شبكة ذي قار
عـاجـل










وردتني من صديق عزيز رسالة جوابية على مقالة كتبتها في ''الوطن'' وأرسلتها إليه ضمن من أرسلتها إليهم، يقول الصديق في رسالته: ''إن تنظيم القاعدة يعترف بأنه وراء هذه التفجيرات التي يذهب ضحيتها الأبرياء، وأنت يا أبا زمن تعتبرها بطولية، وتبشرنا بأنها لن تنتهي أو تتوقف.. لا أدري ما الذي أصابك، ومن يحرضك أو يدفع لك لقاء هذه المقالات الغريبة عن أهلك وناسك المخلصين والمعادين للاحتلال، ولكن ذنبهم أنهم فرس مجوس وصفويون مصيرهم النار في الدنيا والآخرة.. سامحك الله''! انتهى.


لا أدري كيف فهم هذا الصديق، الذي لا أشك في وعيه مقالتي، هل أنه فهمها على وفق ما يريد ثم افترى عليّ ما ليس فيّ..
العجيب أن هذا الصديق من المثقفين أو المناضلين القوميين السابقين، وممن تبؤوا مناصب رفيعة في عراق ما قبل الاحتلال، فهل أنه لم يفهم ما أكتب بسبب أنه تحت تأثير حياة ما تحت الاحتلال، وتحت تأثير الضخ الإعلامي للمحتلين وأزلامهم وأدواتهم..


إني مازلت أعد هذا الشخص الذي جاءتني منه الرسالة صديقاً، ومازلت أعده مناضلاً قومياً، على الرغم من أنه لم يقل شيئاً ضد الاحتلال، وكل ما فعله، كما يتناقل كل من يعرفه، أنه أفشى أسرار دولة كان يخدمها بعد سيطرة المحتلين على بغداد مباشرة ومن دون فاصلة زمنية، حتى لو كان أمدها يوماً واحداً على الأقل، ولا نقول أربعة أشهر وعشرة أيام، ولذلك فإني لن أعير ما كتبه إليّ أية عناية، لأني أعدّ كل حرف كتبه غير شرعي، ذلك لأنه لم يتربص بنفسه (أربعة أشهر وعشراً)، كما قال جميع من يعرفه.


هل واضح من مقالتي التي يرد عليها هذا (الصديق)، أني أدافع عن تنظيم القاعدة الذي عاث قتلاً وتفجيراً وإرهاباً بالعراق والعراقيين؟..
أخبروني فقد خلط هذا الصديق الأوراق كلها أمامي، ويريدني أن أقتنع بأني مدافع عن الإرهاب والإرهابيين..


ولماذا فهم الجميع من مقالتي بأني أعدّ تنظيم القاعدة ناتجاً من نواتج الاحتلال، إلا هذا الصديق العلماني القومي المناضل الذي خاطبني بلغة أمقتها وهي اللغة الطائفية، وهو أول من يعرف اعتزازي بكل عراقي، مهما كان توجهه ومعتقده، حتى الذين يساندون الآن أجندة المحتل عندما يتوبوا من ذلك.


وهل هذا (الصديق) يذكر أني مددت يوماً يدي إلى جهة معادية لبلدي، وتسلمت منها لكي أكتب ضد شعبي، كآخرين هو أعلم بهم؟.. وهل أني كتبت يوماً بتحريض من أحد وقد نيفت على الأربعين عاماً مع الورقة والقلم.


أنا ضد الإرهاب الذي يمارس ضد شعبي في أي مكان، وأؤمن أن رصاصة توجه إلى مُصلٍّ في جامع، أو شرطي في شارع، أو فلاحين في مزارع، هو إرهاب سافر وأنا ضده، ولكني لا أعتبر توجيه السلاح ضد المحتلين إرهاباً، وأهزأ بقانون مكافحة الإرهاب الذي تطبقه وزارة الداخلية في العراق، عندما يطبق ضد المقاومين للاحتلال.


إن لبّ ما كتبته في المقالة التي يردّ عليها الصديق المناضل القومي الذي أحترم تاريخه السابق هو ''وظهر لهم أن النظام (القمعي المستبد) كان يحميهم من القتل، وأن الحكومات التي نصبها الاحتلال، منذ التاسع من أبريل تذبحهم وتفجرهم ولا ترعى فيهم إلّاً ولا ذمة''.


ثم قلت مختتماً مقالتي: ''لن تتوقف التفجيرات في العراق، والعراقيون جميعاً يعون ذلك، ويعون أن المحتل إذا لم يُطرد، فإن أجندته ماضية في إيذائهم، ولن أتحدث عن الغزو الإيراني لأني واثق أن هزيمة المحتل الأمريكي في العراق تعني هزيمة إفرازاته كلها.. وهذه الهزيمة على الأبواب.. ويوم يهتف العراقيون بصوت واحد: (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) آت لا ريب فيه''.


فأين الدفاع عن القاعدة التي تحرضني وتدفع لي، كما يقول؟.
سبق أن تحدثنا عبر الماسينجر -أنا وهذا الصديق- عن الإرهاب وقتل الأبرياء في الجوامع والشوارع وأماكن العمل، وأسمعني نقداً لاذعاً ومقذعاً لكُتّاب المقاومة وكاتباتها، لأنهم لم يهللوا لمن نصبهم المحتل حكاماً يسومون شعب العراق سوء العذاب، وكان رأيي، الذي طرحته له أن يستحضر عقليته السابقة قبل الاحتلال عندما يقرأ لعراقيين شرفاء يناهضون الاحتلال ولا يقرأها بالعقلية التي تكونت له بعد الاحتلال، ولكنه بدأ يقرأ مقالاتي بالعقلية نفسها التي حذرته منها.


أقول لهذا الصديق؛ اتق الله، فإذا كنت أنت تعبت من النضال في سبيل تحرير وطنك، لأنك بلغت من الكبر عتياً، فلا تضع العصي في عجلات من يحب وطنه ويسعى إلى تحريره، بسبب أنك ربما لا تستطيع أن تفعل شيئاً..


وفي الجعبة أشياء كثيرة يحين الوقت لقولها إن شاء الله

 

 





الاحد١٥ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة