شبكة ذي قار
عـاجـل










الإمام الحسين عليه السلام إنسان عقائدي وصاحب مبدأ وحامل رسالة  فهو لا يفكر في البقاء والحياة إلا إذا كانت الحياة تكسب نصرا ً لعقيدته ورســــــالته وهذا المفهوم تجسد في الحسين والحســين تجسد فيه ، فرأى لا بد أن يمزق الخناق الذي فرضه يزيد على الإسلام ويغذي شجرة الشــــــــريعة ، التي كادت أن تنضب وتجف  وأن كان ذلك يسبب له إزهاق الأرواح ، وقتـل الأنفس ، وجريان الدماء على وجه الأرض ، لترتوي الغصون الذابلة للشـــجرة الإسلامية ، من هذه الدماء الزكية دم الحســــــين وأهل بيته وأنصاره ، وقف صبيحة عاشوراء ، يقدم فتيانه من آله وأنصاره  ضحية بعد ضحية ، وقربانا ً بعد قربان قائلا ً ، (( اللهم إن كان هذا يرضيك فــــخذ حتى ترضى )) ولأنه يرى أن النصــر لا يتم إلا بهذه القرابين ، وبهذه الضحايا ، وأخــــيرا ً نرى الحســـين انتصر على عــــدوه ، بعد استشهاده مثلما نرى القائد الشهيد صدام حسين إنسان عقائدي وصاحب مبدأ وحامل رسالة وهنا يتحدث رحمه الله أمام لجنة الدفاع عنه قائلا( لقد قلت لكم في وقت سابق انه عندما بلغني نبأ استشهاد أبنائي وكنت مختفيا عن عيون الأعداء، جاء إلي أحد شيوخ العشائر وقال لي وهو يتردد أريد أن أبلغك بخبر سيئ قلت له ماذا حدث؟ قال عدي استشهد قلت له 'عفية' ثم نظر إلي مندهشا وقال وقصي أيضا استشهد فقلت له 'عفية' فتعجب من رد الفعل وقال لي وأيضا حفيدك مصطفي استشهد فقلت له بقلب المؤمن 'الحمد لله) 


لقد كنت متماسكا وأنا اسمع نبأ استشهاد أبنائي
 وحفيدي الواحد تلو الآخر، وقد أردت أن أفهم من جاء إلي بهذا الخبر أن أبنائي ليسوا أفضل من آلاف العراقيين الذين استشهدوا دفاعا عن العراق. 


إنني أقول لكم: لا تنسوا إن صدام بدأ مناضلا ودخل صفوف البعث مناضلا، واقتلع السلطة من الفوضى والخراب بعقلية المناضل، لقد بنينا العراق طوبة طوبة، وعندما جاءت اللحظة الحاسمة واجهت أعداء العراق وأعداء الأمة بروح المناضل والمقاوم. 


كنت أعرف إنني قد استشهد وأن يستشهد أبنائي، ولكن كل ذلك كان دافعا لي على الاستمرار في المقاومة وليس الهروب، والبقاء وسط أبناء شعبي مهما كان الثمن. 

 

ومثلما أوصى الإمام الحسين عليه السلام أهل بيته قبل استشهاده فقد أوصى المجاهد صدام حسين لأهل بيته قائلا: ( سلموا لي على أم علي وأمها وعلى أخواتها وعلى أبنائهم أحفادي جميعا وعلي الأسرة، هم مؤمنون بأمر الله ولكل إنسان أجل وكتاب فعليهم أن يرضوا بما كتبه الله علينا بقلوب مؤمنة وأن يتذكروا أباهم بأنه ناضل وجاهد بشرف، ليس سعيا وراء منصب وإنما من أجل الشعب والأمة واستحقاقها والذي هو فينا عظيم، إن الصورة التي عندي هي ثقتي بشعبي وجيشي وحتى لو اهتز البعض فهناك قسم من الناس يسمون الطليعة والناس الآخرون يسمون بالآخرين، وان تجاربنا بحر زاخر، شعبنا أصيل وحزبنا أصيل في مبادئه وإصراره علي الحق والإنصاف ) فرأى القائد الشهيد صدام حسين لا بد أن يمزق الخناق الذي فرضه المحتل الكافر على العراق ليغذي التفرقة الطائفية والعرقية ويمزق وحدة العراق والأمة العربية ولهذا قدم القائد الشهيد أبنائه وأحفاده وإخوانه ورفاقه وأنصاره ضحية بعد ضحية، وقربانا بعد قربان كما قدم دمه الزكية فداء من اجل القضية وانتصر على عــــدوه بعد استشهاده                 .    

 

في هذه الأ يام الحزينة الكئيبة من كل سنه نتوقف هنا .. لنعيش ذكرى لم ولن ننساها .. ونحيّ ذكراها في كل سنه ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وذكرى استشهاد المجاهد صدام حسين رحمه الله ..

 





الخميس٠٣ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة