منذ أيام وبعض وسائل البث الفضائي والأليكتروني تتناقل وبشكل ملفت للنظر تفاهات تفوه بها مدسوس يدعى زوراً ياسر الحبيب يتهجم فيها وبشكل وقح على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتجيبه على الطرف الآخر قناة فضائية أسمها الوصال بشتم الشيعة بشكل يقشعر له البدن. إن تبادل الشتائم هذا يبدو وكأنه محاولة مكشوفة لشق الصف الإسلامي وتأجيج نار فتنة مافتئت تحت الرماد مستعرة.

إن خاسر الكريه هذا ليس إلا نكرة يركب مطية من مطايا الشيطان يبتغي من ورائها شهرة إعلامية وصيتاً يفتقر إليه كما هو إفتقاره للعلم، وهو في عمله هذا إنما تدفعه دوائر إستخباراتية مكشوفة التوجهات تسعى إلى إذكاء شقاق جديد بين المسلمين،،، وهو في أحسن أحواله لايمثل إلا نفسه والجهة التي دفعته لذلك- وهي لابد أن تكون جهة خارجة عن الملة، وجهة معادية للإسلام. وهو بعمله هذا إنما يسعى لغرضين: غرض شخصي تحققه له الهالة الإعلامية التي صنعتها بعض الفضائيات والمواقع الإسلامية عن قصد أودون قصد دفاعاً حقيقياً عن أم المؤمنين، وغرض أخطر شأنا وأوسع تأثيراً وهو نفخ الروح في خلافات تاريخية أبتدعها الفرس والخوارج هدفها زرع بذور الفرقة والتناحر بين المسلمين.

أما قناة الوصال ومن لف لفها وتتبع منهجها عن علم أو بغير علم فإنما هي تحقق لهذا الخسيس أهدافه! فهي تنفخ في صورته الإعلامية وتروج لما يقوله وتجعله ممثلاً لطائفة واسعة من المسلمين هم منه ومن أمثاله بريئون، ومن ثم تشتم تلك الطائفة بغير وجه حق ملقية بمزيد من الوقود على نار يسعى الشرفاء من المسلمين إلى إخمادها.

إن الحرص على الإسلام والمسلمين لا يتحقق بالسب والشتم واللعن، وكان الأولى ترك هذا الكلب هو وأمثاله يعوون دون أن يلفتوا إليهم نظر أحد إلا المرضى من أمثالهم. كما كان الأحرى بالفضائيات أن تترفع عن لغة السب واللعن التي لا تخدم إلا أعداء الإسلام وناشري بذور الفرقة.

إتركوهم ولا تحققوا لهم أهدافهم، فللبيت رب يحميه، وقد قال جلَّ وعلا:

"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا"