شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) النساء 71

صدق الله العظيم

 

 

هل هزمت الولايات المتحدة في العراق ؟!

وهل خسرت المقاومة العراقية الحرب ؟!

وهل كسبتها ايران ؟!

 

اسئلة مهمة ينبغي علينا التوقف عندها مليا وبدون مجاملة ، لنعرف اين اصبح موقعنا وفعاليتنا ومايتوجب اتخاذه من اجراءات ازاء الاحداث المحيطة بنا ، فالنظر بمناظر شمسية افضل بكثير ممن يغطي الشمس بغربال او حتى يحاول ذلك . فالمتابع للوضع العراقي وما الت اليه الامور في نهاية عامنا الجاري 2010 ، اقول ما الت اليه الامور وليس ما ابتدات به ، يجد ان المشروع الجهادي لتحرير العراق يمر بمأزق كبير.

 

فما هو هذا المازق ؟! وهل يوجد اصلا ؟!

سؤالان يتبادران لذهن القارئ الكريم حتما او على الاقل احدهما .. ان الاجابة على الخمسة اسئلة اعلاه تتطلب منا قراءة واقعية وصحيحة للوضع العراقي عامة والجهادي خاصة .

 

ففي مواضيع سابقة لنا ، اكدنا فيها على ان هدف غزو العراق هو هدف متعدد المحاور والسبل والمراحل لم يبدا في 2003 ابدا ، انما خطط له اعداء العراق منذ الايام الاولى لقيام القيادة العراقية بتاميم النفط . ففي موضوعنا المعنون " عودة نبو خذ نصر / الجزء الثاني "

اوضحنا بان مجيئ الولايات المتحدة الامريكية ومن تحالف معها لغزو العراق واسقاط نظام حكمه وانهاء مشروع البعث التاريخي يدل على مدى اهمية العراق في السياسة العالمية عموما وفي السياسة الامريكية خصوصا . وفي خشية اسرائيل من عودة بابل بنبوخذنصر جديد . وبالتالي فان الاحتلال الامريكي من وجهة نظر الادارة الامريكية والصهيونية العالمية حدث ليدوم لا لينتهي يوما ما .

 

واكدنا على صحة فرضيتنا "الاحتلال الامريكي حدث ليدوم لا لينتهي يوما ما " بما ياتي:

(( فالولايات المتحدة الامريكية لم تقدم على غزو العراق وبنفسها وبدون أي مسوغ قانوني وبدون تاييد دولي كالذي كسبته ابان حرب 1991، لولا الفشل الذي اصاب مخططاتها السابقة في انهاء البعث ومشروعه التاريخي او على الاقل تجريد قيادة العراق من ثوابتها ومبادئها من قضية وحدة الامة وتحرير فلسطين كمنطلقا لها ولولا الاهمية الكبيرة التي يتمتع بها العراق في السياسة العالمية عموما وفي السياسة الامريكية خصوصا. ومن الجدير بالذكر فان الفشل الامريكي في المخططات السابقة لم يكن فشلا تاما مطلقا انما كان فشلا بمجمله . فقد تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق العديد من الانجازات المهمة الممهدة لاسقاط حكم البعث . أي إن مخططات الولايات المتحدة كانت تعمل بنظامين مزدوجين . فان فشل المخطط الفلاني في تحقيق هدفه الرئيسي (اسقاط حكم البعث او تجريده من ثوابته ومبادئه) فلابد لهذا المخطط إن ينجح في التمهيد للمخطط القادم . وهكذا توالت المخططات الامريكية على العراق الواحد عقب الاخر من الاصغر حتى الاكبر .. أي طريقة الخطوة خطوة او كما يقال الحفر بالابرة.

 

كما بينا ايضا بإن احتلال الولايات المتحدة الامريكية للعراق كان قراراً مهماً جداً ومدروس "رغم ماتتناقله وسائل الاعلام على إن قرار الادارة الامريكية لاحتلال العراق لم يكن مدروس جيداً ونجم عنه العديد من الاخطاء كحل الجيش العراقي وألية اجتثاث البعث .. الخ" وقد جاء ليدوم لا لينتهي . أي إن الولايات المتحدة تتمسك باحتلال العراق على طريقة القائد العربي المسلم طارق ابن زياد "العدو امامنكم والبحر من ورائكم". أي إن عبارة انسحاب لاتوجد في المخطط الامريكي لاحتلال العراق )) .

 

وقد اوضحنا بان قيادة العراق قد بنت مشروعها الجديد على ضوء مخطط الادارة الامريكية لاحتلال العراق . (( أي إن مستلزمات تحرير العراق اكبر من مجرد قيام مقاومة مسلحة ضد قوات الاحتلال لتحرير البلاد .  انما مستلزمات التحرير يجب إن تتوفير فيها القدرة على تحقيق الاتي :-

1- تدمير الخصم وانهاك قواه وزالة تاثيره من الوجود.

2- بتفكيك الكيان الامبريالي العالمي للولايات المتحدة.

3- بتفكيك مؤسات الولايات المتحدة الامريكية البنيوية القائمة على اراضيها وبحارها.

وهي في الحقيقة عبارة عن ثلاثة مراحل او جولات بين القيادة العراقية ومشروعها الجديد "عودة بابل" وبين الادارة الامريكية ومخططها الخبيث "تدميرفرصة نبوخذنصر الجديد". كل مرحلة لها مستلزماتها المناسبة لتحقيق النجاح فيها )) .

 

وهنا ومن اجل المصداقية والواقعية فلابد لنا من التنبه بان المرحلة الاولى هي الاهم كونها تمثل بوابة النصر في معركة تحرير العراق ، اما بقية المراحل فهي تمثل المسار الطبيعي المتسلسل لهزيمة الولايات المتحدة الامريكية.

 

(( كما قسمنا المرحلة الاولى وهي "تدمير الخصم وانهاك قواه وزالة تاثيره من الوجود" الى عدة اجزاء لتحقيق التالي :-

 

أ - تدمير الخصم ، أي تدمير القوات الامريكية وعملاءها في العراق باعتباره هي خصم القيادة العراقية في الميدان.

ب - انهاك قواه ، أي انهاك قوى المخابرات الامريكية . كونها تمثل عصب الاحتلال.

ج - ازالة تأثيره من الوجود ، أي منع الولايات المتحدة من التدخل في الشان العراقي وترك العراق لاهله بدون إن تتحيز لهذا الطرف او ذاك المعاديين للقيادة العراقية . أي ترك عملاءها يواجهون حتوفهم على يد ابطال الحرس الجمهوري الخاص .

 

طبعا وكل خطوة من خطوات المرحلة الاولى هي الاخرى تتقسم إلى مراحل ادنى واصغر . اضرب واهرب ثم اضرب واحتفظ بالارض ليلا ثم اضرب وافرض سيطرتك على المنطقة ثم معارك شبه نظامية ذات طابع ستراتيجي دقيق او بالاحرى ذات طابع تكتيكي واسع النطاق .ثم تعود من جديد السلسلة وهكذا .الى إن تصل المخابرات الامريكية إلى قناعة مفادها انها عاجزة عن الاستمرار في الحرب .

 

وهنا ستنتقل المرحلة الاولى من الف إلى باء . أي إلى انهاك قوى المخابرات الامريكية . وهنا لابد لنا إن نستذكر بان دعامية هذه الحرب الاساسية هي حرب جهاز المخابرات العراقية ووكالة الاستخبارات المركزية . فحرب العصابات عموما تقع ضمن نطاق عمل دوائر المخابرات فعمل ضباط المخابرات هو في الاصل عمل عصابات إن صح التعبير أي عمل سري غير مكشوف وبدون دعم رسمي علني من قبل الحكومة . ولو استطاعت القيادة العراقية إن تطبق هذا الاسلوب فانها حتما ستوصل المخابرات الامريكية إلى مرحلة الانهاك فتسلم بضعفها وعدم مقدرتها على ادارة دفة اعمالها أي عدم قدرتها على كسب حرب العصابات لصالحها .

 

هكذا ستنتقل الحرب من باء إلى جيم . أي إلى ازالة تاثير الولايات المتحدة على الشان العراقي. فتبقى قوات الاحتلال مجرد ديكور للحفاظ على سمعة الجيش الامريكي اولاً ومن ثم إلى الحافظ عن سمعة الولايات المتحدة الامريكية ثانياً .

 

 لان جنرالات الجيش الامريكي وكماهو معروف لايمكنها إن تتخذ قراراً بالانسحاب فهي مجرد اداة تنفيذية بيد صناع القرار الامريكي أي اداة مهمة من ادوات الادارة الامريكية في تحقيق النجاح في حرب العصابات . اما وكالة الاستخبارات المركزية فهي ليست مجرد اداة بيد الادارة الامريكية فحسب انما هي من صناع القرار .

 

حينها لابد للقيادة العراقية إن تراعي هذا الامر ريثما يتم البت في قرار الانسحاب وطريقة الادارة الامريكية في التعاطي مع ازمتها هذه . فتستغل ضعف جنرالات الجيش الامريكي لصالحها عن طريق تحييدهم من الصراع وزيادة سلبيتهم من الموقف باكمله . وهنا لابد إن نشير بان على المقاومة العراقية عدم استفزاز اولئك الجنرالات لاصدار الاوامر لقطعات الجيش الامريكي لشن معارك كبيرة ضدها.مع الاستمرار في انهاك قوى وكالة المخابرات المركزية . إلى إن تصل إلى قناعة إن العملية قد نجحت لكن المريض قد توفى ، أي إن العراق قد أ ُحتَّلَ ولكن الاحتلال نفسه قد توفى.

 

وهنا تدخل المقاومة في دور جديد لم يعهد عليها من قبل . وتبدا ادوات القيادة العراقية بالتنوع كما ونوعا  . فيتم تفعيل ادوات مقاومة اخرى كمالمقاومة السياسية والاعلامية والاجتماعية والنفسية والدينية وباساليب جديد تناسب المجتمع العراقي في ظرفه هذا ليتم كسب وده وتعاطفه ثم تحفيز الامل بداخله ثم تثوير طاقاته .كما يتم ايجاد طرق جديدة في التغلغل بصفوف العدو وتقويض قدرات عملاءه . وعدم التركيز على العمليات المسلحة على قطعات العدو كما كان الحال من قبل بل اعطائهم فرصة للعبور من على جسر الفاو الوحيد . واشعار العدو باستمرار تواجد المقاومة وفاعليتها وشعبيتها وقدرتها على تلقينه اشد الضربات من جديد اذا ما فكر بالتدخل مرة اخرى . وفي هذه المرحلة تتعقد اساليب المخابرات وادارتها للحرب وايصال رسائل عملية تهدد فيها الكيان الامبريالي الامريكي العالمي (وهذا ماقصده المعتز بالله في خطاب تموز2008). حينها سيصدر قرار الادارة الامريكية بالانسحاب من العراق . فمن الغير معقول إن تقرر الادارة الامريكية الانسحاب بعد تفكك كيانها الامبريالي العالمي ، مثال للتوضيح : حينما يكون سدا ما على وشك الانهيار فلابد إن تتخذ ادارة المدينة التي يقع فيها ذلك السد قرار باجراء الاستعدادات الكافية لمنع انهيار السد او على اقل تقدير باخلاء المنطقة من السكان ، فمن غير المعقول إن تكتفي ادارة تلك المدينة بمراقبة السد بدون أي اجراء احترازي فالاجراءات الاحترازية في مثل هكذا حالات تكون قبل الطوفان وليس بعده .. وبهذا فان الادارة الامريكية ستعمل على منع انهيار كيانها الامبريالي العالمي قبل إن ينهار فعلا ، ومن بين اسباب منع الانهيار سيكون قرارها بالانسحاب من العراق  ولكن انسحابها من العراق لايعني إن العراق قد تحرر بعد .لان الدجاجة تموت وعينها على المزبلة حشى الدجاجة وحشى العراق )) انتهى الاقتباس .

 

واذا ما قارنا بما حدث فعلا على ارض العراق خلال الفترة الممتدة من تاريخ نشر موضوعنا " عودة نبوخذنصر / الجزء الثاني " المصادف 20/11/2009 الى يومنا هذا سنجد وبما لا يقبل الشك ان الامور تسير في اتجاهها الصحيح وان القيادة العراقية مازالت تمسك وبقوة زمام الامور في العراق وهي القادرة باذن الله جلى وعلا ان تستمر حتى تحقيق النصر المبين ، وان شاء الله سنوضح بعض الادلة على استمرار نجاح القيادة العراقية المجاهدة في الجزء الثاني من مقالتنا هذه .

 

اما المازق الذي تكلمنا عنه انفا والذي يمر به المشروع الجهادي لتحرير العراق فيتمثل فيما سبق وحذرنا منه في موضوعنا المعنون " رؤية جديدة قـُم تخفي اخطر حقيقة للصهيونية  "

 

حيث قلنا :-

((لو تاملنا جيدا وبعين ثاقبة للامور والاحداث الجارية منذ سقوط الشاه سنجد انفسنا امام ستراتيجية معقدة للصهيونية العالمية ، حيث اعتمدت هذه المرة على السيناريو الاتي :

 

الترويج بوجود تناقض وتضارب بين ايران من جهة والولايات المتحدة و"اسرائيل" من جهة اخرى ، الا ان هذا التناقض المفترض وضعت فيه الصهيونية العالمية ثغرات معينة تدل خصومها على حقيقة مخفية نسبيا "ولكن مزيفة وليست الاصلية " وهي وجود علاقة تعاون بين الدول الثلاث " الولايات المتحدة واسرائيل وايران " وهكذا تضع الصهيونية العالمية خصومها في الموقف المطلوب وهو موقف الاعتقاد بوجود علاقة ود وتفاهم على اسس المصالح المشتركة بين هذه الاطراف او حتى تحالف ستراتيجي متين بينها . بينما الحقيقة المخفية فعلا والمغيبة لحد الان الحقيقة الاصلية ان صح التعبير هي ان ايران الملالي هي المقر الرئيسي والاساسي الذي تـُخفي الصهيونية العالمية دهاقنتها فيه ، حيث تتوفر بيئة حاضنة لهم وحيث تتوفر ثقافة الحقد والانتقام في ايران عموما وعند النخبة الفارسية خصوصا  ضد العرب والعراق بل وضد الاسلام والمسلمين ايضا. كما توفر مساحة ايران الشاسعة عنصر الامان للنخبة الصهيونية حيث يستحل على الاخرين اكتساح ايران باكملها لو نشبت حرب اخرى مع العراق او مع احدى دول المنطقة .

 

ومن المفيد هنا ان نذكر انفسنا بوقائع التاريخ منذ زمن الدولة البابلية العظيمة حيث تعاونت النخبة الفارسية المجوسية مع النخبة اليهودية لتدمير بابل وافناء حضارتها واحتلال العراق لاكثر من احد عشر قرنا من الزمان. ومن ثم في زمن صدر الاسلام وافتعال المجوس واليهود للفتن بين المسلمين كما هو الحال مع اغتيال خلفاء المسلمين عمرالفاروق وعلي الكرار رضي الله عنهم او كما هو الحال في فتنة التمرد على خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه . وكما هو الحال مع فتنة واقعة كربلاء حيث استشهد الحسين رضي الله عنه حفيد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسيد شباب اهل الجنة .

 

اما في عصرنا الراهن فكلنا سمعنا اورأينا اوعشنا العدوان الايراني على العراق الذي استمر لثماني سنوات متتاليات لم تراعي ايران التي تدعي الاسلام حرمة الاشهر الحرم ولم تراعي حقوق الاسير واعدمت وعذبت اسرى العراق لديها ومثلت بهم وقطعتهم اوصالا بعد ان ربطوا الاسرى بين سيارتين متعاكستين الاتجاه. ونتذكر ايضا الوعود التي قطعها نظام الملالي للقيادة العراقية قبيل العدوان الثلاثيني على العراق حيث ابلغت الحكومة الايرانية السيد طارق عزيز بعدم الحاجة لوضع قوات عراقية على الحدود العراقية الايرانية  وان ايران ستكون سندا للعراق في حربه ضد الشيطان الاكبر وسرعان ما تبخرت هذه الوعود بعد قيام الحرب لابل جرى نقيضها تماما حيث ادخلت ايران عشرات الالاف من عناصر حرس خميني الى الاراضي العراقية لتعيث فسادا ولتدمر ما لم تستطع ماكنة الحرب الثلاثينية تدميره . ونتذكر كيف تراجعت ايران عن وعودها للقيادة العراقية بقطع النفط احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني عام 2001 اذا ما اعلن العراق اولا قطع امدادات النفط ، وفعلا قطع العراق امدادات النفط ولكن ايران تخلت عن وعدها ولم تقطع ولو برميل واحد . ونتذكر كيف عاونت ايران الولايات المتحدة  في غزو افغانستان والعراق )) انتهى الاقتباس.

 

ان احد اهم قادة الحرب التي نخوضها اليوم ، هو الوغد جوزف بايدن صاحب مشروع تقسيم العراق . كما ان انكشاف ظهر العراق ان صح التعبير  للمخططات الصهيونية التي تنفذ بايادي ايرانية او بايادي موالية لايران يمثل الوجه الاخر من اوجه هذا المازق .

 

فالمازق الذي يحيط بالمشروع الجهادي لتحرير العراق لاياتي من اهل العراق انما سببه الاخرين ممن ظنوا بان شرارة الحرب والعدوان على العراق لن تصل اليهم ، تلك الشرارة التي سبق وان حذر منها القائد المجاهد المنصور بالله صدام حسين المجيد قبل حدوث الحرب في قراءة دلت وتدل على مدى حكمة وصواب راي القيادة العراقية وجهاز المخابرات الوطني .

 

ان ما يجري في اليمن الحبيب و السعودية والبحرين والكويت وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر والسودان والصومال وحتى اقطار المغرب العربي له كل الاثر والترابط بما يجري في العراق وافغانستان .

 

لقد هزمت الولايات المتحدة الامريكية في العراق سياسيا وعسكريا وامنيا واعتباريا وهي اليوم تتلقى نفس الهزائم في افغانستان الحبيبة المجاهدة ، الا ان مصير المنطقة اضحى اليوم بيد ايران الصهيونية نعم صهيونية وليست صفوية فحسب ، بعد ان جرى توريث الاحتلال والهيمنة الامريكية اليها .

 

ان هذا التوريث وهذه السياسة ان كانت واضحة المعالم في قضية الحوثيين فانها ما تزال غامضة عند الكثير من ابناء امتنا في قضايا اخر، كالحراك في جنوبي اليمن وتنظيم القاعدة في اليمن وفي اقطار المغرب العربي مثلما هو الحال في قضية التغيير في مصر ، وكما هو الحال في السياسة التركية مؤخرا . حيث نجحت في كسب جانب كبير ومهم من الشارع العربي على ان تركيا افضل من مصر ومن بقية الدول العربية ازاء القضية الفلسطينية .

 

ان الخدعة الكبرى التي سقطنا فيها نحن العرب ، ان بقينا ننظر على " اسرائيل " في فلسطين بعين من الريبة والخوف والقلق والتحسب باعتبارها العدو الرئيسي والاخطر علينا ، بينما تركنا ظهرنا مفتوحا للعدو الحقيقي .. لاسرائيل الكبرى .. بدون أي حماية ، فسلمنا امن بلداننا ومجتمعاتنا الى من كنا نخشاه طيلة قرن من الزمان في طرفة عين .

 

ان الشئ الجيد في هذه الاحداث هو ان حزب البعث هذا الحزب العملاق بقيادته المؤمنة المجاهدة الحكيمة وبرجاله البواسل الميامين وحلفاءه الافذاذ سبق وان حذر من مغبة شرذمة امة العرب مابين المشروع الايراني والمشروع التركي تؤام المشروع الامريكي الصهيوني في بيانه المعنون " حول زيارة الرئيس التركي عبد الله غول غير المرحب بها الى العراق " بتاريخ 30 / 3/ 2009 أي قبل حديثنا هذا بعام وتسعة اشهر تقريبا .

 

نعم وباذن الله سيتحرر العراق بجهاد اهله ومحبيهم وبحكمة قيادته المؤمنة المجاهدة ، ولكن قد تسقط المنطقة كلها في وحل استخراب جديد من قبل ايران الصفوية الصهيونية .

 

فانتبهوا ايها العرب .. ما عرفكم التاريخ هكذا ..!!!

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 





الاثنين١٤ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق رافت علي والمقاتل النسر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة