شبكة ذي قار
عـاجـل










أخُتتمت بعد ظهر اليوم الأثنين،القمة الخماسية العربية الّتي دعا إلى عقدها الأخ العقيد معمر القذافي رئيس القمة العربية، لبحث تطويرالعمل العربي المشترك شارك في القمة إلى جانب الرئيس معمر القذافي الرئيس المصري حسني مبارك، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر والرئيس اليمني على عبد الله صالح، ورئيس العراق المحتلة جلال طالباني، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وكانت القمة العربية الثانية والعشرون التي أستضافتها مدينة سرت الليبية في "آزار" مارس الماضي قد قررت في بيانها الختامي تشكيل لجنة خماسية من العراق ، واليمن ، وقطر، ومصر، وليبيا ، لدراسة سبل تطويرمنظومة العمل العربي المشترك وتم مناقشة عدة مقترحات من بينها المبادرة اليمنية لإقامة إتحاد عربي بالإضافة إلي إعداد مشروع وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك ولكن ما قيمة هذه القمة الخماسية إذ لم تجدي كل القمم السابقة فمنذ عام 1945 وحتي القمة العربية الأخيرة لم يتغير الوضع العربي فالمواضيع المطروحة علي جدول أعمال القمم العربية هي ذاتها ، تضاف إليها من وقت إلي آخرمصائب ونكبات عربية جديدة ومتجددة فما الذي تغير إذن في الوضع العربي فما زالت إشكاليات الواقع العربي العديدة والمتنوعة عميقة بسبب إتساع حجم وقوة الضغوط الخارجية التي تحاول تأسيس مقومات المشروع الإمبريالي السياسي والاقتصادي الهادف إلي تفكيك كل مقومات النهوض القومي الذاتي في البلدان العربية لحساب المشروع الصهيوني الأمريكي ،

 

إن حال المشاركين في القمة الخماسية التي تمعقدها في الجماهيرية الليبية تدعو إلي الحزن والآسي وهي تجسيد حي علي حالة الوضع العربي الراهن و الذي يمثل حالة العجز الرسمي لهذا النظام المريض الكسيح الذي يحتاج إلي عشرات القمم ولولا تراجع أدوار هذه الدول التي شكلت قاعدة ومناخاً عاماً عبر أدواتها السياسية لما نجحت القوي الخارجية في فرض شروط الإستسلام علي هذا النظام ، وبالعودة إلي هذه القمة التي تُعد بمثابة الدور الثاني للقمة العربية السابقة والفاشلة والتي لم يتحقق من بيانها الختامي أي مطلب والنظر إلي قادة القمة الخماسية التي عُهد اليهم عملية إصلاح منظومة الوضع العربي المشترك يتأكد لنا بأنه لا جدوى من هذه القمة فكيف ينصلح حال هذه المنظومة وهذه الدول تعاني من مشاكل وأزمات خطيرة وتحتاج إلي من يصلح منظومتها الداخلية فكل من الدول المشاركة في القمة لديها كم من المشاكل الخانقة التي تمنعها من ممارسة أي دور عربي أو إقليمي فالأزمات تتلاحق وتتزامن وتتسارع في الشارع المصري إلي الدرجة التي تهدد فيه بإندلاع شرارة المواجهات بين أبناء المجتمع الواحد فهناك الإضرابات والإعتصامات والإعتقالات والإنتحارات والإنهيارات التي تُهدد بانهيار مؤسسات الدولة وإنتشارالفوضي الخلاقة التي بشرنا بها بوش الصغير والشمطاء رايس، كما أن ما يجري في اليمن السعيد والذي لم يعد سعيداً اليوم ليس ببعيد عما يجري علي الساحة المصرية من تدخلات عبثية خارجية بل هو تجسيد حي لما يحدث في كل البلدان العربية من نشوء نزاعات طائفية ونعرات مذهبية وخلافات سياسية وغياب الديموقراطية وعلي الحكومة اليمنية ممثلة في رئيسها علي عبد الله صالح صاحب مبادرة وأقتراح الوحدة العربية وأتحاد الجامعة العربية و الذي فشل في تحقيق أتحاد بين طوائف الشعب اليمني أن يصحح مسار سياساته أولاً في الوقت الذي لا يستمع لصوت الحكمة والعقل في الإستجابة إلي الدعوات التي تنادي بإجراء إصلاحات في مفاصل الدولة وفتح قنوات الوحدة والتضامن الوطني بين الشمال والجنوب ونبذ السياسات القمعية والإستبدادية وتداول السلطة وسماع صوت الشعب والمزيد من الديمقراطية التي تحترم إرادة الشعوب لان القوة العسكرية وحدها والسياسات الانفرادية هي من يهدد أمن الوطن ،

 

أما دولة قطرالتي تشارك في القمة الخماسية لاصلاح المنظومة العربية فمشاركتها مجروحة ومشبوهة لان الدوحة تشارك أيضا في صناعة أحداث وسياسات علي المستوي الأقليمي والدولي مرسومة لها ولكن لن نخوض في تقييم هذه السياسات لاننا لسنا بعيدين عن تلك السياسات، ولكن نتساءل عن الهدف من دعوة الكيان الصهيوني للمشاركة في كل المؤتمرات والمنتديات الكثيرة التي تنظمها قطروكان دائما الحاضر الغائب فيها الدولة الصهيونية وهي من علي شاكلة حوار الأديان ، وصراع الحضارات،وصدام الأبطال،وحديث الطرشان، وخلافه وأسماء وعناوين مريبة وهي أمتداد لمنتديات دافوس العالمية والتي تحاك فيها كل المشاريع الصهيونية نحن لانعيب علي الدوحة القطرية علاقتها الظاهرة مع أمريكا و إسرائيل فكل العرب لهم علاقات مع إسرائيل ولو لم تكن ظاهرة فهي في الخفاء وقطرلا تنكر علاقتها مع إسرائيل بل وتعلن ذلك ،أما آسفة الآسافي وما يثير الضحك وشر البلية ما يضحك هو مشاركة رئيس العراق المحتلة جلال طالباني في القمة الخماسية وهو الذي رفض حضور القمة الدورية الأخيرة في سرت إعتراضا علي أستقبال العقيد القذافي لوفد من فصائل المقاومة العراقية قبيل إنعقاد القمة ، فماذا تنتظر الشعوب العربية من رئيس دولة ومن علي شاكلته نصبتهم المخابرات الأمريكية علي رأس الدولة باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان وارتضوا بان يكونوا سماسرة للأوطان ولائهم لمن يدفع إنهم أمثلة علي الإنحطاط الأخلاقي في زمن أصبح فيه فكر وثقافة الإنحطاط والخيانة والعمالة جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية ،

 

أما الجماهيرية الليبية والأخ العقيد القذافي ورئيس القمة العربية في سرت والراعي لهذه القمة الخماسية وهو دائما كان صانع المواقف التي كان يعبر بها الأخ العقيد عن رفضه للقمم العربية وكان يصفها بعديمة الجدوى ودائما ما كان يعبرعن رثائه للزعماء العرب ويصف حالهم دائما بانهم لاحول لهم ولا قوة وأن قرارت القمم معده سلفا وليست إلا حبرعلي ورق ولم يشاهد للقمم العربية أي أثراًً أيجابيا في حل أي قضية عربية وأن كان مع كل قمة تزداد القضايا وتنعدم الحلول من فلسطين للعراق ولبنان والسودان والصومال وجميعها ملفات مفتوحة لم يتم إغلاق أيا منها ناهيك عن علاقات الجماهيرية الليبية مع بعض الدول العربية فحدث ولا حرج ، فالوضع والنظام الرسمي العربي يعاني من حالة موت سريري و إكلينيكي ويعبر عن إنعكاس الوضع العربي عامة فالأحداث الجارية من خطط ومؤامرات صهيوأمريكية علي الساحة العربية تستهدف المنطقة العربية برمتها وكل هذا يحدث علي مرآي ومسمع من أصحاب الفخامة والمعالي قادة الأنظمة الرسمية العربية الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا متوسلين و تابعين أذلاء ومنكسرين ومنبطحين للهيمنة الأمريكية والصهيونية عن العيش في كرامة وكبرياء ، فماذا يقدم هؤلاء المنكسرين العاجزين والتابعين لامتهم ؟ وماذا ننتظر أن يقدموه لنا بعد كل هذا العجز والخضوع والخنوع ؟

 

فمن قمة إلي خماسية يا قلبي لا تحزن ،ومنذ أن فرطنا في حقوقنا ومكاسبنا بالاتفاقيات والمعاهدات والسلام المنشود وبدأنا نفقد كل سمات الشرف والعزة والكرامة إلي الذل والمهانة ،وإذا لم يتمكن النظام العربي من العودة إلي وحدة الصف القومي والعربي الحقيقي والفعلي ورفض الهيمنة ووقف كل ما يقدمه لخدمة المشروع الأمريكي وتطويق الخلافات والأنقسامات والتواطؤ العربي الذي لا يخدم إلا المحتل والغاصب والطامع فلا قيمة لقمة عربية أو أي قمم بدون قيمة ومبادئ أخلاقية ، ففلسطين يتم ذبحها كل يوم من الوريد الي الوريد وأقصانا مهدد بالهدم والتدمير والعراق مازال محتلاً والسودان في طريقها للتفكيك هذا هو المشهد التعس لحكام الأمة العربية من أصحاب الفخامة والجلالة الرؤساء والملوك والأمراء أصحاب العروش والكروش تشرزم ،صراعات ، ضعف ،إنكسار ،تخاذل الي الدرجة التي أصابتنا بحالة من الفتورواللامبالاة لهذه القمة بعد أن تمزقت الكرامة العربية وجاس أعداء الأمة بإقدامهم أرضنا العربية ومن سلم من إعتداءاتهم العسكرية لم يسلم من تدخلاتهم ومؤامراتهم الدنيئة في شئوننا الداخلية ، يا حكام الخماسية الأمر لا يحتاج مسلسلات أو خماسيات أو سباعيات ، الأمر يحتاج الي إرادة عربية حقيقية لتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية الذي تعطلت فيه أتفاقيات مثل أتفاقية الدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة وغيرها من الأتفاقيات حقا أنها قمة تحتاج الي قمة  .

 

 





الاحد٢٢ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعـــي الـعـربـي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة