شبكة ذي قار
عـاجـل










لايوجد أحدا منا لايحب النجاح ولا يريد أن يصل إلى طريق الصواب والفوز في الدنيا والآخرة ولكن هذا كله مرهون بل متوقف على تفكيرنا وتخطيطنا عندما تتاح لنا الفرص والأسباب المتاحة لذلك المبتغى لان الله سبحانه وتعالى جعل كل ذلك نتائج لأعمال كبيرة وعظيمة قام بها المؤمنون المتفائلون بإصلاح الحياة الدنيا طلبا لرضا الله جل جلاله ودخول الجنة، وبهذا قال تعالى(( الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون)) ولكننا نرى اليوم في عراقنا الجريح عائقا بل عوائق كثيرة فردية وجماعية، داخلية وخارجية، سياسية واقتصادية ولكن العائق الأكبر والأخطر هو ما حصلنا عليه من ثقافة المحتل وأذنابه من سلبيات قبلها وللأسف الكثير من أبناء العراق العظيم لأنفسهم ولكنهم قادرون على التخلص منها وتجاوزها ومن هذه العوائق هو الثلة من السياسيين الذين جاء بهم المحتل وهم يحملون ثقافة الاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني ويقودون معظم أبناء الشعب كالنعاج إلى جزار الاستبداد والظلم وبه الكثير من الناس يظلمون أنفسهم وعوائلهم والأجيال القادمة من خلال الرضا بهذه الثلة الأمية والجاهلة المتحكمة برقابهم يسمعون ويطيعون لجلاديهم وظالميهم وناهبي ثروتهم ومنتهكي حقوقهم وحقوق أجيالهم ومصدري الرذائل والفسوق إلى المجتمع، هؤلاء الساسة الذين اوصلواالعراق يحتل المراكز المتقدمة بين دول العالم في الفساد المالي والادراي وانتهاك حقوق الإنسان و حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالعراق بان النازحين العراقيين هم الأكثر من بين بلدان العالم ومؤسسة مدنية عراقية تعلن إن عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر ناهيك عن تفشي الأمراض المعدية والمخدرات إضافة إلى ملايين من الشهداء والمعتقلين والأيتام والأرامل.


هذا العائق الخبيث واللعين هو الحامل والحارس الأمين للفساد والمفسدين، وهو الذي يرفع كل فاسد وظالم وغبي إلى قيادة شعبنا ومؤسسات الدولة كما هو حاصل اليوم، وهذا العائق هو الذي يغرس مبادئ الإحباط واليأس والقنوط والعجز والكسل، ويغرس القناعة بالتبعية والتقليد لأمريكا وإيران.


هذا العائق للأسف موجود عند معظم الناس، أتدرون ما هو؟ إنه الأمية السياسية أو الجهل السياسي وقاعدته الأمية الثقافية التي لا تتعامل بعلم ووعي مع متغيرات الحياة ومتطلباتها ومستجداتها ، وعندما نتحدث عن الأمية ليس بمعناها الدارج هو عدم القدرة على القراءة والكتابة،، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا لا يقرءون ولا يكتبون إلا عددا محدودا جدا، لان القرآن الكريم وصف العرب بالأميين، «هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين»، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نحن أمة أمية.و إن الله تعالى عندما تحدث عن الأمية لم يقتصر على عدم القراءة والكتابة، وإنما أطلق معنى الأمية على ضعف الفهم والوعي، وسوء الفهم، بل والفهم الجزئي، وبهذا قال الله تعالى «ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون»، وما أكثرهم اليوم في عراقنا الجريح تراهم يصرحون للصحافة ويتحدثون من على الفضائيات بمناسبة وغير مناسبة بما يحلا لهم من تصريحات رنانة وطنانة لاترتقي للخلق والآداب وحسن اللياقة في التعامل مع الآخرين وعندما يواجههم الشعب بالرفض يخرج في اليوم الثاني احد ذيولهم ليصرح بدلا عنهم با ن ما تحدث به فلان وما قاله زكان كان فيه سوء فهم لأنه لايقصد ذلك..!! وكأن هذا ( العبقري ) هو أكثر فهما ودراية من الناس يفسر الأشياء وفقا لمشيئته ومشيئة سيده ألفضفاضي ولكن في الحقيقة لايوجد سوء فهم وإنما هي حقيقتهم بسبب ثقافتهم الطائفية و الشوفينية و الانفصالية وطابع انتمائهم العرقي المتشدد والمسيء الظن بالعراقيين ومن كل الطوائف والأديان وبدول الجوار من العرب والمسلمين ورفضهم آراء الآخرين وقد قال ابن تيمية بمثل هؤلاء: «إن سوء الفهم هو الذي جعل الخوارج يخرجون ببدعة تكفير المسلمين» إن الأمية لدى السياسيين في عراقنا المحتل هي: عدم إتباع المنهج العلمي الشامل في التربية والتعليم، والإدارة والسياسة وفي جميع مفاصل الدولة وفي نفس الوقت ممارسة منهج الأمية في أساليب التعليم في مدارسنا وجامعاتنا و ما حصل من إغلاق أقسام الموسيقى والنحت وغيرها من التعليم في معهد وأكاديمية الفنون الجميلة والمناهج الدراسية الأخرى والسماح بتشكيل مواكب للطم وضرب الزنجيل في الجامعات والمعاهد هو الأمية بعينها وهذا انعكس على سلوكنا وتفكيرنا وخططنا وتعاملنا مع ما نقرأ ونحلل ونفهم، حتى عممت هذه الممارسة على النخبة عند بعض دكاترة الجامعة ومشايخ العلم والصحفيين وأعضاء الأحزاب وقيادتها الذين يتقدمون المواكب الحسينية متوشحين السواد واضعين الطين على جباههم ووجوههم الكالحة ويخوطون قدور الهريسة وهم من يثير الضغائن والفتن والشحناء بين المسلمين ولم يأخذوا الدروس والعبر من ثورة الحسين علية السلام لان الإمام الحسين ضحى بدمه من اجل خدمة الإسلام ونصرة مبادئه ولكن يتبجح هؤلاء الساسة الأميون بترويج هذه الطقوس أمام جموع الناس مستغلين الدين وهذه الشعائر لأغراض سياسية نفعية ليس حبا بالحسين عليه السلام وإنما لجوانب مظهرية لكسب العدد الأكبر من الناخبين في الانتخابات ولكن هذه المرة انعكس عليهم بالسلب وراح اللطم وخوط الهر يسه بدون نتيجة، وأصبح عندنا الأميون الكبار، والأميون الحكام.


إن الأمية السياسية تعني الجهل بأسس الدولة الحديثة وأنواع سلطاتها وحدود مسئولية هذه السلطات، وعندنا في العراق المحتل الجهل بمفهوم ( الدولة الديمقراطية الفيدرالية الاتحادية..) الذي حدد دستورهم المهلل قواعدها، وعندنا الجهل بحدود أدوار وعمل أحزاب، وأجهزة الدولة المختلفة، والجهل بالتعامل ألتنظيري مع متغيرات العمل السياسي وفهم نصوص الشرع وقواعدها وإسقاطها على المتغيرات. هؤلاء الساسة الذي هم مأساة العراق ومستقبل الأجيال، و لا وعي ولا أحساس عندهم لأنهم في واد منحرف، والشعب في واد صابر وينتظر الفرج من هؤلاء الساسة الذين يحكمون من وراء الأسوار.


كل ذلك بدا واضحا على ساسة العراق(الجديد) وأسيادهم على ثقافتهم وسياستهم وتعاملهم سواء مع أبناء شعبنا الجريح ومتطلبات حياتهم أو مع ساسة العالم العربي من خلال عدم انفتاحهم على علوم وسياسة وثقافة الآخرين. فلا يحلموا كثيرا بأنهم سيخدعون شعبنا الصابر الصامد والمحتسب مرة أخرى، فهو قد بدأ يعي ذاته، وهو متمسك بالوقوف بوجه مشاريعهم الخبيثة أكثر من أي يوم مضى، وإن أصروا فلا حل لنا إلا بقطع أياديهم وأيادي أسيادهم واقتلاعها من جذور أرضنا الطاهرة ارض حمو رابي ونبو خذ نصر ارض الحسين وموسى الكاظم وأبو حنيفة النعمانو صدام حسين فكفى ضحكا على الشعب العراقي الذي مل من هؤلاء الساسة الجهلة والأميين ومن إطلالاتهم بعد أن أصبحوا مسخرة الشعب والعالم والقدر. الأمر لا يحتاج إلى كثير ذكاء لاكتشاف قصور ثقافة ساسة ( العراق الجديد)، فحتى اليوم لا يزال هؤلاء الساسة يعتقدون أن مصالحهم لا يمكن أن يحميها إلا الاستبداد والمستبدون، وهي سياسة يتحملوا مسئوليتها التاريخية مستقبلا في أنها وحدها كانت السبب وراء ما يحصل في العراق الجريح..

 

 





الجمعة١١ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة