شبكة ذي قار
عـاجـل










" حيث انتهى بك أمر الله أنت لنا

كنزُ البطولاتِ طودٌ شامخُ القِمَمِ

في القصر في الأسر أو في الغار محتسباً

في القيد أو مطلق الكفين والقدم

وهذهِ يا إمام الحقِّ بيعتُنا

نحن العروبيون نعطيها بملئ فم

أنت الذي ما انحنى إلا لخالقه

ولا تلجلج في "لاءٍ" ولا "نعمِ"

                                  عبد الجبار سعد

 

الأخ الحبيب / الرئيس صدام حسين

يا شموخ النخيل في أرض الرافدين..

يا دفق الفراتين، وخيرهما..

يا قنديلاً لا ينطفئ نوره، لأن زيته من شجرة الزيتون التي باركها الله في كتابه العزيز، وكرّم بها وديان الأرض العربية وجبالها فملأها بها..

يا فخر الجماهير العربية، وعنوان عزها وكرامتها..

يا من تحولت كلماته ونداءاته حمماً تحرق الغزاة والمحتلين في العراق وفلسطين..

يا قدوة لكل حملة المبادئ والرسالات المؤمنين بانتصارها..

يا من يؤرق طيفه وذكره كل الخونة والعملاء، ويقض مضاجعهم، ويطيل ليلهم الحالك..

يا حلماً وردياً يملأ مخيلات الأطفال في فلسطين والعراق، وفي كل أرض العرب، فتزهو أمانيهم بمستقبل وعدتهم به، ووعدوك أن يحملوا طموحهم إليه حتى يحققوه..

 

أعتذر لك عن تأخر رسائلي إليك، رغم معرفتي أنك لا تقرأها، ولكنك تنتظرها، وتتوقعها، فتأخر رسائلنا إليك، وغيابها عنك، لا يعني غيابك عنا، فأنت معنا، وحاضر فينا أمس واليوم وعلى مدى أجيالنا القادمة، بل أنت اليوم أكثر حضوراً من أي وقت مضى. حاضرٌ مبدأً، وموقفاً، وخطاباً، وفعلاً. حاضر لدينا جميعاً، عراقيين، وفلسطينيين وعرباً، وشرفاء العالم وشعوبه ودوله المقهورة.

 

فما يجري في العراق اليوم من مقاومة وبطولات خارقة هو استحضار لك، واستجابة لنداءاتك، هو تأكيد لصدق رهانك على شعب العراق العظيم، وما استنخيته وعززته فيه من وفاء لانتمائه الحضاري وتاريخه العربي الإسلامي، ورسالته القومية والإنسانية، هو استجابة لما عاهدت الله والأمة والبشرية عليه من أن العراق سيكون مقبرة للغزاة، وأن بغداد والعراق كله، بما يحملانه من تراث حضاري عربي وإنساني سيكونان منطلقاً لإيقاظ شعوب العالم على مخاطر الهيمنة الاستعمارية الأمريكية، وأن معركة تحرر العراق ستكون بداية الطريق لتحرر الأمة، وتحرر شعوب العالم من الغطرسة الأمريكية، وهذا هو المعنى الإنساني للرسالة الخالدة التي حملتها وحملها حزبك، وتعهدتما بإيصالها للعالمين.

 

أتذكر ما سألتني إياه ذات يوم بعيد نسبياً من وقتنا هذا، مما يوحي أن فكرك كان منذ ذلك الوقت يتجه نحو المستقبل الأبعد، وأن نظرتك كانت ترى العالم كله ساحة صراع مع الإمبريالية الأمريكية، وأن للعراق دوراً أساسياً فيها، ومحركا لها. كان ذلك في يوم من الأيام الأولى لشهر إبريل / نيسان 1991، وكانت الآثار المباشرة للعدوان الثلاثيني على العراق ما تزال قائمة. يومها كنتُ أول عربي من خارج العراق تستقبله. أذكر في تلك الجلسة التي كان يصطحبني فيها كالعادة الأخ العزيز أبو زياد (طارق عزيز) والتي طالت أكثر من ساعتين، أنك طلبت من سكرتيرك الخاص (عبد الحمود) أن يتركنا وحدنا معك، لأن الجلسة ليست ذات طابع رسمي. وبدأت حديثك معي بالقول : حدثني من عبد الله إلى صدام بدون رسميات أو مجاملات، ثم أردفتني بسؤال مباشر ومفاجئ : هل يذهب ما فعله العراق سدى؟ ومضيت تشرح لي أبعاد ذلك العدوان على العراق وأهدافه التي لا علاقة لها بأكذوبة "تحرير" الكويت، كما لم تكن - لاحقا - لأكذوبة أسلحة الدمار الشامل، أو أكذوبة العلاقة مع تنظيم القاعدة، أية علاقة بحملة غزو العراق واحتلاله. قلت لي إن رسالة العراق، وبعدها القومي والإنساني، والمشروع النهضوي القومي الذي يبنيه العراق، من أجل تحرير أراضي الأمة المحتلة، وفي مقدمتها فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وتحرير إرادة الأمة من حالة الاستلاب، وتحرير ثروتها من الانتهاب، ووضع طاقات وقدرات الأمة في خدمة جماهيرها، وتنميتها وتطويرها اقتصادياً وثقافياً وعلمياً، وتوحيدها، لتحتل بين الأمم المكانة التي تليق بتراثها وتاريخها، هو ما يستهدفه العدوان.

 

كنت ترى العدوان بهذه الأبعاد، ولذلك سميت معركتك في مواجهته " أم المعارك " لأن أي معركة في التاريخ العربي المعاصر، وربما عبر تاريخ الأمة كله، لم يحشد فيها المعتدون مثلما حشدوا في تلك المعركة، ولأن هدفهم كان القضاء على مستقبل الأمة، وتدمير حاضرها الذي تؤسس فيه لهذا المستقبل، وقطع صلتها بماضيها العريق الذي ظل عامل استنهاض طالما استخدمته في خطاباتك، ونداءاتك، وتربيتك للأجيال كمحفز لها في قيادتها نحو المستقبل.

 

ولأنك كنت تدرك أن المعركة لن تتوقف مع وقف إطلاق النار، وإنما سيكون الصراع مفتوحاً على كل الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والثقافية، وسيكون بحجم الأهداف المتقابلة والإرادات المتقابلة، وسيظل قائماً حتى يندحر المعتدون، وتتحقق أهداف الأمة. من هنا جاءَت تسميتك لهذه المعارك المستمرة "بأم المعارك". وقد صدقت رؤياك، فلم تتوقف المعركة مع وقف إطلاق النار في 28/2/1991، بل استمرت إلى يومنا هذا، وتطور اسمها إلى "أم الحواسم" وهو ما أطلقته على المعركة الدائرة اليوم والتي بدأت بعمليات الغزو في التاسع عشر من مارس/آذار 2003. وجاء التطور في الاسم انسجاماً مع تطور أبعاد العدوان وأهدافه بعد أن فشلت في مرحلتها الأولى، وانسجاماً مع النتائج التي ستنجم عن المعركة الدائرة حالياً، والتي لم يعد ميدانها أرض العراق فقط بل اتسع ميدانها ليشمل الساحة الدولية كلها. ولم يعد شعب العراق ومقاوموه الأبطال، أبناء حزبك وجيشك وفدائييك وفتيان الحملة الجهادية، الذين أعددتهم لهذا اليوم، وحدهم من يواجهون الهيمنة الأمريكية، وإنما اتسعت دائرة المواجهة لتنخرط فيها كل القوى المناهضة للعولمة وللصهيونية، والعديد من الدول الكبرى التي باتت تخشى من أن تتحول في ظل الهيمنة الأمريكية إلى دول من العالم الثالث، وكل شعوب العالم تقريباً وأحزابها وقواها التحررية أضحت جزءً من الجبهة العالمية لمقاومة العدوانية الأمريكية. وبذلك استنفرت كل قوى الخير في هذا العالم ضد الشر الأمريكي، بل وفضحت، بصمودك وصمود شعبك كل نوازع الشر الكامنة في عقل اليمين الأمريكي وفكره، ومحاولات هذا اليمين تحريف معنى العقائد الإلهية والسماوية السمحة، وتسخيرها في خدمة أهدافه، كما جاء في ادعاءات جورج بوش أن الرب هو من أوحى له بغزو العراق، وكما تنشره أوساط اليمين وكتّابه وإعلاميوه (وفقاً لعقيدة البابتيست "Baptist" المنتشرة في الولايات المتحدة) من أن غزو العراق وما يجري فيه هو تطبيق لما جاء في التوراة "من انتقام من أهل بابل عبر تجفيف بحرها وينابيعها، وتحويلها إلى ركام، ومأوى لبنات آوى، وأرضاً موحشة، وأسر أهلها، بحيث يصبحون كالأسود التي تزأر، والأشبال التي تزمجر"، ويعنون بذلك العراقيين الحاليين، بل ويربطون بين عودة المسيح عليه السلام، وبين سقوط ملك بابل (صدام حسين) وذلك كما المح إليه كتاب (محمد) الذي ألفه جد الرئيس بوش، ونشر عام 1831، "وهو الكتاب الذي منع الجامع الأزهر مؤخراً توزيعه في مصر". ويرى أصحاب هذه الأفكار والعقائد : أن العراق سيكون محركاً لحرب مقدسة ضد أعداء المسيح من البوذيين، وأتباع كونفوشيوس، والمسلمين. وواضح أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يؤمن بهذه الأفكار، ويتبناها، وهو ما أعلنه عندما التقى عدداً من أصحابها، وحياهم لنشرهم كلمة الرب، وعملهم على تحقيق مملكة الرب، وعندما سمّى حربه على العراق بالحرب الصليبية.

 

وهكذا فضحت معركة العراق، التي أنت رمزها وعنوانها، حقيقة الإمبريالية الأمريكية، وأهدافها، وأسرار عدوانيتها، وعرتها أمام شعوب العالم، وكانت صرخة استنهاض للبشرية للوقوف في وجه هذا الفكر الغيبي المدمر. وبذلك لم يعد تحرير العراق، وتحرره، هو عنوان المعركة الدائرة على أرضه الآن، بل بات عنوانها هو تحرير البشرية، وتحرير الفكر الإنساني من هذه الهمجية الجديدة. وأعتقد أن رؤيتك الثاقبة لأبعاد المعركة، ونتائجها التي ستحسم مستقبل البشرية، هو الذي دعاك لتسميتها "أم الحواسم".

 

وبالعودة إلى سؤالك لي "هل يذهب ما فعله العراق سدى" أدرك اليوم ما لم أدركه وقتها من عمق هذا السؤال وأبعاده، وإن كنت قد أجبتك حينها بما أسعفتني به البديهة: "من أن الدفاتر التي فتحها العراق، والقضايا التي أثارها، لن تقفل بعد اليوم". وهي بالفعل لم تقفل.

 

أيها الأخ الرئيس الحبيب

لك أن تفخر أن العراق اليوم استعاد على يديك، وعلى هدي مبادئك، رسالته الأولى إلى الإنسانية. فكما كان العراق أول من علّم البشرية حروف الكتابة الأولى على يد السومريين، ها هو يعلمها كتابة تاريخها من جديد، وبأقلام من الرصاص المقاوم.

 

وكما كان العراق أول من شرّع قوانين العدل الإنساني على يد حمورابي ها هو يسن للبشرية قوانين في كيفية مقاومة الظلم والتصدي له، وها هو حمورابي يواجه بسيف قانونه العادل، قانون الغاب الذي جاء يحمله ذلك الرامبو الأمريكي الأحمق، فيصرعه.

 

وكما انطلق أبو الأنبياء والرسل "إبراهيم الخليل" من أرض العراق، حاملاً هو وأبناؤه من بعده، رسالات السموات لبني البشر، داعية إياهم إلى التوحيد بالله، وناشرة المحبة والخير بينهم، ها هي رسالة جديدة تقوم على رفض العدوان ومقاومته تنطلق من أرض العراق، داعية كل المظلومين في هذه الأرض للانتفاض ضد ظالمهم، والقضاء عليهم.

 

وكما كان العراق منطلقاً للحضارة العربية الإسلامية التي أنارت ظلام العالم، ها هي صيحات المنصور والرشيد والمأمون والمعتصم يتردد صداها في أرجاء العراق، مستنخية الأمة العربية لاستعادة أمجادها، واحتلال مكانتها الريادية التي ندبها الله لها.

 

هذا ما يصنعه العراق اليوم على يد أبنائه البررة الذين أعددتهم لمثل هذا اليوم، ولمثل هذه الرسالة، وهذا كله يسجل لك الآن، وكذلك عندما تكتب أسفار التاريخ في المستقبل.

 

وحين يرى العراقيون والعرب ما جرى لهم على يد المحتلين الغزاة، وعملائهم، بعد غيابك - المؤقت إن شاء الله - يفتقدونك، ويستعيدون أيامهم معك، فيزدادون تعلقاً بك، وحباً لك. فقد كنت الأمن والأمان لهم، في ظلك أمنوا من خوف، وأطعموا من جوع. عرف أطفال العراق البهجة، وأنشدوا للحب والحياة، وتطلعوا لمستقبل واعد، لم يتهددهم الخطف والموت في ذهابهم لمدارسهم وإيابهم منها. في عهدك لم يتجرأ فاسق أو فاسد على المس بشرف الماجدات العراقيات، بينما يستصرخن الآن، ويستنجدن من أعماق السجون، من يخلصهن، ولو بالموت، من العار الذي لحق بهن... وبفضل حرصك وحزمك ومتابعتك، خلا العراق من كل أنواع المخدرات والإدمان، وهاهم المحتلون وعملاؤهم، يحولون مقاهي بغداد ومدن العراق الأخرى، وأزقتها وحواريها، إلى مواخير للإدمان تأكل شباب العراق وتدمر حياتهم ومستقبلهم. كما ينشرون، عن عمد، الأمراض الفتاكة بين العراقيين، بعد أن كان العراق بفضل رعايتكم، ورغم الحصار، أنظف بلد في العالم من هذه الأمراض باعتراف منظمة الصحة العالمية.

 

ويفتقدك العراقيون اليوم أيها القائد الحبيب، ويبكون حسرة على أيامك، وهم يبحثون عن شربة ماء نظيفة في بلد حباه الله بأعظم نهرين، وعن ومضة ضوء في مصباح كهربائي، وعن قطرة نفط، في بلد يمتلك أكبر احتياطي من الثروة النفطية في العالم بعد أن دمر الاحتلال الأمريكي شبكات المياه والكهرباء وكل البنى التحتية في أرض هي الأعرق والأغنى بين بلدان الدنيا.

 

أما مؤسسات العراق العلمية، وجامعاته، ومعاهده ومدارسه، ومراكزه البحثية، وأساتذته وعلماؤه النوابغ، وطلابه النجباء، فهم أكثر من يفتقدك اليوم، ويشتاق إليك، ويحن إلى أيامك. فأنت راعيهم وراعي نهضتهم، وأنت ملهمهم، وأنت من جعل منهم مفخرة للعراق وعزاً للعرب. هؤلاء أصبحوا اليوم - بعد أن فقدوا حمايتك ورعايتك - مطاردين ملاحقين، سقط منهم المئات شهداء، وهاجر أو هجّر الألوف منهم، وأقفل العديد من معاهدهم، وألغيت عشرات الاختصاصات العلمية من جامعاتهم. فمن غيرك من يعيد إليهم اعتبارهم ومكانتهم؟.

 

ويتطلع إليك العراقيون، وأنت القائد العروبي المؤمن الذي لم يفرق يوماً بين دين أو ملة أو طائفة أو مذهب، وسويت بين العراقيين أخوة في الله والوطن،.... وهم يرون رسل الفرقة الطائفية والمذهبية والعرقية، يجوبون أرض العراق، ويسممون أفكار وعقول بنيه بدعوات التضليل والتقسيم والتحريض، لضرب وحدة العراق الوطنية والقضاء على عروبته، وتدمير هويته القومية، وجعله مرتعاً خصباً للغزاة الأمريكيين والصهاينة من جهة، والطامعين الحاقدين الباحثين عن الثارات التاريخية، من دول الجوار الطائفية.

 

اليوم يدرك كل عراقي عربي مخلص كم كنت صادقاً وأميناً حين نبهت وحذرت من مطامع هؤلاء أجمعين، ونواياهم، وحين تصديت أنت وجيشك المقدام وحزبك العقائدي، ومعك كل القوميين الشرفاء الصادقين لهذه الأطماع، وحميت العراق والخليج وكل أرض العرب من المد الفارسي الذي يعبث بأرض العراق اليوم - بعد غيابك - عبر الدفع بملايين المرتزقة لتزوير هوية العراق السكانية العربية، مستعينين بأصحاب الدعوات الشيطانية ممن يسمون أنفسهم أئمة أو دعاة أو مرجعيات.

اليوم يتذكرك كل العراقيين وأحرار العرب الشرفاء، وهم يقرأون ويسمعون ما تعلنه وسائل الإعلام الصهيونية "الإسرائيلية" الرسمية، بدون تحفظ، عن انتشار أجهزة "الموساد" في أرض العراق، وبخاصة في المنطقة الكردية منها، وإقامتها بؤراً ومقرات لها، وتجنيد المئات من العملاء لتخريب وقتل وتدمير كل ما يستطيعون الوصول إليه، من علماء العراق، ومفكريه، ومؤسساته الحضارية والتراثية، انتقاما من مواقف العراق القومية تجاه فلسطين، وثأراً لأساطيرهم التوراتية الكاذبة. فأين أنت، وقد كنت الحارس الأمين لبوابات العراق تصد عنه عبث العابثين، وتآمر المتآمرين؟

 

كل هذه الفضائل والمآثر يذكرها لك العراقيون والعرب، ويسجلونها لك شهادات اعتزاز على ألواح محفوظة في قلوبهم التي تنبص بحبك، فتظل في نظرهم ونظرنا جميعاً القائد الأبدي للعراق العربي العظيم. ولك أن تردد وأنت في صومعة تعبدك، قول الشاعر العربي:

 

سيذكرني قومي إذا جد جدهم                   وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر 

 

فلك المجد أيها الحبيب، ولأعدائك العار.

 

 





الاثنين٠٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الحوراني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة