شبكة ذي قار
عـاجـل










أنهى مجلس الأمن الدولي حزمة رئيسية من العقوبات الدولية الظالمة التي فرضت على العراق إبان عهد الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين، أبرزها قرار حظر توريد الأسلحة والمعدات العسكرية الذي سيتيح له تطوير برامج نووية سلمية، وما كان يعرف ببرنامج "النفط مقابل الغذاء".


فقد أقر مجلس الأمن في جلسة ترأسها جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إلغاء قرار حظر توريد الأسلحة والمعدات العسكرية للعراق الذي صدر عام 1990 لمنع العراق من استيراد المواد الكيماوية والتقنية النووية التي يمكن أن تستخدم في تصنيع أسلحة دمار شامل.


ان هذه القرارات التي صدرت من مجلس الامن الدولي الذي يعتبر احدى أقسام وزارة الخارجية الامريكية والذي اصدر العشرات من القرارات الجائرة بحق العراق شعبا وقيادتا منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي بعد دخول العراق الى الكويت ... هذه القرارات بنيت على أساس أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل تشكل خطرا على المنظومة الدولية حسب أدعائهم ..نتيجة هذا الحصار القاسي الذي استمر حتى غزو واحتلال العراق الى مقتل أكثر من مليون ونصف مليون طفل عراقي وفي حينها علقت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت ان العقوبات تستحق ان يقتل من أجلها نصف اطفال العراق هذا بالاضافة الى توقف الحياة في البنى التحتية وشملت المدراس والمستشفيات ودوائرة الخدمات العامة ... وبعد الغزو والاحتلال وفي نهاية رئاسة بوش الصغير المجرم الذي اعترف وبصراحة أن العراق لايمتلك أسلحة دمار شامل وأن اسس الحرب والغزو والاحتلال بنيت على خدع وأكاذيب روجت لها دوائر استخباراتية ...أن هذا الاعتراف هو وثيقة دامغة تدين كل من صوت وايد القرارات الدولية الظالمة التي صدرت من مجلس الامن الدولي والقاضية بتوقيع العقوبات على شعب العراق ... وبعد الغزو والاحتلال أستمرت هذه العقوبات لاكثر من سبع سنوات رغم سقوط الحجج الواهية التي بنيت عليها تلك القرارات الدولية الامريكية وتم أنشاء صندوق اطلق عليه صندوق تنمية اعمار العراق وكان يشرف عليه عسكريون امريكان ويتم تمويل هذا الصندوق من واردات تصدير النفط العراقي في ظل الاحتلال .. سبع سنوات وصندوق سرقة العراق او مايسمى صندوق تنمية أعمار العراق ينهب ثروات الشعب العراقي وبتواطيء ذليل لحكومات الاحتلال المتعاقبة ..سبع سنوات ولم يتم بناء مدرسة واحدة في عراق لم تستطع كل حكومات الاحتلال القابعة في المنطقة الخضراء ان توصل الماء الى حنفيات الماء في بيوت العراقيين سبع سنوات لم تستطع تلك الوجوه الكالحة من ساسة المنطقة الخضراء ان توفر اربع ساعات متتالية من الكهرباء للعاصمة بغداد فقط ..400 مليار دولار هي ميزانية العراق في ظل حكومة الايراني نوري المالكي لم يتم فيها سفلتت شارع واحد ...ان رفع العقوبات الدولية الظالمة عن العراق جاءت بسبب الضربات الماحقة للمقاومة العراقية التي تسببت في تدمير نصف الاليات والمعدات العسكرية والاسلحة الثقيلة لقوات الاحتلال الامريكي التي باتت بحاجة ماسة لتحديث قدراتها بالاسلحة لقتل العراقيين فكان المنفذ الوحيد هو توريد السلاح والمعدات العسكرية بأسم حكومة الزريبة الخضراء ولان العقوبات الدولية تمنع توريد هذه الاسلحة والمعدات لجأت الولايات المتحدة الامريكية الى توجيه أوامرها لمجلس الامن الدولي برفع تلك العقوبات ليتسنى لها ادخال الاسلحة الى العراق بقوائم تدفع أثمانها من ثروات الشعب العراقي وبالتأكيد فأن حكومة نوري المالكي ستتلقى الاوامر بشراء الاسلحة والمعدات العسكرية من الشركات الامريكية التي يسيطر عليها أصحاب النفوذ والقرار في واشنطن واللوبي الصهيوني ... بمعنى أخر أن أمريكا تشتري أسلحتها ومعداته لقتل العراقيين من خلال أموال هذا الشعب الجريح في ظل صمت كصمت أهل القبور للحكومات العربية وجامعتهم المتهرية جامعة الدول العربية ...


ان الغاء العقوبات الدولية دون ذكر الاسباب الحقيقية هو ظلم كبير من قبل الدول الغربية وتحديدا من مجلس الامن الدولي فالعقوبات فرضت لوجود أسلحة دمار شامل حسب أدعائهم ..راح ضحيتها الاف من الضحايا العراقيين ..ورفع العقوبات دون ان تذكر الاسباب في عدم وجود اي اسلحة دمار شامل هو اعتراف صريح ان جريمة مجلس الامن الدولي اصبحت فضيحة كبرى ... كلمة اخيرة نقولها وبكل صراحة أن فرض الحصار الظالم على العراق ومن ثم غزوه واحتلاله في 9/4/2003 رسم له منذ عام 1973 في دوائر اللوبي الصهيوني بواشنطن وذلك حين قامت القيادة الوطنية العراقية بتوجيه صفعة مؤلمة للقوى الامبريالية الغربية من خلال تأميم الشركات النفطية ... منذ ذاك التاريخ وسيناريوهات أسقاط النظام الوطني العراقي ومشروعه القومي مستمرا بدأ من أثارة المتمردين والعصاة من جحوش الاكراد في شمال العراق مرورا بفرض الحرب الايرانية ـ العراقية وأثارة أمارة ال صباح للمشاكل الاقتصادية للعراق ومن ثم دخول العراق الى الكويت وحتى فرض الحصار الظالم الذي شاركت به دول أسلامية وعربية الى أن تم الغزو والاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي للعراق ... فهل يتعظ العرب مما هم فيه ؟ وهل من صحوة للضمير العربي ؟

 

 





الاثنين١٤ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حازم العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة