شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة في معناها العميق هي حياة شابة متجددة أبدا صافية متوثبة كسن الشباب. والحركة الثورية هي التي تتوجه أول ما تتوجه الى شباب الأمة، ومعيار ثوريتها هو إقبال الشباب عليها. الحركة الثورية هي التي تجعل من الشيوخ شبابا فكيف بالشباب أنفسهم، إنها تزيدهم حرارة واندفاعا انها تحفظ لهم حيويتهم من أن تتبدد في مسالك سقيمة، وتوجهها الوجهة الصحيحة.


لأن امتنا كلها أمة شابة فتية ولأن نهضتها وثورتها تقومان على عنصر الشباب. ، قد دخلنا مرحلة معارك المصير فمرحبا بها كما كنتم تنشدون. مرحبا بمعارك المصير لأنها ستكشف عن معدن هذه الأمة. لأن آمالاً واسعة عريضة وكنوزاً من الخير والأمل مختزنة في نفوس جماهيرنا العربية وليس غير المعارك المصيرية مفجر لها. إننا في معارك المصير لا نبني المستقبل فقط، لا نشق طريق المستقبل فقط، وإنما نحيي ماضينا المجيد أيضا، نخلع عليه ثوب الشباب، نجدد خلوده كما حدث في الحرب الأخيرة، كما برهن جيشنا العراقي الباسل على إن بطولات خالد وصلاح الدين ليست من صفحات الماضي فحسب، وإنما هي بطولات تتجدد أبدا.


نحن أمام أخطار تتزايد وتتعاظم، فالاستعمار والصهيونية والرجعية العميلة ما أن اكتشفوا تلك القوة الهائلة التي فاجأتهم في حرب تشرين حتى أخذوا يعدون الخطط الجهنمية ليقتلوا هذه الروح قبل أن تقتلهم، ليقضوا عليها قبل أن تقضي عليهم فيجب أن نتوقع الكثير من المؤامرات، ولكننا إذا أخلصنا لروح حزبنا وثورتنا فإننا منتصرون عليهم بإذن الله.


الأمة العربية كما قلت لكم أمة شابة فتية. رغم إنها من أعرق الأمم في التاريخ، ورغم حضاراتها العريقة المغرقة في القدم، ولكنها الآن في يقظة تاريخية وانتم الشباب تمثلون وتجسدون هذه اليقظة. عندما تكون الأمة معرضة للخطر الكبير واجبها أن تحشد كل قواها، أن تستثمر كل إمكانياتها، وهذا الذي تعملونه وتمارسونه، هو نموذج لهذا الحشد للطاقات والإمكانيات والإعداد لمواجهة الأخطار. نعم، يجب أن نجند حتى الأطفال لمواجهة الهجمة الاستعمارية الصهيونية. يجب ان تكون الأمة كلها حاضرة مكافحة في هذه المعركة رجالا ونساء شيوخا وشبانا وأطفالا.


إننا على الدرب الصحيح في هذا القطر الذي يطبق مبادئ البعث العربي الاشتراكي، ونرجو في وقت قريب أن تتسع هذه التجربة وان تحطم الحدود الإقليمية لتعيد إلى الأمة وحدتها وشبابها لان الشباب الحقيقي للأمة هو عندما تصبح جسماً واحدا متكاملا لا أن تبقى أجزاء متفرقة تقوم فيما بينها الحدود والحواجز الكثيفة، فبارك الله فيكم ولتكونوا عنوان هذا الزحف الجديد، الزحف العربي، زحف البعث العربي في البناء وفي القتال لأن قدرنا أن نبني ونحارب في آن واحد. لسنا كالبلاد التي تجند شعبها، شبابها للعدوان والغدر والاغتصاب والنهب والسلب. إن الحق يقف في جانبنا والحرية في صفنا والإنسانية ترفرف فوق معاركنا ويرتبط مصيرها بمصبرنا. فنحن ندفع العدوان ونحطم القيود في سبيل الحرية وفي سبيل الحق والعدل، وفي كل خطوة نخطوها وفي كل عمل نقوم به إنما تحدونا مبادئنا السامية ولذلك لأخوف من أن تتجند هذه الأمة وتجند نساءها وأطفالها لأن معاركها معارك الحق والحرية والإنسانية.

 

 





الاثنين١٦ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة