شبكة ذي قار
عـاجـل










كل شيئ في حياة الافراد والاقوام قد يعلل حدوثه للمصادفة والقضاء والقدر، لكن أن يتكرر حدوث الامر ذاته ولعدة مرات فهذا ينفي ذاك الاحتمال، ويجعل كل ذي لب متأكد ان الامر خيار وتكليف، خصوصا عندما يكون الامر متعلقا بارادة خالق الخلق ومالك الملك ورب العالمين فذلك يصبح حقيقة مطلقة، لو رجعنا الى الكتب المقدسة وما وردنا في التاريخ و حفظه لنا المؤرخون وما اكتشفه الانسان من كنوز الحضارات والاثار في ارض العرب وادي الرافدين ووادي النيل وارض سبأ وحضارة العرب في المغرب العربي، لوجدنا ان رسالات السماء ظلت ملازمة لهؤلاء القوم منذ الخليقة، لا اريد ان ابدأ من ابوي البشرية ادم ونوح عليهما السلام فينقدني احد، فيقول بان الفترة التي تكتب عنها تخص منشأ البشرية ولم يكن قد تكونت الاقوام والامم، ورغم قناعتي بان الله سبحانه جعل ابوي البشرية آدم ونوح في ارض العرب وأن يتركا اثارهما في أرض العرب ليبقى العالم يحترم العرب كونهم يحتظنوا رفاة اجدادهم ويجلوا ارض العرب التي منها انحدروا. ولكن لنبدأ من ابي الانبياء ابراهيم عليه السلام أول من جاء بالحنفية الحقة (التوحيد) وعلم الناس مناسكهم اين ولد وترعرع وبدأ التبشير بدين الله والتوحيد له وأنذر الناس من عبادة الاصنام وقصة مبعثه وتحريق امبراطر الدنيا في ذلك الزمن له واردة في الكتب المقدسة واوثقها القرآن الذي قال الله فيه (انا نزلنا الذكر وانا له لحافظين) ومن تبعه من الانبياء والرسل وصولا لخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين محمد الصادق الامين صلى الله عليه وسلم وعلى الانبياء والرسل اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.

 

نعم لقد تلازم مبعث الانبياء والرسل ونزول الكتب المقدسة بلغة الساميين العرب منذ نشأت الخليقة، وهذا يعني ان الله سبحانه وتعالي قد اختار هؤلاء القوم لحمل رسالاته المقدسة الى العالم اجمع، وهذا يعني ان الله فطرهم وخصهم بسمات ومواصفات تجعلهم مؤهلين لحمل هذا الحدث العظيم والرقي الاخلاقي والقيمي للعالمين، نعم لابد لحامل الشيء المقدس ان يكون زكيا طاهرا رافضا للفاحشة والمنكر محبا للخير مجبولا على مكارم الاخلاق التي اولها المحبة والتسامح والسلام والرأفة والتروي والكرم ومساعدة المضطر والمحتاج واجابة المستنجد ولهفة المضطر والصدق في القول والالتزام بالعهد والوفاء بالوعد والتعلم وطلب العلم وغيرها من صفات التحضر، وهذا ما جبل الله العرب عليه، تلك الصفات التي جعلت العرب يسبقوا البشر في التمدن والحضارة في بداية التاريخ الانساني والنشوء الحضاري، لكن انسلاخ العرب عن الالتزام بتلك القيم التي تكونت فيهم بمنة وفضل من الله ضيعوا انفسهم، فلم يكن كفر كثير منهم وانحرافهم الديني هو سبب ضياعهم، ولو كان هو السبب لظلت الاقوام الكافرة والمشركة دون حضارات وابداعات وهذا ما ينافي الحقيقة، لكن تخلي العرب عن فطرتهم التي جبلهم الله عليها من الصدق والتمعن والتبصر بكل شيئ هو الذي ضيعهم وأفرقهم عن ماضيهم التليد، فاول معالجات يقظتهم والتوجه لنهوضهم العودة بقوة وسرعة الى قيمهم الحضارية التي ذكرناها.

 

اقول هذا وادعوا الله الصلاح لي ولكم ولسائر المؤمنين واخص العرب، لا تعصبا معاذ الله ولكم ايمانا واحتسابا، لأن الله العليم الخبير اكد في القرآن ان القرآن عربي والنبي الخاتم عربي وقد ورد هذا التاكيد بشكل مباشر اثني عشر مرة وبشكل غير مباشر سبع مرات والجميع يعلم بقدسية هذين الرقمين عند المؤمنين،فقد ورد التاكيد المباشر على عروبة القرآن في السور يوسف الاية 2و الرعد الاية 37وابراهيم الآية 4والنحل اللآية103وطه الاية113والشعراء الاية195والزمر الاية 27وفصلت الاية 3 والاية 44 والشورى اللآية 7 والزخرف الآية 3 والاحقاف الآية 12، ووردت بشكل غير مباشر في السور البقرة الآية 151 وآل عمران الآية 164 والجمعة الآية 2 والانبياء الآية 10 والمؤمنين الآية 71 وص الآية 4 وق الآية2، فان صلح العرب صلح الناس جميعا، وبهذا فاني احمل العرب مسؤولية مضاعفة يوم الحساب حيث سيسألون عن سبب اختلاف الناس والقرآن وسنة المصطفي عليه وعلى آله صلاة الله وسلامه بلغة العرب وهم الاقدر على فهمها وتبيانها للناس بالموعظة الحسنة والحوار بالتي هي أحسن، وما هو دورهم وسيعهم في ذلك، وقد أمر الله المسلمين بذلك، وشرع لنا ان (لا اكراه في الدين).

 

هذا الامر  الرباني استوعبه البعث فجعل الرابط في ادارة الدولة هو المواطنة، وان الانسان حر في معتقده الديني ومرجعه المذهبي، فقال بعلمانية الدولة ولكن ان يبقى الاسلام والتشريع الرباني هو المصدر الاساس في تشريعها لاي موضوع يخص الحياة خصوصا المسائل الاجتماعية، وأكد البعث انه كحزب عربي حزب ايماني ومناهض للكفر والشرك والاستانة بالاديان وشرائع السماء ولكنه ليس حزبا دينيا، أي انه حزب دعوتي وبذلك يكون حزب فئة من الامة مهما كان نسبة المسلمين او غيرهم بل هو حزب الامة كلها، لهذا ولصحة منهج البعث ومعالجته الناجعة لتعدد ديانات ومذاهب مواطني الامة، استهدفه الاشرار فتآمروا عليه فكريا وتنظيميا وعملوا على اغواء بعض من ضعفاء الايمان والطاريئين على الانشقاق عنه بحج واوهام متعددة بغية تقويض بنائه المتين والمتماسك، لحرمان الامة من طليعة واعية صادقة المنهج والبرنامج، وما قانون اجتثاث البعث الا حلقة عدوانية ارهابية وجريمة فكرية ضد الانسانية وحرية الانسان والشعوب في اختيار منهجه الفكري الذي يحترم الآخرين، يراد منه اجتثاث نهضة الامة وبرنامج نضالها لتحقيق طموحاتها، وللآن البعث كفكر ايماني وحزب قائم على الايمان ومناهض للكفر والشرك فهم يعتبروه امتدادا لقيم السماء واستلهاما منها وهو ما يعادوه ويعتبروه عدوهم الاول.

 

فالبعث يعتبر الامة العربية جسدا روحه الاسلام، فاجتثاث البعث كحزب ايماني قومي حضاريحامل برنامج نهوض الامة الانساني لم يكن استهدافا من باب العداء له كحزب سلطة بل كان بسبب كونه حزب امة واجتثاثه يعني اجتثاث امل الامو وضميرها وطليعتها، فالبعث اضافة لمنهجه الفكري الايماني يتمسك بالاسلام كدين سماوي ومنهج متكامل للحياة، فالبعث يدرك ان الاسلام له فضل على العرب كامة صاحبة رسالة من خلال:

 

1.  تعميق الاديان لانسانيتها، لو فهم الدين فهما ايمانيا كما اراده الله للبشر بانه دعوة للهدى والتوحيد والعبودية الحقة للخالق، وهو في ذات الوقت دعوة للخير والفضيلة والمحبة والتسامح والسلام والحوار والايمان بالشراكة ضمن الوطن بين المواطنين، وفي الكون بين الامم والشعوب والتعامل بين البشر والحواربين الناس بالتي هي احسن، واعتبر البغي والمنكر والفحشاء والاستغلال والكراهية والعنصرية من كبائر الذنوب المهلكة والتي تخلد الفرد في عذاب مهين.

 

2.  حفظ لغة العرب ووحدتهم الفكرية والثقافية، ووتفضل على الامة بالزام عموم المسلمين بتعلم لغتها وهذايعني نشر ثقافتها، حيث اوجب الله ترتيل القرآن وحببه لهم وجعله عبادة يجزى المؤمن عليها، وهذا تكريم للعرب .

 

3.  شرف الله العرب بمحمد الصادق الامين معلم البشرية ورحمة الله لها وشفيعها يوم لا ينفع مال ولا بنون، وشرفها بحمل رسالاته للعالمين، أي ان تكون داعية الخير والايمان والسلام، وناقلة البشرية من الظلمات الى النور بمشيئة الله.

 

4.  امرهم بالعلم والقراءة التي هي طريق العلم والمعرفة وسبيل النهوض والتقدم، فهو سبحانه وتعالى يأمر نبينا وحبيبنا وشفيعنا بالقراءة قبل ان يأمرة باي تكليف آخر، فقد كانت الكلمة الاولى والامر الاول لسيد الخلق (اقرأ) قبل ان يقول له اسجد او ادعو.

 

5.  دعى العرب الى مكارم الاخلاق والى التكافل والتضامن والوحدة والتمسك بالحق وعدم انتهاك حقوق الاخرين، سواءا فيما بينهم او مع الاقوام والشعوب الاخرى، وهذا يضعها على الطريق الصحيح لبناء اجتماعي وانساني عظيم يجعلها سباقة بين الامم في كل مجالات الحياة.

 

6.  امر هم بالوحدة وعدم الفرقة، ومنّ عليهم بالالفة فيما بينهم ان هم تمسكوا واعتصموا بحبل الله، وهو الهدي والايمان والتمسك بالفضيلة.

 

7.     وعدها وعموم المسلمين بالنصر ان هي التزمت بما امر به وعملت به.

 

لهذا يحاول اشرار وكافري الكون ووليهم الشيطان ان يفصلوا بين العروبة والاسلام، ولهذا استهدفوا البعث العربي الاشتراكي لانه حزب الامة المؤمنة واحدى مبادئه الاساسية في نهجه القومي يعتمد علة مقولة القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله (العروبة جسد روحه الاسلام)، وقول القائد الشهيد ضدام حسين (نحن مع الايمان وضد الكفر ولكنا لسنا حزبا دينيا) والعدوان الارهابي لحلف الشر يريد فصل العروبة عن الاسلام لانه يعتبر تلازهما الخطر الاكبر على منهجه الباغي الشرير، والله على رد كيدهم لنحورهم لقدير.

 

ان اعلان كل قوى الكفر والارهاب والفاشية الباغية الحرب على كل الانسانية متمثلة بالاسلام والعرب في المقدمة، لانهم يعرفوا اكثر من كثيرين من المسلمين أو التأسلمين ان الحرب على الاسلام وكل اديان السماء لا يمكن ان تؤتي بالنتائج التي يبغونها، الا باستهداف حاضن الفضيلة والقدسية وحملة الرسالة وجندها، امة العرب فهم حملة رسالات الهدى والخير والنور، لان جمع الكفار قد فهموا الترابط العميق والرباني بين العرب وتلك الرسالات المقدسة، فالعرب هم حملة الاسلام وجنده ومادته، وان الرسالة الخاتمة التي جاءت مصدقة لكل ما سبقها ومهيمنة عليها اي تفوقها في دعوة الخير والهدى والتوحيد والفضائل وتزيد عليها في الاحكام والتشريع الاجتماعي والحياتي، عربية النشأة والاحكام والمبعث والنبي والقرآن، نعم ان الاسلام هكذا القرآن عربي ومحمد عربي واحكام الاسلام وتشريعاته وامثاله وقصصه ومعظم احكامه عربية، فلابد أن تكون الحرب عليه وعلى الفضيلة الربانية والفضائل والقيم الحضارية الانسانية، أن تكون حربا عليهما معا اي على العرب والاسلام، ولآن العراق في وضعه الذي تحقق من خلال التزاوج الكامل بين الشعب في العراق رائد الحضارة والابداع والبعث كطليعية ثورية جهادية تمثل ضمير الامة وتستمد فكرها وبرنامجها من قيم واحكام التشريع الرباني الذي يمثل الاسلام تمامه ومنتهى صورته العظيمة، كما ارادها الله للدين لتجسيد قوله تعالى (اني جاعل في الارض خليفة)، كان ذلك العدوان الذي يمثل أعلى مراحل الارهاب والبغي والفاشية والعنصرية باستكبار ومكر سيئ، فسبحان رب العرش القائل (استكبارا في الارض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله) صدق الله العلي العظيم سورة فاطر من الآية 43. اللهم اعز الاسسلام والمسلمين وانصر العراق على القوم الكافرين، انك سميع مجيب.





السبت١٤ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة