إلى مفتاح  السر الذي به يتم تفكيك الأمة وإضعافها ثم  السيطرة والهيمنة على جميع ثرواتها ومقدراتها  وبدون  الدخول في الحروب إلاقليمية أو الدولية  من خلال الاستعانة بصفحة جديدة تعوض عن ما أقرته  الاتفاقيات والمعاهدات الاستعمارية عن طريق دعم وإسناد  واحتضان الكثير من القوميات الاثنية والطوائف المتعايشة ضمن تركيبة الأمة  الفسيفسائية لإثارة الفتن الطائفية والعرقية .

 

إن نجاح الصهيونية العالمية للتجارب التي  أجرتها بالوكالة عنها الكثير من الدول الاستعمارية  إنما هو لأجل تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بعد  أن اعتمدت على آليات نشطة  وفعالة كانت ولا تزال هي السبب  الرئيسي في  تقسيم الحدود الجغرافية كلُ وحسب الطوائف والقوميات في كل دولة عربية لينتج عن هذا التقسيم  أقاليم طائفية وكيانات انفصالية , ولهذا  السبب فان الهدف الرئيسي للصهيونية العالمية من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ  في المنطقة  العربية  إنما هو لخلق فوضى عارمة وشاملة  تشوبها الطائفية الصفوية والانفصاليات  ناهيكم عن  التجاهل  المقصود للدول الإقليمية  المحيطة بالوطن العربي  في  تدخلها  بالشؤون الداخلية للدول العربية  المحاذية لحدودها , والمثال على ذلك  التدخل الإيراني المباشر في العراق والكثير من الدول العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة  خاصة بسبب ألأطماع إلايرانية المعروفة  للأمة عبر التاريخ وحقدها وعدائها لهذه الأمة التي أصيبت بجروح الاعتداءات  المتعددة والتي أدت إلى احتلال العراق لمرات كثيرة عبر القرون الماضية إضافة إلى اعتداءاتها المتكررة واحتلالها  جزر الإمارات  العربية المتحدة  ... مما  سهل الطريق للصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية أن  تعتمد  عليها  اعتمادا كليا  بحيث وصل الأمر بهما أن  يتم اختيارها  كأداة مهمة ومنفذة لأي  صفحة  من صفحات الإستراتيجية الصهيوامريكية سواء كان ذلك  في العراق أو المنطقة العربية بصورة عامة  ودول الخليج العربي  بصورة خاصة  لتحقق ألأهداف الموكلة إليها  ضمن أي صفحة من صفحات  هذه الإستراتيجية  وهذا يكون من خلال افتعالها شروخا جغرافية واجتماعية (عمودية وأفقية ) معتمدة في ذلك على نفوذاتها المتواجدة في العراق أو  في بعض الدول العربية  الأخرى لاستغلالها كحالة مذهبية لإثارة الطائفية .

 

من هنا نوضح للتاريخ ولأحفادنا بالذي جعل من إيران الفارسية أن تكون قوة إقليمية في المنطقة العربية ودول الخليج العربي , وما هو السر في ذلك ؟.

إن الصهيونية العالمية والسياسات الخاطئة  للإدارات الأمريكية السابقة والحالية هما اللذان جعلا  من إيران أن تكون قوة إقليمية في المنطقة .. والدليل على ذلك  هو تجربة احتلال العراق حيث تبين  للرأي العام الدولي والعربي بأن الصهيونية العالمية وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية  سمحت لإيران بالتدخل المباشر في شؤون العراق الداخلية  بعد احتلاله مقابل معاونتها وإسنادها  للولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها  في الاحتلال . وهذا  قد أصبح واضحا للداني والقاصي  من خلال  إعطائهما  المجال للمتطرفين الشيعة الصفويين وبجميع أحزابهم وحركاتهم وميليشياتهم  بالسيطرة  الكاملة على  جميع المؤسسات السياسية والتنفيذية  في  العراق  وبتوجيه من إيران كونها اللولب الرئيسي في تشكيل  جميع حكومات الاحتلال الصفوية  منذ الاحتلال ولغاية الانتهاء من تشكيل حكومة الاحتلال الخامسة الصفوية ..

 

إذن ما هو الضرر الذي سيلحق بالدول العربية أو دول الخليج العربي  من تدخل إيران بصفتها صاحبة القرار السياسي في تشكيل حكومات الاحتلال الصفوية بالعراق ؟.

إن الضرر في هذا هو ليس ضرراَ تكتيكياَ  وإنما هو ضرر استراتيجي الهدف منه العبور إلى صفحة أخرى من صفحات إستراتيجية أخرى رسمت وهيأة لدولة ما  أو دولتين أو أكثر  ضمن الوطن العربي  !!! أي ستكون  هذه الصفحة بمثابة الواجهة الأمامية والبديلة لإيران مستقبلا  للانطلاق نحو أية دولة عربية أو أي دولة خليجية كونها  تمثل امتداد وذراع  مهم لنفوذ إيراني سيطر سيطرة تامة على جميع مؤسسات الدولة العراقية , وهذا النفوذ  يمثل حكومة  صفوية  في العراق والذي  أصبح له شأن كبير بسبب  المنهج العدواني للولايات المتحدة الأمريكية  جراء نظامها الانتخابي الذي سمح لأحزابها وحركاتها الطائفية الصفوية أن تزور كافة السجلات  الخاصة  بالأحوال المدنية من خلال إضافة أسماء تقدر بالملايين  أغلبيتهم  قد جاءوا  من إيران وتركيا وبعض دول الخليج العربي والدول الأجنبية .

 

لقد  جعلت الولايات المتحدة الأمريكية من  حكومة الاحتلال الطائفية الصفوية  في العراق بأن تكون  العامل المهم والفعال  والوسيط  الذي يصل بين إيران وجميع المتطرفين الشيعة الصفويين المتواجدين في جميع الدول العربية  بصورة عامة ودول الخليج العربي خاصة مما سينتج عن ذلك  ضرر استراتيجي خطير جدا  يؤدي إلى تخلخل عام في  جميع التوازنات الإستراتيجية  بالمنطقة  وبالتالي  ستجعلها تعيش في حالة  اضطرابات وفوضى غوغائية  عارمة  يترافق معها  ظهور ميليشيات مسلحة  هنا وهناك  في  الدول العربية .

 

من هنا  نؤكد للتاريخ ولأبناء امتنا العربية بان الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية هما اللتان عززتا من قوة إيران في المنطقة  تعزيزا كاملا بتمسكها  في حكومات الاحتلال الطائفية الموالية لها  في المنهج والعقيدة الفارسية وغيرها من  ألأحزاب الموالية لها مثل حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن وغيرها من الحركات والأحزاب وأسماء مرجعيات  لم تظهر على الساحة العربية  كونهم  منشغلين في المراحل الأخيرة من التدريب النهائي  لتهيئتهم  كآليات فعالة  ومهمة لصفحات أخرى من صفحات الإستراتيجية الصفيوامريكية  والذين بهم تستطيع   الصهيونية العالمية  والولايات المتحدة الأمريكية من خلق فوضى شاملة  متى ما تشاء وفي أية دولة عربية  وخليجية .

 

هذا هو  سر نجاح   الصهيونية العالمية في إجراء تجاربها على الأمة العربية .. والدليل على ذلك التجربة  التي أجرتها  في العراق  باعتمادها واحتضانها وإسنادها لأحزاب وحركات  صفوية طائفية وغيرها من ألأحزاب الانفصالية  لتشكل  بهم  حكومات موالية  لإيران وقت ما تشاء  وبعدة ذرائع كاذبة . أما  إن  لم تكن هناك ذرائع لدى البعض من الدول العربية والخليجية !!!  فأقول وأؤكد بان الذريعة  التي ستتذرع بها الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية   جاهزة ومحفوظة على رفوفهما ورفوف الأمم المتحدة  ألا وهي مظلومية الطوائف  الشيعية الصفوية  الموجودة بإعداد كبيرة تفوق  عددا على العرب السنة  في  بعض  دول الخليج العربي .

 

نستنتج من ذلك وما علمنا التاريخ وما عرفناه اليوم  بان السر في اختيار إيران كقوة إقليمية في المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة يكمن بما يلي  :  

 

1. توافق وتطابق وانسجام  الإستراتيجيتين  الصهيوامريكية والإيرانية في الغاية  والهدف  ضد الأمة العربية التي هي  حاملة رسالة الإسلام للإنسانية  .

2. لإنجاح الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق أهدافهم بإنهاء  دور العراق عربيا بعد تدميره تدميرا كاملا وشاملا  وحل جميع مؤسساته من خلال اعتمادهم على  جميع الأحزاب والحركات الطائفية الصفوية التي احتوت شيعة العراق واستخدمتهم كورقة مقايضة لأي استحقاق إقليمي أو دولي مما سهل ذلك على  الصهيواميركية أن تعتمدان على إيران اعتمادا كاملا  من خلال إسنادها ودعمها واحتضانها لجميع الأحزاب والحركات والميليشيات والمرجعيات الصفوية في الكثير من الدول العربية والخليجية في حالة  إحداث  أي تغير في بعض أو أغلبية الأنظمة العربية والخليجية , وما سينجم عن ذلك  التغير السياسي  من تغير اجتماعي  كل وحسب جغرافية  دولهم ليتمخض عن ذلك  تقسيم  الدول العربية والخليجية إلى أقاليم ودويلات طائفية واثنيه وبالتالي إنهاء واجتثاث القومية العربية  .

 

3. لحماية المصالح الصفيو أمريكية الموجودة  ضمن  دول المنطقة بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة مقابل  تقاسم المصالح  بين الصهيونية العالمية وأمريكا وإيران .

 

4. لإبقاء القوات الأمريكية في الخليج العربي ودوله كقوة عسكرية  تواصل من خلالها ابتزاز الدول العربية لحين إكمال إعدادها  كقوة إقليمية  في المنطقة ودول الخليج العربي  .

 

5. لكي تكون عامل مهم  للصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية في  زعزعة المنطقة  من خلال إثارة النعرات الطائفية التي تنتج عنها  الفتن والغوغاء في جميع الممالك والإمارات ودول الخليج العربي ودول المنطقة العربية .

 

6. لكي تكون شرطي المنطقة بتنفيذها الإستراتيجية الصهيوأمريكية من خلال سيطرتها  التامة على  جميع المقدرات الاقتصادية لدول المنطقة والخليج العربي مما  سيجعلها أن تكون المسيطر الرئيسي على اقتصاد وثروات وإمكانيات هذه الدول وجعلها دوما  رهينة القرارات الإيرانية من خلال إحكام قبضتها على مضيق هرمز لتكون بمثابة ( كاك نفط )  تفتحه وتغلقه وقت ما تطلبه الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية من ضخ وتوقف تصدير الإنتاج النفطي لجميع دول الخليج العربي لأجل  خدمتهما في السيطرة والتحكم على اسعارالنفط  العالمية  .

 

أبو علي الياسـري

 العراق المحتل / النجف الأشرف

 

 





الثلاثاء٢٢ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسـري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة