ايها الرفاق الاعزاء
لقد اثبتت كل المراحل التاريخية من ان حزبكم الشقيق حزب ثوري استطاع ان يخوض الصراع الطبقي بقيادة حيكمة وشجاعة تمرست عبر تجارب الكفاح الطويل ضد مختلف الاعداء، مدركين حجم المسؤولية الملقاة عليكم وفي اشد الظروف حرجا وتعقيدا، متحسبين ومتسلحين بوعي ثوري عالي تجسد في البناء التنظيمي الصلب وخلق المناضل الحزبي القادر على تنفيذ واجباته ومهامه الحزبية واستعداده الكبير للتضحية والفداء في سبيل وطنه وشعبه. فكنتم خير المناضلين في الساحة النضالية، عربيا وقطريا وعالميا، أشداء على الأعداء، مما جعل حزبكم في طليعة القوى الثورية لما لعبه من ادوار بطولية مميزة، حيث قدم المئات من الشهداء كان في مقدمتهم الثائر العظيم القائد الشهيد صدام حسين الامين العام لحزبكم الشقيق والحليف، إضافة الى الالاف من المعتقلين والمشردين من ضحايا الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي البغيض.

إن مسلسل التآمر الامبريالي الدولي على شعبنا العراقي وامتنا العربية والاسلامية كان ولا زال يستهدف بالدرجة الاساسية طلائعه الثورية إذ كان حزبكم الشقيق من ابرز تلك الاحزاب السياسية وبحضوره الكبير والواسع في صفوف الجماهير الشعبية العربية، مما جعل القوى المعادية للنهضة التحررية العربية تشدد من ضرباتها وقمعها بمختلف الوسائل للحد من دور الحزب الكفاحي والقضاء عليه، فكان من بين اهم الوسائل الخبيثة هو خلق بؤر للكتلات والانشقاقات والتمرد على وحدة الحزب التنظيمية تسعى للحد من قدرات الحزب وإضعافها في مواجهة التحديات المصيرية ولا سيما في هذة المرحلة الحساسة التي نمر بها في صراعنا ضد الهيمنة الاستعمارية وطابورها الخياني العميل .

لقد شخصتم بموضوعية وإدراك عالي ابعاد ومرامي الاهداف المرسومة لهذا النفر الضال الذي حاول ان يعرقل مسيرة الحزب مستغلا الاوضاع المأساوية التي يمر بها العراق نتيجة الاحتلال وما جلبه من خراب ودمار وقتل ونهب وتهجير جعلت من كل ذلك حجج ومبررات كاذبة، ضللت بها بعض الرفاق ممن اختلطت عليهم الامور وفي زحمة التعقيدات وشراسة وتنوع ممارسات الاعداء في الداخل والخارج قد مهد لزيادة التحريض ضد قيادة الحزب وتحميلها تبعات مخطط التآمري الاستعماري بهدف وقف المسيرة الثورية في العراق .

واستنادا الى الموقف الصائب والمبدئي، مارست القيادة القومية بروح الحرص والالتزام بمسؤوليتها التاريخية، اعتمادا على النظام الداخلي والاطر التنظيمية الحزبية الشرعية دورها في فضح كل الدعوات المشبوهة للنيل من مكانة الحزب ووحدته، مع المباشرة في التوعية والتثقيف الحثيث وتعزيز روح الصلابة والحصانة المبدئية عند المناضل البعثي من مخاطر هذا التوجه ودوافعه الواضحة لنا جميعا.

لقد بذلتم جهودا استثنائية في معالجة الاخطاء التي انحدر اليها من انحدر الى ان اثمرت بنتائج ايجابية جعلت بعض الرفاق يراجعون انفسهم مراجعة نقدية مستندة الى قيم ومبادئ عقيدتهم النضالية التي كرسوا حياتهم من اجلها، باعتبارها ركن من اركان شرف المناضل الحقيقي الذي لا يخون او يساوم او يهادن على شرفه وكرامته وعزة وطنه وشعبه وامته .

اننا في الوقت الذي نثمن فيه حرصكم الرفاقي وقبول اعتذار الرفيق المناضل غزوان الكبيسي ورفاقه الاخرين والترحيب بعودتهم الى احضان الحزب ليمارسوا دورهم المطلوب في هذة الظروف التي تحتاج الى جهود كل الشرفاء من ابناء شعبنا وقواه الوطنية والقومية والاسلامية، ونحيي الرفيق غزوان ورفاقه الشجعان على مواقفهم وخطواتهم الجريئة وقدرتهم على مراجعة اخطائهم وشعورهم باهمية ما تقتضيه مصلحة الحزب والشعب والوطن في تعزيز لحمة الكفاح الثوري والتصدي لكافة المتآمرين والخونة.

وبهذة المناسبة يسرنا ان نتوجه بالتحية والتقدير والاعتزاز الى الرفيق عزة ابراهيم الدوري الامين العام للحزب على دوره الريادي الكبير في قيادة الحزب وقيادة المقاومة الوطنية العراقية بروح الحرص والمسؤولية على وحدة كافة القوى الوطنية والقومية والاسلامية المناهضة للاحتلال , آملين المزيد من الانتصارات والانجازات على طريق التحرير والاستقلال والخلاص الوطني وبهمة وبسالة ابطال المقاومة الوطنية العراقية .