شبكة ذي قار
عـاجـل










الرفيق العزيز المناضل عزت ابراهيم الدوري المحترم


في مثل هذا اليوم المبارك من عيد الاضحى وقبل اربعة اعوام هز العالم المشهد البطولي الذي تمثل بوقفة شهيد الحج الاعظم الثائر صدام حسين وهو يعتلي مشنقة الاغتيال السياسي التي اعدتها له ادارة الشر الامريكية وشاركتها في التنفيذ الايادي الايرانية الحاقدة والمجرمة بعد ان اختاروا هذا اليوم العظيم لتنفيذ جريمتهم الكبرى إذ انتهكوا وداسوا بفعلتهم النكراء على حرمة وقداسة يوم الحج واهانوا كرامة المسلمين غير آبهين للقيم والمحرمات الاسلامية والانسانية جمعاء .


ان اللجنة القيادية لحزبنا الشيوعي العراقي تتقدم اليكم والى كافة مناضلي حزبكم الشقيق والحليف والى ابناء شعبنا العراقي وامتنا العربية والاسلامية والى ابطال المقاومة الوطنية العراقية والاحرار والشرفاء في كل مكان، باحر التهاني والتبريكات بعيد الاضحى المبارك هذا العيد الذي اعطى فيه الشعب العراقي ابنه البار القائد الجسور والثائر العظيم صدام حسين قربانا على طريق الشهادة وهو في علياء وكبرياء التحدي والتصدي والثبات امام جلاديه من مجرمي وسفاحي عصر الامبربالية الغاشمة التي ارادت من عملية اغتياله ايقاف مسيرة الثورة الجبارة لشعبنا العراقي في ظل قيادته الحكيمة والشجاعة حيث اعادت للعراق وشعبه وحركة التحرر الوطنية وجهه الحضاري، وفجرت مختلف الطاقات في مشاريع البناء والاعمار والتصنيع والتعليم والصحة، كما وظفت الامكانات الكبيرة للثروة النفطية في خدمة بناء الوطن والشعب بعد قرار التأميم الخالد الذي انهى سيطرة وهيمنة الشركات الاستعمارية.


وبفضل هذة السياسة الوطنية الثورية، عزز العراق مساره التحرر الوطني الحقيقي المناهض لكل اشكال الهيمنة والاستعباد المفروضة عليه ,الشيء الذي جعل منه مركزا للاستهداف الرئيسي الدائم للحروب من قبل القوى الدولية الاستعمارية، كان اخرها الحرب العدوانية القذرة بقيادة امريكا وحلفائها وهي اكبر حرب كونية بقدراتها التسليحية العكسرية وضخامة الجيوش المشاركة فيها , مما جعل العراق بامكاناته المعروفة في ظل الحصار الظالم بعد تدمير قدراته العسكرية وبنيته التحتية واختلال موازين القوة.


امام كل هذة العوامل والاسباب تم احتلال العراق بعد ضخ وتسويق الاكاذيب والافتراءات والشحن الاعلامي الواسع الذي مهد لخلق راي عالمي عن خطورة امتلاك العراق للاسلحة الدمار الشامل، غير ان تحقيقات لجان التفتيش الدولية أكدت عدم وجودها .


ويوما بعد يوم، تبرز حقائق جديدة عن حالة الانهيار الواسع في معسكر العدوان الذي تقوده امريكا وطابورها التحالفي وحجم الخسائر الاقتصادية والعسكرية في كل من العراق وافغانستان وباكستان وغيرها من بؤر الحرب الساخنة .


إن الهزيمة النكراء التي الحقتها المقاومة الوطنية العراقية بقوات التحالف أرغمتها على الانسحاب الواحدة تلو الاخرى من ارض المعركة.


ان هذا الواقع المرير الذي تعيشه الان امريكا وحلفائها دفعها الى استخدام المناورات والاحابيل من خلال اختلاق حكومة بواجهة وطنية , وهي في حقيقتها تجميع لخليط غير متجانس من شراذم عملائها ومرتزقتها، حيث مررت ذلك عبر حلقة مفرغة من الشعارات والدعايات والوعود الكاذبة بتحقيق الديمقراطية وبناء عراق جديد ، غير أن مهزلة الانتخابات الزائفة وما اسفرت عنه من نزاعات وصراعات دموية من أجل تقاسم المنافع بين كيانات طائفية وفئوية وعشائرية لا تربطها اية روابط بمصلحة الشعب العراقي. و قد برهنت الأشهر الثمانية على مرور الانتخابات على حقائق دامغة عن فشل وعجز هذة الكيانات الهزيلة النفعية من ان تشكل حكومة من بين اقطابها الاكثرة نفوذا , وكانت الصورة واضحة جدا للشعب العراقي وللعالم مدى تآمر بعضهم على البعض الاخر الذي اتضح جليا من خلال الساعة الاولى من جلسة ما يسمى بمجلس النواب المنعقد بفعل الضغوط الخارجية وعلى اعلى المستويات، فكان للادارة الامريكية وحكام طهران دورهما المؤثر والفاعل والمتناغم في لملمة الكيانات عبر التلويح بالتهديد والاغراءات بالمناصب وغيرها من التطمينات المستقبلية لضمان توافقات تساعد على الحضور لعقد جلسة البرلمان ، وما يتطلب اتخاذه من قرارات قد تحسم عقدة الخلافات المستعصية المتمحورة في الرئاسات الثلاث والتي تم حسمها مسبقا في اتفاقات سياسية خارج قبة البرلمان، اجمعت عليها ثلاث كتل حاصرت ا القائمة العراقية في زاوية ميتة، جعلتها تتنازل عن استحقاقها الانتخابي والرضوخ الى الامر الواقع بعد ان اتقفت امريكا وايران على دعم العميل المزدوج لهما المجرم نوري المالكي باعتباره الحمار الاكثر قدرة على حمل وتسويق بضاعة اسياده وهو افضل الضامنين للشراكة بينهما , وقد شكل هذا الموقف المنافق للادارة الامريكية في التخلي عن دعم علاوي كما ادى الى انتهاك فاضح لما يسمى بشرعية الانتخابات واستحقاقاتها مع كونها زائفة بمحتواها وشرعيتها في ظل الاحتلال .


ان حزبنا الشيوعي العراقي يسجل رؤيته وتقديراته عن حصيلة الفترة التي سبقت الانتخابات وما بعدها وطبيعة الصراعات والتناحرات الشائكة والمعقدة وهذا نتاج طبيعي لمشروع الاحتلال واهدافه القريبة والبعيدة وكيفية تمريرها عبر اساليب متنوعة معتمدة على سيناريو توزيع الادوار بين الكيانات العميلة ولعبة التقاطعات في المواقع من اجل جس نبض الشارع والميول والولاءات لهذا الكيان او ذاك ، فكانت حصيلة الفزر قد رسمت الخطوط البيانية الاساسية التي جعلت مسار التوجهات لصالح ما يخدم شراكة ايران وامريكا والشروع النهائي بدعم المالكي بقوة ضغط الثائي المتمثل بدور ايراني – امريكي بالاساس . واستنادا الى هذة القراءة تبرز امامنا الحقائق التالية :


الحقيقة الاولى : ان اية حكومة سيتم تشكليها لا تمثل ارادة الشعب العراقي وفاقدة للشرعية لانها تمثل امتداد لسلطة الاحتلال , فضلا عن كونها فرض لسلطة المجرم نوري المالكي الملطخة يداه بدماء الابرياء من ابناء شعبنا العراقي وكونه يتزعم كيان ارهابي فاشي وموالي بعمالتة المزدوجة لايران وامريكا والذي اغرق العراق بجرائم القتل والدمار والخراب والفساد والنهب للمال العام والخاص وفرض هيمنته بقوة عصاباته الاجرامية المدعومة من ايران .


الحقيقة الثانية : لا يمكن خلاص شعبنا العراقي الا بالتحرير الكامل والنهائي من الاحتلال وطابوره المتمثل بالكيانات العميلة الفاسدة التي تعمل على تنفيذ مشروع الاحتلال ومخططاته الاستعمارية .


ان مقاومة شعبنا الوطنية بفصائلها المسلحة وبكل عناوينها هي القوة الحسم الضاربة للتحرير الشامل من خلال وحدة صفوفها و تلاحمها وتعاضدها مع القوى الوطنية العراقية المعارضة للاحتلال . فلا سبيل الى تحرير وطننا الا بارادة وصمود وتضحيات ابناءه الشرفاء .


الحقيقة الثالثة : ان شراكة امريكا وايران في احتلال العراق تؤكدها مواقف الطرفين والتي تعززت بقوة وقائعها وشواهدها في فرض سلطة الكيانات الموالية لنظام ملالي ايران.


وقد مثل الاتفاق المعلن من قبل ادارة اوباما ونجاد على دعم المجرم نوري المالكي وفرضه لرئاسة الوزراء خير دليل يضاف الى الادلة الكثيرة في دائرة الشراكة والتعاون في تقاسم الغنائم، وعلى الذين يتجاهلون نداءات ومطالب القوى الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال من تزكية ايران واعتبارها تقف في مواجهة امريكا ما هو الا شكل من اشكال الكذب والنفاق . وقد اثبتت كل الوقائع- ومنذ اليوم الاول- للاحتلال العراق من ان ايران شريك فعلي في مشروع الاحتلال، لعبت ادوار شريرة منافية لكل الروابط الاسلامية والانسانية وحسن الجوار .


لقد وظفت وجندت عملائها ومخابراتها وقوتها العسكرية ممثلة في جيش القدس الايراني الذي يلاحق الضباط والقادة والعلماء والكفاءات المهنية المختلفة ويعمل على تصفيتهم جسديا بفرق الموت المنتشرة في جميع محافظات القطر .


ان ايران تلعب دورا خطيرا في المنطقة بمساعيها المحمومة عبر الورقة الطائفية المقيتة , وتأجيج النعرات العدائية بين شعوب المنطقة .


ان حزبنا الشيوعي العراقي يدرك ابعاد ومخاطر النهج التسلحي لنظام ولاية الفقية وبالاخص المساعي للامتلاك السلاح النووي , ولهذا فانه يدعو المجتمع الدولي للتشديد بمواقفه واجراءاته للحد من تلك المساعي التي تهدد امن واستقرار العالم لا سيما ان النظام الايراني نظام استبدادي وقمعي لا يحترم حقوق الانسان وممارساته في اضطهاد وحرمان الشعب الايراني واضحة ومعلومة ومسجلة في منظمات حقوق الانسان .


واخيرا اننا نتوجه الى ابناء شعبنا وقواه الوطنية الى عدم الاطمئنان لوعود السلطة العميلة وشعاراتها المغرية التي يسوقها الاعلام المأجور , فهي سلطة فاشلة لم يتغير من وجوهها القبيحة اي شيء وان الايام القادمة لا تبشر بخير , وصراع الكيانات سياخذ اشكالاً اكثر تعقيدا وحدة وستتصاعد وتيرة الجرائم واساليب التصفيات الجسدية للخصوم والمعارضين وبالاخص المحسوبين على القائمة العراقية .


وفي هذة المناسبة نجدد عهدنا وعزمنا امام شعبنا على صدق مواقفنا الوطنية والثبات على منهجنا المبدائي الذي رسمه حزبنا في خوض الكفاح الدؤوب من اجل اهداف التحرير والاستقلال والخلاص من براثن الاحتلال وعملائه الخونة .


عاش العراق حرا موحدا ومستقلا .
والمجد للذكرى الرابعة لشهيد الحج الاعظم الثائر الشهيد صدام حسين ورفاقه الشهداء الابرار .
وتحية اكبار واجلال الى ابطال المقاومة الوطنية العراقية والى عوائهلم الصابرة .
وتحية الى كافة الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال .


الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
هيئة النشر والاعلام
بغــــــــــــــــــــــــــــداد
١٧‏ تشرين الثاني‏ ، ٢٠١٠

 

 





الاربعاء١١ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة