شبكة ذي قار
عـاجـل










نطلق في كثير من الاحيان مصطلح (حوار الطرشان) عن الحوار الذي يجري بين مجموعة من الاشخاص لهم مصالح متضاربة في شأن معين، وكل منهم متمسك بمصالحه لا يريد التنازل عنها ،فتأتي اجتماعاتهم عديمة الجدوى ولا تؤدي الى نتيجة مثمرة ، فيكونون كالطرشان لا يسمع احدهم الاخر.


حوار الطرشان هذا ينطبق على ساسة العراق الجدد ،حيث لم يصغ احد منهم للأخر طيلة الشهور الاربعة الماضية ، ولم يستمع احد منهم لصوت الشعب فيحاول ان يضع مصلحة العراق فوق مصالحه الشخصية والحزبية، مع انهم اتوا حسب ادعاءاتهم لتحرير هذا الشعب ورفاهيته، فعجزوا ان يقدموا له حكومة ترعى مصالحه.
حوار طرشان العراق هذا يكتسب اهمية ذات دلالة خاصه ،كون جميع هؤلاء يصبغون انفسهم بصباغ الديمقراطية ، والديمقراطية تقتضي الامتثال لصوت الشعب ومصالحه ، لكنهم يتحدثون عن الانتخابات ولا يؤمنون بنتائجها، يتحدثون عن الشفافية في بلد احتل بأفضالهم المرتبة الاولى في الفساد عالميا، يتحدثون عن حقوق الانسان في حين يطالبهم مجلس حقوق الانسان بتطبيق 176 معيار ليصبحوا في مصاف الدول التي تحترم حقوق الانسان، مما يحق لنا ان نسمي ديمقراطيتهم بديمقراطية الطرشان دون ان نتجنى عليها وعليهم.


فحين يؤكد المالكي في جمع لشيوخ العشائر وامام كاميرات التلفزة تمسكه بالسلطة قائلا (لا يستطيع احد ان يأخذها منا حتى نعطيها) ، وحين يهدد الطالباني بالانسحاب من العملية السياسية اذا لم تجدد ولايته لرئاسة الجمهورية ،وحين يصر البرزاني على ان الحديث عن العراق الموحد كالحديث عن احلام العصافير ،وعندما توقع اتفاقية ترهن مستقبل العراق للمحتل على ان تعرض على استفتاء شعبي يتنصل منه المسؤولون، فاين دور صناديق الاقتراع ،واين رأي الشعب في هذه المواضيع وعن اي ديمقراطية يتحدثون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.


ان الحديث عن الديمقراطية في العراق كالحديث عن احلام العصافير، بل قد تكون العصافير اصدق من دعاة الديمقراطية الذين استوردهم الاحتلال لحكم العراق حيث انها تطرب اصحابها، فيما هؤلاء يضربون ويقتلون باسم الديمقراطية.


سبع سنوات ونيف من الاحتلال، واربع حكومات تدعي انتهاج طريق الديمقراطية في الحكم، كانت نتيجتها اكثر من مليون ونصف من الضحايا، واربعة ملايين طفل يتيم، ومليون ارملة ، واربعون بالمئة من الشعب يعيشون تحت خط الفقر في بلد هو الاغنى في العالم ،وفوق هذا وذاك لا يستطيعون الاتفاق على تشكيل حكومة بعد اربعة اشهر من الانتخابات، مما يعطي الدليل الواضح على ان المصالح الشخصية والحزبية هي التي تحكم عقول هؤلاء، وتكذب كل الشعارات التي حملوها للشعب العراقي المسكين ، الذي بات يؤمن انه يعيش عصر ديمقراطية الطرشان.
 

 





السبت٠٥ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زياد المنجد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة