شبكة ذي قار
عـاجـل










ايها الاحرار في كل مكان .
يا ابناء شعبنا العراقي الصابر


لم تكتف الادارة الامريكية وعملائها في بغداد من اراقة وهدر انهار من الدماء الطاهرة لابنائنا كل يوم نتيجة الافعال الاجرامية للتفجيرات التي تطال المرافق والمؤسسات العامة والتجمعات السكنية والاسواق والمعامل والجوامع والكنائس والتي يذهب ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء وبلا ذنب , ومع كل هذا لم تكتف امريكا وزبانيتها المتعطيشين الى القتل والاجرام والنهب . فقد قامت القوات الامريكية المحتلة يوم الاحد الماضي بتسليم 26 من قادة النظام الوطني العراقي السابق الى سلطة المالكي ونقلوا الى سجن الكاظمية وهو يمثل مسلخ بشري تمارس فيه ابشع انواع التعذيب التي لم تخطر في بال احد كما انه يفتقر الى ابسط الخدمات المطلوب توفرها في السجون المتعارف عليها , من الماء والكهرباء والرعاية الطبية حيث يعاني غالبية الاسرى من الامراض نتيجة التعذيب المستمر والمعاملة السيئة من قبل عصابات متمرسة في اعمال التعذيب والتنكيل تديرها زمرة المالكي الارهابية .


ان حزبنا الشيوعي العراقي يتوجه بالمناشدة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما منطلقاً من اعتبارات الشرعية الدولية وقوانين حقوق الانسان ومنها قانون حماية اسرى الحرب الذي نصت عليه اتفاقية جنيف من ان ينظر الى اهمية موضوع الاسرى العراقيين الذين كانون في السجون الامريكية وتحت سيطرتهم المباشرة كونها مسئولية قانونية تقع على عاتقها لانها ما تزال تمثل لحد الان سلطة احتلال ولم تنهي تواجدها العسكري في العراق وهي تدير الامور السياسية والعسكرية ولها خبراء ومستشارين في جميع المؤسسات الحكومية .ان عملية نقل وتسليم 26 اسير من قادة النظام العراقي الوطني السابق وفي فترة زمنية لا وجود لسلطة سياسية لانتهاء ولايتها المزعومة بحسب الدستور , وهذا الامر يجعلنا امام تحليل الدوافع والاسباب التي دفعت قوات الاحتلال الى تسريع عملية تسليم الاسرى الى سلطة المالكي المنتهية , هو عملية التخلص من هؤلاء الاسرى ورفع المسئولية القانونية عن الادارة الامريكية وفي وقت انتهاء فترة سلطة المالكي ووفق ما حدده دستور الاحتلال بالذات , ان هذا العمل لا يخرج عن احتمالين اساسين هما :


اولاً – ان تتولى عصابات السلطة وباشراف المخابرات الايرانية بتصفية هؤلاء الاسرى جسدياً وباستخدام كل الوسائل والطرق الخبيثة المعروفة في اساليب التصفيات الجسدية , ومنها ترك الاسرى تحت واقع المرض والتجويع وحرمانهم من الكهرباء والماء وفقدان الادوية والرعاية الصحية , بالاضافة الى ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي ضدهم .


ثانياً – هو مقايضة ارواح هؤلاء الاسرى من القادة العراقيين للنظام الوطني السابق مع النظام الايراني باطار لعبة الضغوط في سيناريوهات الشراكة الاحتلالية وتنازلات البعض للاخر في مواقع السيطرة على العراق والمنطقة ككل , ان هذة التجاذبات افرزت معطياتها الواضحة لنا ولكل القوى الوطنية المعارضة للاحتلال , وما تعكسه الزيارات الماكوكية لرموز كيانات السلطة الى ايران ودول الجوار , ومنها دعوة حكام طهران يوم 14 تموز 2010 الى وفد ضم ممثلين عن دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي والتيار الصدري بهدف ارغام هذة الكيانات العميلة لها لقبول الحلول التي تضمن السيطرة الايرانية على اهم المفاصل في السلطة وتحافظ على ادامة الشراكة الامريكية – الايرانية في احتلال العراق , وفيما سيتولى لاريجاني الاشراف المباشر على توزيع الكراسي بعد زيارته المرتقبة لانه يمثل الوجه الاخر المكمل لمساعي نائب الرئيس الامريكي بايدن .


وهناك ايضا ما اظهرته لعبة الدهاليز والمناورات التضليلية التي سوقتها المخابرات لكلا البلدين حول عملية هروب العالم النووي الايراني وعودته الى ايران واستقباله بهذة الحفاوة الكبيرة على شطارته التي ابداها في عملية التمثيل لفلم الهروب من قبضة المخابرات المركزية السي آي اي . فأن كل الدلائل تشير الى انفضاح اساليب دور التعاون المخابراتي بين البلدين لتمرير اهداف تخص قضايا كثيرة وفي مقدمتها البرنامج النووي الايراني , وكيفية التعاطي الظاهر اعلامياً معه باعتباره يشكل خطراً اذا ما سمح للايران بالاستمرار فيه دون ردع , فجاء قرار الحصار والذي لا يشكل اي تاثيرا على الوضع في ايران وبحسب تصريحات حكام طهران انفسهم , ويزيدنا اقتناعاً ما جاء في تصريحات الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلنتون بشان الاستعداد لمعاودة الحوار حول البرنامح النووي والتوصل الى حلول معقولة , وجوهر عقلانية هذة الحلول هو ان يتقارب الطرفان الى صيغ توزيع مرضي في غنائم الاحتلال في كل من افغانستان والعراق وحتى في باكستان ولبنان وفلسطين واليمن , هذة المساحات الواسعة التي تشكل بؤر للصراع على ثروات المنطقة .


ان حزبنا الشيوعي العراقي اذ يعيد التذكير والتنبيه والتحذير الى الرئيس الامريكي اوباما وادارته الديمقراطية من ان التمادي في سفك الدماء واشاعة القتل والجريمة لن يجعلكم في حال افضل بعد ما جربتموه من نتائج الحرب العدوانية وكوارثها الخطيرة الواسعة وحصليتها التدميرية على امريكا والعالم كله . ندعوكم الى التوقف جدياً ووضع مصلحة السلم والاستقرار العالمي في اولويات مسئولياتكم الرئاسية لفترة ولايتكم التي وعدتم فيها الناخب الامريكي بتحقيق مصالحه في الامن والاستقرار والانتهاء من مخلفات سياسة بوش الذي قاد امريكا الى مستنقع الحروب في العراق وافغانستان وغيرها من مناطق التوتر والنزاع في العالم .


ندعوكم منطلقين من الحرص الشديد على ارواح البشرية جمعاء وايقاف نزيف الدماء لهؤلاء البشر الذين يحبون الحرية والديمقراطة ويعتزون بكرامتهم وانسانيتهم واستقلالهم , فلا تظنوا خائطين اننا عندما نتوجه اليكم بهذا النداء والمناشدة الحريصة من اننا ضعفاء او نستجدي عطفكم ورحمتكم , واعلموا ان قوتكم مهما بلغت لم ولن تقهر ارادة الشعوب الحرة المدافعة عن حريتها وكرامتها واستقلالها الوطني .


اننا ندعوكم ونطالبكم بحماية الاسرى العراقيين جميعاً والعمل على اطلاق سراحهم باسرع وقت ممكن , وعدم ابقائهم تحت سيطرة سلطة تديرها عصابات اجرامية مرتبطة بايران وما لها من عداء وحقد تاريخي مزمن على هؤلاء الاسرى وهي تخطط لتصفيتهم بمختلف الوسائل , فانكم تتحملون المسئولية القانونية والاخلاقية التاريخية للحافظ على سلامة ارواح هؤلاء الاسرى الابطال . ونحذر من تداعيات الاضرار التي تصيب الاسرى لان شعبنا المقاوم لا يمكن ان يتوقف في الدفاع عن استقلاله وحريته , ومن يعتقد ان كثرة الاعدامات والاغتيالات والقتل والتهجير والملاحقات تفضي الى ايقاف مقاومة شعبنا فهو واهم جدا , واذا تصور اعوان السلطة انهم سينجحون في كسب ولاء وتعاطف الشعب الى جابنهم بوسائل الترهيب والقتل والاعدامات فان هذة الاساليب ستعطي نتائج عكسية وتزيد من غضب الشعب ,فهذا شعب العراق وما عرف عنه من بطولات وصمود وتضحيات لن يسمح بعد اليوم من اشاعة الخراب والدمار في حياته , وانتفاضة الشعب الراهنة هي تعبير عن الرفض القاطع للاحتلال وكياناته الفاسدة التي اثبتت فشلها وعجرزها عن تحقيق الاستقرار والامن وتامين متطلبات الحياة البسيطة .


اننا ندعو كافة الاحرار والشرفاء ممن تعز عليهم كرامة الانسان وحقوقه رفع اصواتهم للمطالبة بحماية الاسرى العراقيين واطلاق سراح المرضى وعلى راسهم المناضل الكبير السيد طارق عزيز نظرا للظروف الصحية الحرجة التي يعاني منها بعد قطع الدواء عنه . يا ابناء شعبنا ارفعوا اصواتكم واحتجاجاتكم ومطالباتكم باطلاق سراح كافة الاسرى والمعتلقين في سجون العبودية والارهاب , والعمل على ايقاف تنفيذ احكام الاعدام الباطلة والجائرة ضد االبطل الشجاع وزير الدفاع سلطان هاشم ورفاقه الاخرين .


ايها الاحرار ...
ارفعوا اصواتهم من اجل حرية وسلامة ارواح الاسرى العراقيين في سجون الطغمة الارهابية العميلة .



الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية

هيئة النشر والاعلام
بغــــــــــــــداد
‏ 22‏ تموز‏، 2010

 

 





الخميس١٠ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة