شبكة ذي قار
عـاجـل










●    المؤتمر الوطني تنظيم كرتوني تقوده (شلة) ...!!

●    شعار وحدة جاذبة غير صحيح والسودان كله منفر

●    الحركة الشعبية (بيدها) وحدة أو أنفصال السودان

●    الامريكان يخططون لتفكيك البلاد الى دؤيلات وربطها عبر دولة كونفدرالية

●    القوانين المقيدة للحريات مازالت سارية!!

●    الحكومة لا تلتزم بالاتفاقيات..!!

●    نيفاشا تنفيذ .. لا املاءات خارجية!!

●    رفضنا الانتخابات (حتى لو جاءت مبرأة من كل عيب)!

 

كيف تنظر أو تقيم حصاد الاحزاب التي شاركت المؤتمر الوطني في الحكومة أو حتى التي شاركت في الانتخابات؟
كل الاحزاب التي وقعت اتفاقيات مع الحكومة وحتى الحركات المسلحة نراهم يصرحون يوميا ويقولون ان الحكومة لم تلتزم بتنفيذ هذه الاتفاقيات , والصراع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في تنفيذ اتفاقية نيفاشا التي تحظى برعاية دولية هو خير شاهد على ذلك,.. النظام يوقع اتفاقيات مع الاحزاب والحركات بهدف احتوائها وليس بهدف اشراك القوى الوطنية في اتخاذ القرار السياسي لحل ازمات الوطن..

 

اذا كان التغيير دائما يأتي بالانتخابات.. لماذا رفضتم المشاركة فيها باعتبارها العملية المثلى لتداول السلطة سلميا؟

- نحن نرفض هذه الانتخابات (حتى لو جاءت مبرأة من كل عيب).. ولم نرفضها لمجرد تحفظاتنا على التعداد والتسجيل والمفوضية , واختلفنا في ذلك مع بقية الاحزاب التي قررت ان تشارك, ثم بدأت تتحفظ على التعداد, المفوضية والتسجيل, ثم انسحب بعضها اثناء عملية الاقتراع, ولكن نحن رفضنا الانتخابات منذ البداية وقلنا لا انتخابات بلا حريات, الانتخابات لا تعني التحول الديمقراطي بقدر ما انها تتويج للتحول الديمقراطي, ولذلك نحن نرى ان الحريات اولا ثم الانتخابات ثانيا, ونحن في حزب البعث نعتقد ان اتاحة الحريات وتأمين الحقوق الاساسية للشعب اهم من الانتخابات وبالنسبة لنا الانتخابات نشاط موسمي كل (4) سنوات لتشكيل مؤسسات يسعى التنافسون لها لتداول سلمي للسلطة.. وهو هدف لا نرفضه ولكن لا نهتم به اساسا.. وتريد حريات لشعب السودان بحيث يكون المواطن قادرا على التعبير وتنظيم نفسه في كل الاوقات..

 

لماذا تعتقد ان الانتخابات غير مهمة والحريات اهم؟

-لاننا نعتقد ان الشعب الذي يتمكن من انتزاع هذا الحق قادر على ان يواجه الفساد والظلم الاجتماعي وكل انواع الانحرافات, ولنا شواهد في ذلك . وحتى في ظل الديمقراطية في العام 1988م كانت هناك جمعية تأسيسية منتخبة ولم يطعن احد في نزاهة تلك الانتخابات. ولكن مع وجود هذه المؤسسة ووجود حكومة انبثقت عنها خرج الشارع في ديسمبر 1988م ليفرض ارادته على تلك الحكومة عندما رأى ان تلك الحكومة المنتخبة ديمقراطيا من قبل الشعب اصدرت قرارات لا تعبر عن ارادته ومصالحة.. وسميت تلك التظاهرات بانتفاضة ( الخبز والسلام) وبالتالي نحن نريد حرية للشعب بحيث يمتلك حريةارادتة في مواجهة السلطة اذا كانت منتخبة او غير منتخبة. نحن لا نعتقد بأن هناك تغييرا قد حدث ونعتقد ان نظام الانقاذ مستمر على ذات نهجه منذ عام 1989 م  وأن الخلاف بين البشير والترابي قد افسح هامش للحريات, وهذا الهامش ظل موجودا قبل وبعد نيفاشا يتسع احيانا ويضيق احيانا اخرى كما حدث الان باعتقال الترابي واستدعاء فاروق ابو عيسى وتقييد الصحف بالرقابة, لكن النظام هو النظام في جوهره وفي سياساته وممارساته ,وما يهمنا هو العمل على توعية شعبنا وتنظيمه ليس على الصعيد الحزبي فقط وانما تنظيمه ايضا في مواقع العمل حتى يستطيع انتزاع حقوقه.. وفي هذه الحملة لتوعية الشعب نسعى ان يتجاوز شعبنا القوى الطائفية والرأسمالية المرتبطة بالغرب وغيرها, والتي لا تشكل في حال تغيير المؤتمر الوطني تغييرا جوهريا وحقيقيا , ولا نؤمن بأن هناك بديلا لذلك..

 

وما العمل اذن؟

العمل هو ان نعمل على توعية الشعب وتنظيم صفوفه, بحيث يسعى الشعب لانتزاع حقوقه, ولا توجد قوى تستطيع ان تفرض وصاية على هذا الشعب, واية قوى تتوهم انها قادرة على قيادة الشعب من خلال الوصاية ومصادرة الارادة لن تكون في خدمة الشعب,بل سوف تجد نفسها في خندق مضاد للشعب وبالتالي تحمي ظهرها من خلال الاتكاء على قوى خارجية على حساب البلد.

 

السودان يمر بمرحلة مفصلية في تأريخه وانفصال الجنوب حسب المراقبين واقع لا محالة لكن انتم كحزب سياسي وحدوي.. هل ستتمتعون بالمناظر فقط ام تكون لكم كلمة وفعل؟

طبعا كما نشاهد ان حزب البعث العربي الاشتراكي قبل مؤتمر جوبا وفي اثنائه وبعده, يولي قضية الوحدة الوطنية اهتماما كبيرا باعتبارها من الثوابت, وفي حملتنا لمقاطعة الانتخابات طلبنا من القوى السياسية المعارضة ان تكرس جهدها لقضية الوحدة بدلا ان تشارك في انتخابات لا جدوى منها. ونحن نعتقد ان قضية الوحدة قضية مصيرية واساسية ومنذ البداية رفضنا قرارات مؤتمر اسمرا في العام 1995م الذي دعا لحق تقرير المصير للجنوبين وانتقدنا كذلك اتفاق نيفاشا الذي تضمن حق تقرير المصير ايضا, وقلنا ان هذا انحراف عن الثوابت الوطنية وتفريط في وحدة السودان. ونعتقد ان هذا الاتفاق هو تنفيذ لاملاءات اجنبية تسعى لتفتيت هذا البلد وتوحيده في كونفدرالية وهذا المخطط مطروح منذ العام1973م وهو تفكيك السودان لدويلات وتوحيده في كونفدرالية, فهو مخطط قديم ومعلن للاسف الشديد بل ويتجدد اعلانه بين فترة واخرى, ومع ذلك نجد ان كثيرا من القوى السياسية في البلد وعلى رأسها المؤتمر الوطني تسعى للانسجام مع هذا المخطط من خلال الفدرالية.. يضحك ويقول:( هو بلد موحد لماذا تحوله لبلد فيدرالي؟) فالبلدان المنقسمة اصلا عندما تريد ان تتوحد تبدأ بوحدة فدرالية املا ان تتحول مستقبلا لوحدة حقيقية, ولكن لم نر بلداموحدا فكك اقاليمه وحولها لدولة فدرالية , وهذا لم يحدث في التاريخ الا في بلدنا هذا ...ولذلك انتقدنا اتفاق نيفاشا في هذا الجانب وظللنا نقول: ان هذه القضية (الوحدة) هي التي تقرر اي تحالف حقيقي يقيمه حزب البعث مع اي قوى سياسية اخرى, بل وخاطبنا قيادات القوى السياسية بمن فيهم ابناء شعبنا من الجنوب وقياداته بأن شعار وحدة جاذبة شعار غير صحيح لأن السودان كله منفر وطارد..

 

واذا كان هذا حال كل السودان فمن المستحيل ان تتحق وحدة جاذبة للجنوب او الشرق او الغرب او الوسط,وان مسؤولية توحيد البلد في اطار وحدة جاذبة هي مسؤولية الجميع ولا يمكن ان نترك هذه المسؤولية للمؤتمر الوطني ونقول: اذا فشل المؤتمر الوطني في تحقيق وحدة جاذبة فاذن على السودان السلام وعلى كل اقليم ان يذهب الى حيث يريد ..وبالتالي نحن نرى ان الوحدة مسؤولية كل السودانين من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال, ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب, واذا كان السودان يعاني من أزمة حقيقية فمسؤولية كل ابناء شعبنا ان يخرجوه من هذه الازمة ولكن القول بأن هناك ازمة ولا يوجد امل في حلها ونخرج بجزء من السودان .. فهذا يتسق مع مقولة:( كان دار أبوك خربت شيل ليك منها شلية) وهي مقولة خاطئة. والصحيح(كان  دار ابوك خربت عليك ان تعمرها)..!!

 

برأيك كيف تفسر الادوار التي تقوم بها الحركة الشعبية.. فهي ركن اساسي معكم في مؤتمر جوبا المعارض؟

دور الحركة الشعبية كما نامل هو توعية المواطنين ودفعهم نحو تحقيق الوحدة. فالاتفاقية اعطت حق تقرير المصير حصرا  لابناء شعبنا من الجنوب, وكأنما هذا القرار لا يمس شعبنا في الشمال ....الاحزاب السياسية التي تنضوي تحت لواء تجمع جوبا ليست بيدها سلطة.. ولديها فقط قوة الكلمة وقوة الرأي.. والمحك هو في مدى فعاليتها في انفاذ هذه الكلمة وتأثيرها على من يحق لهم الاقتراع لتقرير مصير هذا البلد وليس تقرير مصير الجنوب فقط.. والذي سيقرره الاستفتاء هو مصير السودان ..ان يكون دولة واحدة او دولتين , ولا تستطيع القوى السياسية ان تفعل شيئا غير ذلك, واذا كان الامر بيد الحركة الشعبية وحدها لهانت المسألة فالقرار في الجنوب عند الحركة الشعبية فهي اذا قررت الوحدة , فسوف تكون نتيجة الاستقتاء هي الوحدة. واذا قررت الانفصال,  ستكون نتيجته الانفصال..

 

من خلال سلوك الشريكين الحركة والمؤتمر الوطني.. هل تعتقد انهما وحدويان..ام انفصاليان؟

المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اعترفا بان اتفاق نيفاشا تم نتيجة املاءات خارجية, اي ان هذا الاتفاق قد فرض عليهما, وهذا الاتفاق الذي سيقرر مصير البلد لم يعرض على شعب السودان.. لا باستفتاء ولا بغيره بل ضمن في الدستور الانتقالي وحتى لم تتح الفرصة للقوى المؤسسة للحركة الشعبية او المؤتمر الوطني لابداء الرأي حول هذا الاتفاق فهو مفروض من قبل دوائر صغيره في كلا الحزبين خضعت لاملاءات خارجية وبالتالي صار بلدنا خاضع للاملاءات الخارجية وهذه القوى الخارجية سيكون لها تأثير كبير في قرار.. هل سيستمر السودان موحدا ؟..

 

تحدثت عن املاءات.. لكن سألتك عن سلوك الشريكين من خلال ما تراه وتشاهده؟

المسألة بعد نيفاشا اصبحت فوق ارادة الحزبين.. واذا جاز لنا القول وسمينا المؤتمر الوطني حزبا, فان كل الدلائل تشير الى ان المؤتمر الوطني هو اطار لتنظيم كرتوني تقوده نخبة هي التي تتخد كل القرارت وليست لقواعده دور في اتخاذ القرارات , وهذه ظهرت بشكل واضح في الانتخابات الاخيرة. حيث ان اغلبية الولايات والمحليات والدوائر التي اجريت فيها انتخابات في مجالس الشورى لاختيار المرشحين كان يتم اختيار شخص عبر الشورى الا ان العناصر المتنفذه داخل الحزب  كانت تفرض شخصا اخر.. وكذلك هذا يحدث داخل الحركة الشعبية وبالتالي الحديث عن مؤسسية داخل الحزبين حديث غير صحيح, واعتقد ان الذين خضعوا للاملاءات الخارجية في نيفاشا سوف يخضعوا لهذه الاملاءات فيما يتعلق بانفصال او وحدة السودان.

 

هؤلاء الذي تقول بأنهم فرضت عليهم املاءات.. هم وحدويون ام انفصاليون في سلوكهم؟

لا .. هو الامريكان مخططهم واضح وهو تفكيك السودان وربطه عبر دولة كونفدرالية..وهذا يعطيك الاحتمالين في ان واحد, احتمال انفصال او وحدة(مشروطة) والان الجنوب  دولة قائمة بذاتها ولكن دستوريا هي جزء من السودان.. واذا قرروا وحدة مشروطة اي ان الجنوب يصير دولة ويرتبط برباط ضعيف مع الشمال ..هذا جائز...

 

من خلال الواقع..اي من الاحتمالات وارد؟

- الواقع ادواته متعددة..اذا كان الشعب هو الذي يعبر عن الواقع وبشكل خاص المواطنين الذين يتواجدون في مناطق التماس بين الشمال والجنوب نجد ان هؤلاء ليست لهم  مصلحة في الانفصال لان تفتيت البلد سيعرضهم لمشاكل كبيرة جدا , ولان التداخل كبير في هذه المناطق , وكذلك فان لفك عروة الوحدة بين الشمال والجنوب مخاطر كبيرة على ابناء الشعب في الشمال والجنوب, فاذا كانت القضية فعلا بيد الشعب لما طرح احتمال الانفصال (البتة) والى الان الاصوات التي تجهر بالانفصال سواءا في الجنوب او الشمال هي اصوات ضعيفة وهي غير قادرة على التصريح بذلك علنا لانها تعرف بانها تعبر عن افكار تتعارض تماما مع مصالح الشعب في الشمال والجنوب..!!

 

الساحة السياسية تشهد اعتقالات لقيادات معارضة مثل د.الترابي.. فماذا تفسر ما يحدث, وما هي رسالتكم للحكومة في هذا؟؟

- ان ما حدث يؤكد مصداقية وصحة موقف حزب البعث عندما طالب بمقاطعة الانتخابات, وانه لا يمكن اجراء انتخابات في ظل استمرار القوانين المقيدة للحريات والسالبة لحقوق الشعب.. وان المشاركة في الانتخابات يضفي مشروعية على هذه القوانين بينما المقاطعة كان يجب ان تركز على هذه القضايا, والغريب في الامر ان التعديلات التي جرت على قانون الامن الوطني كي يتواءم مع مرحلة التحول الديمقراطي كانت اكثر قمعية من القانون قبل تعديله اي اعطته حتى حق الحجز على الممتلكات والاشخاص والمصادرة. وهذا حق قانوني لدى جهاز الامن الوطني,والامن لديه حقوق الشرطة والقضاء والنيابة العامة..وهذه القوانين هي اس البلاء وعلينا ان نسعى لالغائها والا فلا غرابة في ظل سيادتها ان تجرى اعتقالات.. واذن الكلام عن تحول ديمقراطي غير صحيح .. توجد قوانين قمعية سائدة الان تتعارض مع الدستور الانتقالي الذي يتيح الحريات..ومعروف كقاعدة فقهية انه لا يجوز اصدار قانون يتعارض مع الدستور,وكل قانون يتعارض مع الدستور يعتبر باطلا. ولذلك قلت لك انفا ان الانقاذ هي الانقاذ ولم تتغير لا فترة انتقالية ولا ما بعد الانتقالية فهي ذات الانقاذ وعلينا ان نناضل من اجل انتزاع حقوقنا في الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة..

 

بأي طريق يكون هذا النضال؟

بالنضال السلمي.. وليس لدينا خيار اخر..فهم لا يحتملون النضال السلمي..ولا يحتملون ان يخرج الشعب في مسيرة سلمية.. اذن النضال السلمي مؤثر ولو لم يكن مؤثرا لما فرضت هذه القيود عليه..وكما اسلفت ان قوة الفكر وقوة الكلمة قوتان كبيرتان اذا اقترنتا بارادة شعبية منظمة فهي قادرة على تغيير اي نظام..

وما هو النظام..هم بشر لكن هم قلة متحكمة ومتسلطة على الاكثرية الساحقة من الشعب.

والشعب اذا شحذ همته قادر على ان يغير المعادلات.. ويغير كل القوانين السالبة للحقوق..





الجمعة١٣ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب امين سر حزب البعث - قيادة قطر السودان .. علي الريح السنهوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة