شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل تسعين عاما من الان وفي الثلاثين من حزيران 1920 انطلقت شرارة الثورة العراقية الكبرى من رميثة  العز رميثة شعلان ابو الجون  فكانت ثورة عمت كل العراق ، ابلى فيها العراقيون أولوا البأس البلاء الحسن ولقنوا قوات الاحتلال البريطاني دروسا مازالت بريطانيا رغم مرور تسعة عقود تذكره جيدا بالخيبة والخذلان ونذكره نحن ابناء واحفاد اولئك الرجال الذين  سجلوا سفرا خالدا من الملاحم الوطنية رجالا ونساء بأجملّ معاني البطولة والسفر المجيد.

 

وقد قرأت يوميات تلك الثورة كما اوردها الراحل شيخ المؤرخين السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه ( الثورة العراقية الكبرى ) وقرات ايضا كتاب المستشرق الروسي ( ثورة العراق التحررية عام 1920 ) فكانت تلك الوقائع والمواقف ونزالات الشرف ما يعتز به كل عراقي اصيل . ورحت أستزيد من المنهل الجهادي لرجال العراق وثواره الأشداء وأرتشف من ذلك النبع الوطني الدفاق واحفظ بعضا من اهازيج رجال الثورة والماجدات امهات المقاتلين والتي مايزال العراقيون يتغنون بها.

 

وكان لصلة الأرومة والعشيرة بالاستاذ الفاضل غازي فيصل حفيد الشيخ الثائر شخير الهيمص  اثرها في اطلاعي على  الكثير من تلك الاهازيج  فقد اطلعني اخي وزميلي الحاج غازي على الكثير منها هوسة التحدي ( يالترعد بالجو هز غيري ) التي خاطب بها الشيخ والثائر عبد الواحد الحاج سكر طائرات المحتل البريطاني عندما حلّقت منخفضة لأرهاب المقاتلين ..أما الثائر الكبير الشيخ شعلان أبو الجون فقد أطلق هوسته الجهادية التي أشعلت نار الثورة المجيدة( حل فرض الخامس كوموله) فقد حلت ساعة الجهاد،  وهكذا سرت اهازيج الحماسة وشعر المقاومة في كل أرجاء العراق وكان لكل عشيرة حميّتها ومهاويلها ونخوتها وفخرها بالتحدي والنزال الكبير.. ومنها كانت هوسة عشائر البو سلطان الزبيدية المشهورة ( احنه الخطينه الملعب واحنه النلعب بيه) والكثير الكثير من هذه الهوسات التي عبرت عن صدق الانتماء للعراق وكانت محفزا للثائرين على مواصلة مسيرة الجهاد ضد المحتل  واعوانه حتى اوقعوا به الخسائر الكبرى.  

 

واليوم وفي الذكرى التسعين لثورة العشرين يشخص التساؤل اين احفاد اولئك الرجال الصيد ؟ واين نخوتهم والمحتل منذ اكثر من سبع سنين جاثم على صدور العراقيين ؟   اين احفاد محمود الحفيد الذي جاء من شمالي الوطن ليقارع المحتل البريطاني حتى قال احد المهاويل (ثلثين الجنة الهادينه وثلث لكاكه احمد ورجاله)؟

 

واين ابناء العمومة من زبيد البو سلطان احفاد شخير وعبود الهيمص وأين من يقتدي بشعلان ورحّوم الظالمي وغثيث الحرجان وعلوان الياسري وكاطع العوادي وضاري المحمود وثوار عشائر العراق المجيدة.. ايعقل ان لايسمع صوت الثورة من جديد في مضارب العزة والشمم والأباء وقد جبل الرجال على مقاتلة المحتل الغازي وقدموا كواكب الشهداء لترتفع البيارق ويعلو نشيد النصر مثلما كانوا مثابة عالية للثورة والثائرين ؟ .

 

واين الظوالم من ظلم المحتل واعوانه ؟ ، واين كل عشائر العراق عربية كانت ام كردية وغيرها؟  واين رجال النخوة الذين ربت الامهات وأرضعت حب الوطن ليوم المحن والدفاع عن الأهل والعرض والكرامة؟  ، اليس في ذكرى ثورة العشرين ما يحفز الغيرة اليعربية ونخوة الدين والوطن كي نعلن جهادنا ضد المحتل وكل الذين اغتالوا الحياة فيه ؟

 

الذين تربصوا بنا ليفرقوا وحدتنا بدعوات الطائفية المقيتة والعرقية اللئيمة وارادوا بالعراق  واهله الشر وتعاونوا عليه ، فلماذا لم نتعاون على البروالتقوى فان البرّ بالوطن صنو للبر بالوالدين والتقوى تفرض الدفاع عن تراب الوطن الغالي والجهاد فرض من الله القوي المكين ناصر المؤمنين .

 

 ورحم الله شاعرثورة العشرين الشيخ الدكتور محمد مهدي البصير حيث قال :

ان ضاق يا وطني علي فضاكا    فلتتسع بي للامام خطاكا

هب لي بربك موتة تختارها     ياموطني  أولست من ابناكا

 

 





الاثنين١٦ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة