شبكة ذي قار
عـاجـل










سيدي يا سيد شهداء العصر سلام عليك وعلى رفاقك من الشهداء السعداء ..  سلام على الرجال الذين قضوا نحبهم ومابدّلوا تبديلا  ..  وسلام على أولئك القابضين على الجمر ومابدّلوا تبديلا وسلام على وطن تتنازعه الوحوش والكواسر وهو صامد يناطح هامات الجبال.


ياسيد الرجال ويا رجل في زمن عَزَّ فيه الرجال، يامن لم تنحني قامته لغير بارئها، ولم تنكسر إرادته إلا بارادة الواحد الأحد ..  يامن حدّق في عيني الموت ففزع الموت منه ويامن طلب الشهادة فاستجاب الله لطلبه بأفضل حال. لقد كنت مستجاب الدعاء ياسيدي فاستشهدت في يوم هو أفضل الأيام، وذهبت وأنت مرفوع الرأس والشأن تهزأ من جلاّديك المختبئين خلف أقنعة الخوف والذل، وأخالك سيدي كنت ستمزح معهم لو لم يكونوا ممن خان الوطن والأمانة وباعوا آخرتهم بثمن بخس، ممن قال فيهم الرحمن عز وعلا " أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" ، ولكنك وأنت صدام حسين المجيد قلت لهم ما ألقمهم خوفاً وفزعاً- وليس خجلاً ، فهم لا يخجلون- "هي هذي المرجلة؟" وكان بأسك شديداً وقلبك راضٍ بقدر الله وقضاءه، وكنت رجلاً بين مجموعة من أشباه الرجال أستقووا عليك بحراب الأجنبي وتقنية أسلحته التي لا تعرف إنسانية ولا مبدأ، وكان لابد لهم أن يعدموك! فأنت بقوتك تشعرهم بضعفهم، وانت بشجاعتك تذكرهم بجبنهم، وبثباتك تشعرهم بخيانتهم، ورجولتك يرون هم فيها ذُلَّهم وهوانهم وبصلابتك يرون إنكسارهم فكان لابد أن يعدموك، وما دروا أنهم كانوا بذلك سيمنحونك الخلود، وسيحققون لك أعزَّ أمانيك.


نعم ياسيدي ذهبت أنت ورفاقك السعداء راضين مرضيين مطمئني البال إلا على وطن وقع بين أنياب وحوش لا ترحم، وشعبٍ شرذمته أهواء ودسائس وإعلام مزيف وحاقد، وبناءٍ سهر المخلصون على وضعه لبنة فوق لبنة، أمعن فيه الغرباء تهديماً وتشويها.


هو الوطن الذي نبكي، فأنتم سعداء في عليين إن شاء الله، ولن نبكيكم. ومانحزن عليكم وأنتم فيما أنتم فيه، ولكننا نحزن أن الشعب والوطن والأمة- ولا أغالي في كل هذا- قد فقد الفرصة ..  أجل لقد فقدنا كلنا فرصة النهوض شعباً ووطناً وأمة ..  فقدنا فرصة أن يكون لنا مكان بين الأمم الناهضة والسائرة نحو غدها والمتطورة، بدلاً أن نشكل رقماً زائفاً لأمة أمست بعدكم سيدي لا حول لها ولا قوة، ولجماهير صارت تشرأب بأعناقها لقادة خارج حدودها لم يناضلوا قدر ما ناضلتم، ولم يعانوا قدر ماعانيتم، ولم يواجهوا ما واجهتم، ولم يضحوا بنصف ما ضحيتهم من أجل قضاياهم وشعوبهم .. فالشعب لم يقدركم- إلا من رحم ربي حق قدركم إلا بعد أن فقدكم وفقد الفرصة بفقدانكم،،، وهم لم يحسّوا بمقدار ماضاع منهم إلا بعد فوات الآوان!


سيدي ياسيد شهداء هذا الزمن، ماذا نكتب ونحن نرى الفاسد واللص والمرتشي وخائن الوطن والأمانة وهو يتحكم برقاب العباد وبخيرات البلاد؟ ماذا نقول وقد أصبح شِرار الناس حكامهم؟ بمَ نتحدث ووضيعُ النسبِ وفاقدُ الشرفِ يتحدث بأسمنا ويُقسُّم لنا وطننا ويفرق ديننا شيعا؟ كيف نحاورُ شعبَنا من المحيط إلى الخليج وهو يلهث خلف لقمة عيشه ودواء مرضاه، بعد أن جعلوه حكامه لا هم له إلا ذاك؟ وكيف وكيف وكيف ونحن نغرق في بحور العولمة والديمقراطية الجوفاء والحرية المنفلتة التي تغذيها الفضائيات العربية والغربية؟ بوجودكم سيدي كان هناك فسحة حقيقية من الأمل، وكان هناك اساس صالح للبناء عليه ..  وكان هناك قائد صلب شجاع تلتف حوله جموع المناضلين الحقيقيين كما يلتف حوله الحالمون بغد الإمة الأفضل. وما تبقى لنا بعدكم سيدي سوى رحمة الله، وأولئك الرجال القابضين على الجمر يبتغون فضلاً من الله ورضوانا، " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ " .


رحمة الله عليك سيدي وعلى رفاقك الشهداء،،، وكان الله في عون رفاقك الصامدين في الأسر، وما لأولئك المجاهدين إلا الدعاء بالثبات والتوفيق والنصر، " أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ ".

 

 





الاثنين٢١ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة