شبكة ذي قار
عـاجـل










 

أعلن رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما بانتهاء المرحلة القتالية في العراق هذا الشهر؛ و أن مهام جيش الاحتلال الأمريكي ستنحصر بمهام تدريبية و مساندة حتى نهاية 2011؛ و يأتي هذا الإعلان بعد ما تعتبره إدارة أوباما تحقيق للأهداف الرئيسية التي أعلنها أوباما في خطابه عن إستراتيجية المحتل في العراق في شهر يناير 2009، و الذي ألقاه بعد بضعة أسابيع من توليه منصب الرئاسة؛ و تتلخص هذه الأهداف بأن يكون العراق قد حقق سيادة و استقرار و الاعتماد على قدراته الذاتية .


فالتطبيل والتزمير الذي قامت به الإدارة الأمريكية السابقة بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام الوطني الشرعي مع القاعدة الذي بنته الإدارة المتصهينة بناء على معلومات المخانيث من عملائها القابعين في المنطقة الخضراء ومنهم على وجه التحديد المجرم المابون ( ألمثيلي) احمد ألجلبي والجاسوس كريم شهبوري والمقبور محمد باقر الحكيم وغيرهم من أشباه الرجال ، بعد أن قامت هذه الإدارة بشتى الطرق لتأليب الرأي العام الأمريكي والدولي لتسويغ حربها على العراق مستخدمة الكذب والتلفيق والتزوير ولكنها سرعان ما فشلت في إثبات أي من أكاذيبها وافتراءاتها المزيفة بعد أن تكشفت فضائحها، ولكنها حققت ما تطمح إليه الصهيونية العالمية من تدمير العراق أرضا وقيم وحضارة وتاريخ وإنسان، وإبعاده عن مواجهة الاعتداءات الصهيونية على الأمة مستقبلا، بعد أن أصبح العراق العظيم دولة ممزقة ينخرها الفساد والطائفية والتخلف من خلال تسلط زمر عميلة من أدلاء الخيانة والعمالة والجاسوسية أتت بهم خلف دباباتها .


أن ادعاء الرئيس الأمريكي اوباما بان الحرب قد انتهت لايغير شيئا لان نفس الادعاء قاله مجرم الحرب بوش المهزوم بعد أشهر قليلة من الاحتلال وها هي سبع سنوات تمضي والحرب لازالت مستمرة وان هذا الانسحاب سيترك ورائه 50 آلف جندي ومعدات وقواعد ومرتزقة من العاملين في الشركات الأمنية أو العاملين في السفارة الأمريكية وهم يعدون بالآلاف مما ستكون هذه القوات الغازية المتمركزة في قواعد منتشرة في جميع محافظات العراق عرضة لنار المقاومة الوطنية الباسلة من جميع الفصائل حتى رحيل أخر علج من علو جهم من ارض العراق الطاهرة


بإنهاء الحرب يترك الجنود الأمريكيون وراءهم عراقا هو أبعد ما يكون عن الأمن أو الاستقرار مع إنهائهم مهمة قتالية دامت سبع سنوات ونصف واستعدادهم للانسحاب الكامل بحلول نهاية 2011 وفيما يلي بعض المؤشرات العراقية الاجتماعية والاقتصادية التي ترسم صورة لحالة البلاد فيما يخفض الرئيس الأمريكي باراك اوباما جنوده .


* عراق بلا سيادة نتيجة وجود قوات غازية على أرضه إن كان عددها 140 ألف أو خمسون ألفا أو ثلاثون جنديا وهذا معروف للقاصي والداني.

* مليون ونصف شهيد عراقي وأكثر من نصف مليون معوق ومثله مفقود على يد القوات الغازية وميليشيات عملائها الأنجاس .
* أكثر من مليوني أرملة وأكثر من خمسة ملايين يتيم .
* أكثر من أربعة ملايين مهجر ومهاجر من جراء أعمال العنف التي مارستها الميليشيات الإجرامية وقوات الحكومة العميلة .
* 23% من سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر.
* جيش من العاطلين عن العمل والمسرحين من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية السابقة والعاملين في وزارات الإعلام والتصنيع العسكري ووزارة الصناعة والأوقاف وديوان الرئاسة ومجلس الوزراء والمجتثين حسبما يسمونهم من المشمولين بقرار المجرمين بريمر واحمد ألجلبي ( اجتثاث البعث )
* عراق بلا صناعة ولاتجاره ولا زراعة ولا تعليم ولا خدمات.


* عملية " تحرير" العراق تترك ورائها عشرات الآلاف من الأطفال والكبار يموتون ببطء نتيجة الأمراض السرطانية المتأتية من استخدام قوات الاحتلال" المحررة " للأسلحة الكيماوية والجرثومية المحرمة دوليا، كما ستستقبل قوات " الفجر الجديد " مئات الآلاف من المصابين بأمراض سرطانية فتاكة بدأت تظهر ألان وهذا ما نلاحظه من التقارير عن الولادات الجديدة " المشوهة" نتيجة لذلك في مدينة الفلوجة والبصرة والنجف وبغداد وديالى وغيرها من مدن العراق.


* يقتل يوميا في العراق العشرات من الأبرياء ويجرح المئات من جراء أعمال عنف وتفجيرات واغتيالات على يد القوات الأمريكية وقوات المالكي والميليشيات الإرهابية العائدة للأحزاب الطائفية والمجاميع الإرهابية في كافة أنحاء العراق.


* يشن المجرمون الذين يرتدون زى القوات الحكومية شرطة وجيش ويستخدمون السيارات والأسلحة الحكومية يوميا هجمات جريئة على أسواق الذهب والبنوك ومكاتب الصيارفة والموظفين الذين يحملون رواتب موظفي الشركات الحكومية. وقتل أعداد من المواطنين في المناطق السكنية و من أصحاب المحال والموظفين بعد عمليات السرقة المنظمة كما حصل في مصرف الزوية في الكرادة من عصابة حماية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وكما حصل في الاعظمية وهور رجب والشعب وبغداد الجديدة والبياع والبصرة.


* سجون ومعتقلات سرية ومداهمات يومية وجثث مجهولة الهوية ومقابر جماعية ظهرت بعد انسحاب الميليشيات الإجرامية من الجوامع التي اغتصبتها في بغداد والمحمودية وبابل وديالى وباقي المدن .


* إن جميع الحقائق على الساحة العراقية تؤكد بأن الوضع الراهن يدل بدون أي شك بأن المحتل لم يحقق أي من أهدافه المعلنة؛ بل على العكس فإن أي تقييم بسيط يدل على أن الأوضاع في العراق تسير نحو الأسوأ، بقاء خمسون ألف جندي من الغزاة على ارض العراق يعني انه لاتوجد سيادة للعراق وإنما السيادة بيد السفير الأمريكي والمستشارين الأمريكان والقوات الباقية على الأرض في أكثر من 15 قاعدة أمريكية في أنحاء العراق والله اعلم من يعرف العدد الصحيح للإفراد المتواجدين في هذه القواعد العدد المتبقي والعدد المسحوب بعد أن أعلنت القوات الغازية بالسماح لأكثر من سبعة الآلاف من العاملين بالشركات الأمنية من العمل في العراق وهذا أول الغيث..!! ناهيك عن عدد العاملين بالسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء من الجواسيس والقتلة والمجرمين من صهاينة ومرتزقة وعصابات الجريمة المنظمة..!! عن أي عملية " تحرير" يدعون ؟ هل عن إنهم أوصلوا العراق الدولة رقم واحد بالفساد المالي والإداري وأول بلد بعدد الأيتام والأرامل ..!! والدولة رقم واحد بانتهاك حقوق الإنسان؟ أم عن تمزيق العراق وإثارة النعرات الطائفية والعرقية ونهب ثروات البلاد سواء من المحتل أو عملائه الأنجاس القابعين في المنطقة الخضراء أم عن طريق ترك العراق فريسة لفيلق القدس الإيراني واطلاعات الإيرانية والموساد الصهيوني.؟ هل إن عملية " التحرير " تعني اغتيال أكثر من مليون ونصف المليون مواطن وأكثر من نصف مليون معوق وإفراغ البلد من علمائه ومفكريه وأطبائه ؟ أم إن " التحرير" يعني البطالة وانقطاع الماء والكهرباء والخدمات.؟ أم إن العراق في ظل التحرير الأمريكي أصبح به وكلاء المرجعية زناة يمارسون الزنا والفحشاء مع الفاجرات الفاسقات اللواتي ينتمين لحوزة السيستاني النسوية في ميسان وهذا ما فعله الفاسق الفاجر مناف الناجي وكيل السيستاني في ميسان.؟و مثلماافادت دراسة معمقة بان الايدز في تصاعد مخيف وخاصة في وسط وجنوب العراق وبالذات في النجف حيث أكد الدكتور حسين عبد الله الجابري مدير معهد الأمراض السارية والمعدية في مدينة النجف جنوب العاصمة العراقية بغداد في محاضرة ألقاها بجامعة الكوفة أن معدلات الإصابة بمرض الإيدز في مناطق الجنوب العراقي في ارتفاع مخيف جدًا.


وأضاف الجابري: إن هذا يرجع لانتشار ظاهرة زواج المتعة غير المبني على أية ضوابط صحية، خاصة مع كثرة السياح الشيعة القادمين من إيران وباكستان وغيرهما.جاء ذلك في ندوة حملت شعار"نحو جنوب امن من الايدز نتكاتف معا"


أن الجابري انتقد من أسماهم بالسادة الذين يكتبون عقد نكاح المتعة بين الشباب لأجل قصير جدًا لا يتجاوز الأسبوع أو في بعض الأحيان ليلة واحدة دون أن يتم أخذ أي "مستمسكات" من الشاب أو الفتاة وهي ليلة أو عدة ليال يذهب بعدها الطرفان إلى حال سبيلهما.


وقال الجابري: "هذا هو ما يجعل مهمتنا مستحيلة فيما يتعلق برصد حاملي المرض بغرض إيقافهم وعدم استمرارهم في تلويث الناس".
وطالب الجابري ما أسماها بـ"الحوزة العلمية" بإيقاف زواج المتعة خلال الفترة القادمة حتى يتسنى لدائرة الصحة ترتيب شروط وضوابط الأزمة لمثل هذه الزيجات وخاصة من الإيرانيين القادمين من خارج الحدود الذين يدفعون مبالغ طائلة لذوي الفتيات للتمتع بهن ليلة واحدة أو عدة ليال بعقد النكاح عند السيد دون أن يعرف ما بذلك الشاب من أمراض.


يذكر أن النجف سجلت الشهر الماضي رقمًا قياسيًا بلغ أكثر من 80 حالة إيدز وأكثر من 4000 مدمن على المخدرات الإيرانية. ( وهذه فقط هي منجزات المحتل للحوزة العلمية). رغم كل هذا ويدعون إن عملية " التحرير" قد انتهت وبدأت عملية " الفجر الجديد "


إنه الفشل بكلّ تفاصيله، ذلك الذي خلّفته أميركا في العراق بفعل احتلاله، الفشل الذي لن تتخلص الإدارة الأمريكية السابقة أو الحالية من عاره أبداً، وسوف تبقى تدفع ثمنه، ومعها الدول التي اعتقدت أنّ باحتلال العراق وإسقاط نظامه سوف يتحقق لها الأمن والاستقرار في حين بدا التهديد الخارجي يدخلها من أبوابها.


والسؤال هنا : إذا كانت هذه نتائج " التحرير" فماذا إذن ستكون نتائج عملية " الفجر الجديد" في التدمير ..!!؟
 

 





الثلاثاء٢١ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة