شبكة ذي قار
عـاجـل










نَفَذَ  صبر (هدهد سليمان)  بعد أن دخل احتلال العراق عامه  السابع وهو متعب ومرهق جدا بسبب  الفوضى السياسية للعملية السياسية  التي يقودها  أشباح تسللوا على سطوح السياسية  ليتخذوا منها مرتعا لهم في الحصول على المال الحرام في المنطقة التي حددها لهم جبرا  المحتل الأميركي والتي عرفها ابن العراق أينما وجد والعالم بالمنطقة الخضراء .. نعم نفذ صبره بعد أن عايش (هدهد سليمان) وضع  العراق وهو يشاهد شعبه يئن  من الم الذبح والقتل والتهجير والسرقة والطائفية والقتال على الكراسي .

 

أود أن أوضح للقارئ وكل من سيتابع هذه الحلقات المهمة قصة (هدهد سليمان ) في المنطقة الخضراء وبصورة موجزة حيث  تقول القصة :

 

عند دخول  قوات الغزو الأميركية واحتلالها  عاصمة العرب ( بغداد) متخذا  من القصر الجمهوري الذي تغير اسمه   بعد ذلك  وبأمر من الحاكم المدني لسلطة الاحتلال ( بول بريمر )  إلى (المنطقة الخضراء) مقرا له  يستقر فيه من اجل معيشته ومعايشة الوضع السياسي ومنذ تشكيل مجلس الحكم الوقتي ولغاية يومنا هذا و(هدهد سليمان)  يراقب هنا وهناك ولكن عن كثب ومن على شجرة كبيرة  تتوسط المنطقة الخضراء تشرف على سفارات دول الاحتلال وجميع مكاتب ودوائر الحكومات المتعاقبة التي عينها المحتل فيما بينها , فاتخذ  من هذه الشجرة الكبيرة مقرا رئيسيا له  يستفاد  منها في  نومه واكله وراحته ومراقبته لكل ما يدور في هذه المنطقة ابتداء من الأبواب الرئيسية للدخول والخروج المحمية بالقوات الأميركية ولغاية ما ذكره أعلاه ,حركته لا تتوقف مطلقا بسبب نشاطه الغير اعتيادي جراء طيرانه  المستمر ليستقر مرة على شجرة ظل للزينة في السفارة الأميركية ومرة أخرى على شجرة  الزينة (الأرز) اللبنانية الموجودة في قاعة اجتماع مجلس الوزراء والتي تغلف الكاميرا السرية في  ( ؟ ) , ومرة يتنقل ليقف في أماكن مظلمة من  غرف نائبي  رئيس  الجمهورية بعد أن يخترق مكاتبهم  من خلال تداوله معهما في بعض  المعلومات والوثائق المهمة وأخرى يقف على الباب  المؤدي إلى دخول أعضاء مجلس النواب  في قاعتيهم  القديمة والجديدة ,  ثم يسافر  ليقطع شوطا ليس بطويل متجها إلى وسط وجنوب العراق ليستقر بعض المرات في مكاتب محافظي المحافظات الوسطى والجنوبية وبنايات مجالسها  ومقرات الأحزاب الطائفية الموالية لإيران , ثم ينطلق سريعا مع الوفود الرسمية التي تسافر إلى إقليم كردستان لغرض التفاوض والمباحثات في تقاسم المصالح  على حساب الشعب,ومرة لوحده بعد أن يخترق  المركز الحدودي الخاص بالإقليم ليستقر تارة في اربيل وتارة في السليمانية مقسما زياراته وأوقات فطوره وغذاءه وعشاءه بين مقرات الرئاسة ورئاسة وزراء الإقليم ومجلس نوابه مستثمرا منهم الكثير بعد تداوله مع المسئولين الأكراد بعض الأمور السياسية مستثمرا  منهم الكثير من  الأخبار الدقيقة والمهمة الموثقة .

 

(هدهد سليمان ) محظوظ  في سفراته الخارجية !!! وخاصة مع  الوفود الرسمية الكبرى والصغرى السرية والعلنية  لجميع المسئولين في المنطقة الخضراء , فمرة يسافر إلى إيران وأخرى إلى الكويت و منها إلى دول الخليج العربي ثم  إلى تركيا ومن تركيا الى الكثير من الدول العربية . والأكثر حظا في الزيارات عندما يسافر أو يذهب إيفاد إلى كل من  الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا !!.

 

 في يوم من الأيام وبعد أن أيقن  (هدهد سليمان) بان سفراته المستمرة ومراقبته للأمور السياسية ومعرفته بكل ما  يدور في دهاليزها  من أمور سياسية وأمنية وتجارية واقتصادية ..الخ أصبحت غير نافعة بل على العكس باتت مضرة للعراق وشعبه ,مما جعله أن ينقلب على واقعه مشاطرا مساندا وطنه العراق وشعبه جراء ما تحمل ويتحمل  من الم وفواجع والمصائب التي حلت به (فقرر) وقراره  صدر من ضميره الحي  بأن يكشف ويفضح المستور لجميع المسئولين في المنطقة الخضراء من الذين جاء بهم  الاحتلالين الأميركي والإيراني وبجميع اتجاهاتهم وميولهم السياسية والطائفية والدينية وكذلك كل من ساهم في تدمير العراق وشعبه من النظامين الرسميين الدولي والعربي لما لهما من أسباب كثيرة في هدم وتدمير وقتل العراق وشعبه  .. وان كشفه وفضحه لهؤلاء  يكون في كل  ما يتعلق بهم من  أمور  اتخذوها من خلال سياستهم  الطائفية سواء كانت  إقليمية  أو عربية أو دولية وما لتلك  الأمور من صفقات واتفاقات وعقود  يعقدونها  أثناء مباحثاتهم في الخارج والداخل والتي تهدف إلى تدمير  العراق وعلى حساب شعبه ,  وكذلك  سيفشي بجميع الفضائح المالية  من نهب أموال الشعب  وسرقة خزينة الدولة وما لتلك  من نتائج تؤثر على الفرد العراقي لما يتعرض له من فساد وبشقيه المالي والإداري .. وكشفه وفضحه للمستور  سيكون عاجلا وليس آجلا  ومن  أي مكان يستقر به (هدد سليمان ) سواء كان في مقر تواجده (المنطقة الخضراء)  أو من خلال زياراته  المتكررة والمستمرة  في  الداخل العراق وخارجه .. فضائح  ومعلومات سياسية وأمنية سيعلنها (هدهد سليمان) إلى الشعب العراقي بصورة خاصة والرأيين العربي والدولي بصورة عامة  بعيدا  كل البعد عن التهم لأي شخص أو دولة أو حزب أو كتلة لاستقلاليته الخاصة والعامة  من أي حزب أو أي اتجاه أو ميل سياسي  أو طائفي . ميول ( هدهد سليمان ) هي  الوجدانية  في العمل لشعبه وللإنسانية  , انتمائه فقط للعراق وألامة  العربية  واعتبار من هذه الحلقة الأولى ,  متمنيا  ( هدهد سليمان ) أن تفند  أقواله أو وثائقه  أو معلوماته  الدقيقة من الطرف الآخر سواء كانوا من  مسئولي المنطقة الخضراء أو  من  كل من يهم أمره في كل مقال أو تحليل  تظهر في  وسائل الأعلام ( المسموعة والمرئية والمقروءة والمواقع والشبكات والمنتديات السياسية الالكترونية ) .. لذا ابدأ وعلى بركة الله  الحلقة الأولى  (من قلب المنطقة الخضراء)  والتي  تكشف أسباب ونوايا  زيارة عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية  إلى جمهورية مصر العربية وما يحمل هذا المسئول الكبير  في زيارته هذه  العديد من المقايضات والرشاوى التي عرضها على الحكومة المصرية ومنها :

 

أ. وعد  عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحكومة المصرية بحصر جميع المشتريات الخاصة بالبطاقة التموينية من مصر، وفي حال اعتذار مصر عن توفير  ذلك  طلب منها أي من  الحكومة المصرية وبإلحاح أن تحول  هذا الطلب إلى دولة أخرى على شرط أن تكون مصر طرفا ثالثا في استيراد البضائع للحكومة العراقية.

 

 ب.عرض عادل عبد المهدي استعداده  للحكومة المصرية في استيعاب (مليون)  عامل وفلاح مصري للعمل في العراق تحت سقف زمني لا يتجاوز الثلاث سنوات ومنحهم  الإقامة الدائمية في حال تعذر تجنيسهم تحت أي سبب.

 

ج.  رحب عادل عبد المهدي  في حالة إسناده  ودعمه لمنصب رئيس الوزراء من قبل الحكومة المصرية بجميع الاستثمارات المصرية في العراق حيث أبلغ الجانب المصري بأنه سيؤمن أفضلية تنافسية للشركات المصرية والتي ستجعلها متقدمة على كافة الشركات الأجنبية، باستثناء الشركات (الأميركية والإيرانية ) والتي  سيوفر لها فرصا كبيرة في المنافسة التجارية.

 

د. أفاض عادل عبد المهدي (بمكرماته) على المصريين من خلال وعده للحكومة المصرية  بيعهم النفط العراقي الخفيف، بسعر يقل بخمسة عشر دولارا للبرميل الواحد عن السعر الرسمي الذي تتعامل به وزارة النفط العراقية مع الشركات الأجنبية.

 

كل هذا مقابل طلب عادل عبد المهدي من الحكومة المصرية بأن تدعم ترشيحه لرئاسة الوزارة وإقناع الحكومة السعودية بإيقاف معارضتها له وتحويل دعمها إليه بدلا من أياد علاوي. وقد استعطف عبد المهدي كبار المسئولين المصريين بقوله  لهم أنه (قومي) الهوى، وأنه سيبعد تأثير إيران عن القرار السياسي العراقي قدر استطاعته بالرغم من ما سيلاقيه من صعوبات في هذا الاتجاه  ولكنه سيصر على موقفه.  وأفاد  أحد المقربين من عادل عبد المهدي كونه احد أعضاء الوفد الخاص ل(هدهد سليمان)  بأن الحكومة المصرية وعدت  عادل عبد المهدي بنقل رغباته إلى السعودية لأنها  وحسب قول المقرب من عادل عبد المهدي ( عضو الوفد ) بأنها أي السعودية  هي  المسئولة حصريا عن الملف العراقي وهي التي تقرر السياسات العربية إزاء العراق.. ولكن  جاء الرد المصري مخيبا لآمال عادل عبد المهدي بالرغم من انه على دراية بالموقف السعودي الداعم  لإياد علاوي كمرشح  لرئاسة الحكومة المقبلة.

 

2. إيران وتركيا والحراك العربي :

أ.  يبدوا أن إيران تركز على تحصين حديقتها الخلفية العراقية، وخاصة في ظل الهجمة الغربية المتواصلة عليها  في تشديد العقوبات تارة  وقرع طبول الحرب التي تحرض عليها إسرائيل تارة أخرى . وكلاء الغرب في المنطقة وخاصة بعض الأنظمة العربية يجهدون جهدا كبيرا لمحاربة إيران في بلاد الرافدين.من خلال الحراك السعودي ألأردني المصري وعلى أكثر من مستوى مالي واستخباري وإعلامي للسعي إلى توظيف سُنّة العراق في هذا المسعى. هناك طائفة رأت طهران ـــــ على ما يظهر ـــــ بأن الأسد هو الأقدر على التعامل معها من خلال جعله  المرجعية الصالحة لها. مرجعية تضمن حصول السُّنة، حسبما تصرّ طهران على حقوقهم كاملة من دون الانزلاق إلى مغامرات لا تحمد عقباها تهدد بإخراجهم من المعادلة السياسية العراقية

 

أما بالنسبة إلى الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة فقد فوضت طهران الرئيس السوري باختيار من يرتئي منها بأنه يصلح لرئاسة الحكومة العراقية، معلنة  أي طهران موافقتها المسبقة على هذا الخيار أياً  كان . تفويض جعل من  تركيا  أن تفهم  حيثياته مما جعل بتركيا  أن تنضم إليه علماً أن  طهران ليس لها  مشكلة  مع أي من المرشحين لحكم العراق، وإن كانت تفضل شخصيات موالية لها  على أخرى باستثناء إياد علاوي من هنا فان  الملف الحكومي العراقي  أصبح محصورا  إذا ما نُظر إليه من زاوية إقليمية وأصبح أخيرا في يد الأسد، الذي يتعامل معه ببراغماتية متناهية  لما درجت عليه الدبلوماسية السورية. فالأسماء المطروحة كلها واردة على جدول أعماله. وهو بالتأكيد لا ينظر إلى الأمور على أنها إما أبيض أو أسود ولكن أللعبه باتت  في المساحة الرمادية التي لا بد منها  أن  تبحث عن شخصية تحقق قفزة نوعية لمحور الممانعة لتحاكي المصالح السورية .

 

 أما  ما يتعلق بالدور التركي فيبدو أن  لتركيا دورا كبيرا  في العراق أكبر بكثير مما قد يتخيل له  البعض سواء  كان على المستوى الدبلوماسي أو على المستوى ألاستخباري بالرغم من أن  الأتراك  قد تبنوا ترتيب البيت السُّني من خلال عرابي الكتلة العراقية التي تألفت في منزل وزير الخارجية التركي (أحمد داوود أوغلوا) ولكن  الأخير  أي وزير خارجية تركيا تدخل بنفسه مباشرة لا بل  أكثر من مرة  لحل المشاكل التي واجهتها هذه الكتلة، وخصوصاً  في موضوع اجتثاث المرشحين البعثيين فيها. أن الأتراك لا يتصرفوا على أنهم طرف ولكنهم يريدون علاقة مع الجميع وبما فيهم  الأكراد  ولا يمانعوا  في أي شخصية لترؤس الحكومة، علماً أن علاوي كان حتى لوقت قريب مرشحهم المفضل .. للعلم رجاءا .. ومع  تحيات  هدهد سليمان  من على شجرة  تتوسط  المنطقة الخضراء  .

 

هدهد سليمان / من على شجرة في المنطقة الخضراء





الخميس٠٣ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هدهد سليمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة