شبكة ذي قار
عـاجـل










مدخل :
في  29 أيلول كتبت هذه المقالة في بغداد وكل ما جرى ويجري أثبت صحة ما توقعه العراقيون.. وما كتبته حدث والتقسيم جار على قدم وساق، فمتى تتوحد جهودنا لنفشل الأجندات الخائبة ونوقف القتل اليومي لكل من هو عراقي وما هو عراقي.. لن ينقذنا بعد الله إلا وحدة جهودنا ولن يحرر العراق إلا تكاتفنا ولن ينقذ أعراضنا من الانتهاك إلا وقفتنا وقفة رجل واحد؟.


المقال
الديمقراطية لا تعني الانفلات.. والحرية لا تعني التحلل.. ومركزية الدولة لا تثلم الديمقراطية ولا تهدم الحرية وإنما هي تحمي الاثنتين وديمقراطية من دون مركزية انفلات وحرية من دون مركزية تحلل كما أن المركزية من دون ديمقراطية طغيان والمركزية من دون حرية عبودية.


وإذا كان محافظ النجف قد قفز على مركزية الدولة وذهب صوب الكويت ليوقع معها اتفاقيات كونه محافظ النجف وإذا أدار محافظ البصرة ظهره لمركزية الدولة ووقع اتفاقيات مع إيران فلا تعجبوا يوما أن توقع الجبايش اتفاقيات مع قطر والشامية مع الأردن وناحية التاجي مع موزنبيق وقضاء الدجيل مع الولايات المتحدة الأمريكية وسوق الصفافير مع دبي وسوق الغزل مع فرنسا ومحلة صبابيغ الآل مع روسيا ومحلة الدهدونية مع الصين ولا تستغربوا إذا قفز الجميع على هذه المركزية وأن يكون لكل محافظة وقضاء وناحية وقرية ومحلة علم ترفعه على رؤوس مبانيها ومطار تستقبل فيه كبار ضيوفها ومصرف مركزي وشرطة وجيش وسـ(يقوم الداس يا عباس)..


بالأمس امتنعت الناصرية عن تجهيز بغداد بالطاقة الكهربائية المنتجة فيها وأمس واليوم وغدا لا يلتزم مسؤولون رفيعون بأوامر الحكومة وتوجيهاتها وقد سمعت مؤخرا وأرجو أن لا يكون ما سمعته صحيحا أن مجلس الوزراء أمر بتعيين الذين كانوا يعملون على مبدأ العقد في وزارة الإعلام السابقة وإعطائهم استحقاقاتهم المادية باعتبار أن تسريحهم لم يكن قانونياً وعندما وصل الأمر إلى وزارة المالية رفضت تنفيذه..


هذا الانفلات الإداري سبّب الانفلات الأمني وكل مشكلة وكارثة ومصيبة وفاجعة ونازلة في حياتنا سببها الانفلات الأمني وسبب الانفلات الأمني قوات الاحتلال التي تشيع الخراب والتوتر والقلق هنا وهناك..


لن تستطيع الحكومة أن تجمع في قبضتها كل الملفات الأساس في الحياة العراقية والاحتلال موجود على أرضنا وإذا رحل الاحتلال عن أرضنا الطيبة سترحل معه كل (خرابيطه) وخصوصا الانفلاتات التي تسود حياتنا الآن، كما سترحل عنها كل الوجوه الكالحة التي تريد أن تحكم العراق بالحديد والنار من دون أن تكون لها قاعدة شعبية.

 

 





الاحد١٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة