شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد قرأنا العديد من الظواهر الشاهدة في مجال السياسة  للدول والآثارَ السلبيةَ لتسلّط بعض دعاة الفوضى الخلاقة والحروب ومستغلّيّ المؤسسات الديمقراطية والعواطف الشعبية التقليدية؛ ورأينا في الساحة السياسة الدولية نمطَ القطب الواحد المتسلِّط، والذي بات وجوده خطراً كبيراً على سائر مجتمعات المعمورة ودولها لا مجرد مجتمعه (هو) ودولته! بل ماأحدثه من دمار كما في العراق وأفغانستان كنموذجين


وقرأنا في التاريخ، ورأينا في واقعنا اليوم،
كيف يتحوَّل الدينُ من رحمة وتسامح وخلاص للشعوب إلى نقمة وتبعية ذليلة لا بسبب الدين ذاته (أياً كان) وإنما بسبب ممن جعلوا الدين مهنة يرتزق منها …!


فمن أين إذن جاءت مشكلة  الهيمنة بل الاستبداد في الدين وتحويله إلى دائرة ضيقة فكرا وتطبيقا…!

لقد جاءت مشكلة الهيمنة من تسلّط بعض ذوي الأفق الضيق والصدور على رقاب الناس، وفرْض منطقهم الشاذ واختلاق البدع التي توارثوها نقلا كذبا وافتراءا عبر مئات السنين وغرسها في نفوس السذج والأميين والبسطاء  وهم يمثلون وسطاً خصباً لهذه  الظاهرة الدخيلة والبعيدة عن كل مأتى به الإسلام الحنيف على تلك المجتمعات بمستضعفيها أو جاهليها!


أما كيف وصل أولئك "
الأشرار الشياطين الانتهازيون" "المتسلِّطون" إلى ما هم عليه من بنية نفسية وتركيبة ذهنية وقدرة على تسلّق المراتب واعتلاء المناصب من آيات الله وآيات وحجة الإسلام وغير ذلك واستغلالها أبشع استغلال فهو مفتاح الحل!


وللوصول إلى هذا المفتاح ومن ثم حل المشكلة علينا أن نقف أولاً، أو أن نبدأ، بتحديد هوية "المريض نفسياً" و"الشاذ إنسانياً"، والذي يشعر بعقدة الذنب أو
عقدة أوديب   ثم بالإجابة على أسئلتنا السالفة، فمن ثم الشروع بحل المشكلة!

أقول:


يُعرَف هذا المريض المهووس، أول ما يُعرَف
، بحمى العمى البصري والفقر الوجداني والخلل الفكري. أيْ، وبعبارة واحدة: بشذوذه الإنساني! فهو أي مايسمى رجل الدين الطائفي حصراً وهذا ينطبق على شياطين قم والنجف… يرى :
- يَرى أنه على حق وغيره على باطل. . وهذا الأمر يسري على البسطاء والسذج ووصل الحد بهؤلاء المنافقين ادعاءه انه
يتحدث
مع النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ما يسمى المهدي المنتظر ..


- يعتبر أن منطقه هو المنطق السليم، وأن منطق غيره عكس ذلك! أي يكفرون أي فكر يتناقض معهم
- يعتقد أنه
أي السيستاني ومن على شاكلته الوحيد ــ الذي يعلم العِلم اليقيني، أو عِلم الحقائق الكبرى والصغرى،  ولا يجوز لأحد أن يجادل بل التحدث بهذا لكي لايفقد البركات والرحمة والشفعة عند النبي صلى الله عليه وسلم  وأن غيره يجهل ذلك العِلم أو يتجاهل ما وصل إليه من حقائق!


- يظن أنه ــ وحده ــ مَن يملك القرار، وهو الآمر الناهي حتى ولو كان بعيد عن واجهة الأنظار كما يحدث الآن عندما يتم مراجعة
حوزة النجف وشيطانها بكل قرار يخص مصير العراق كما   وأنه صاحب الحق بتصنيف الناس بناءً على ما يعتقده (هو) أنه حق له حيث تلقاه عن رب السماء وأصحاب الشأن في ذلك المجال، الذين خلقنا اللهُ لأجلهم ولأجل أنْ يكونوا أصحاب شأن!!


ولِبيان شخصية "هذا
المريض المهووس والشروع بمعالجة المشكلة التي سبَّبها وشكَّلها علينا أن نبحث من أين أتت أفكاره الثابتة وقناعاته الزائفة؛ ثم من أين أتت سلطة الدين وزعامة المتسلِّطين؟


أتت هذه الأفكار السقيمة والقناعات الزائفة ــ بدايةً ــ من جهل المقتنع بها والبيئة التي نشأ وعاش فيها، ثم مِن خبث مَن روَّج لها ونشرها، ومن ثم من خبث صاحبها الجديد نفسه ومرضه هو أو من غيّه وضلالته!


وأتت هذه السلطة،
وهذه الزعامة، من إرهاب الناس واستضعافهم، أو من استغلال جهلهم، فتمَّ اللعبُ على أوتار العاطفة الدينية  واستُعملت الشعاراتُ البراقة وأُطلقتْ الوعودُ الزائفة!


فإذا كانت هذه هي حالة المتسلِّطين المتخلفين الذين وجدوا في استغلال الدين لتمرير حقدهم وعنصريتهم وسد النقص الذي يشعرون به  ، الذين يمتطون الدينَ أو السياسة للوصول إلى مآربهم الخبيثة  وهنا نقف لحل مشاكلنا بسببهم، فكيف يمكننا الخلاص منهم ومن مشاكلهم ومخلَّفاتها؟


يمكننا الوصول إلى ذلك بمعالجةٍ مبنيَّة على محورين أساسيين، أيْ: بخطيّ عملٍ ينطلقان من نقطتين متقابلتين ويسيران نحو جهة واحدة (نقطة في الأعلى وأخرى في الأسفل تتجهان نحو المركز الواحد)، هما:
محور، أو خط، يعالج حالة المتسلِّط المهيمن. ومحور، أو خط، يعالج حالة القاعدة الشعبية المنصاعة لذاك المتسلط وأفكاره الشيطانية. ويتم ذلك عبر
تعرية "المريض" المتسلِّط ، وكشف أمره (زيفه  أو جهله وضلالته)، وعبر العمل على تضييق دائرة ضرره المعنوي والمادي دون الاجتهاد بمحاولة هدايته إذ معظم الحالات ميؤوس منها، وهل السيستاني ومن لف حوله وخامنئي وعصابته يمكن أن يهتدوا …!؟؟؟  والقابل للهداية يحتاج إلى الدافع الذاتي لتغيير الحال، وهو ما ستوفره الظروف الجديدة لمَن رغب بالقيم الإنسانية المثلى.


ويتم ذلك أيضاً عبر نشر ثقافة جديدة أساسها التنوع والاعتدال والحريات  غير المخلّة باستقرار الشعوب والمجتمعات، وغير ضارة بمصالحها الكبرى الخاصة بالهوية  الوطنية والمصير، والمواطنة  وبالأساليب الهادئة والفاعلة والمؤثرة، وهذا   سيحقق أمرين ضروريين. هما: وعي الشعب لذاته الإنسانية العظيمة ولحقوقه الشرعية والقانونية ولواجباته الإنسانية والدينية، و: تخلُّص الشعب  من أولئك المتسلِّطين أو من فكِرهم المريض على الأقل، وكخطوةٍ أولى!


فما هو الطريق الأمثل و الأنسب لتحقيق ذلك؟
الطريق الأنسب لذلك هو إيجاد المنابر الحرة والأرضيات الخصبة لهذه الانطلاقة فأن الإنسان هو أولاً وأخيراً، فالإنسان: الفرد والمجتمع، هو الغاية!
وعلينا أن نكون واقعيين وعقلانيين في طموحاتنا  فنبدأ من أنفسنا وأُسرنا،  ثم بالقرى والمدن   قبل الخارج الذي يدعي الحكم بالديمقراطية والأسس الإنسانية بينما يحكم بالحقيقة بسياسة التدجين والتضليل الداخلية وبسياسة نهب الثروات واستعباد الشعوب الخارجية.


وفي وطنٍ عظيم كالعراق صاحب أعظم حضارة عرفتها البشرية وطني الذي أعرف وأُحب ــ وكل وطننا العربي  والإسلامي خير  وبطليعة ثورية ونخبة واعدة وصادقة كالتي نكتنزها هنا،
وبقيادة رشيدة حكيمة كالتي فقدناها.. يمكننا الانطلاق بأقل زاد.


وعبر وسائل كثيرة تتقدمها مواقع انترنت  واعية، وعبر عمل إنساني اجتماعي رفيع، يتحقق ما نصبو إليه بعون الله وإذنه ونعيد مجد العراق العظيم بعد أن نكون قد تخلصنا من فايروسات شياطين تلبسوا بالدين صدفة واستخدموه لأهوائهم الضعيفة
فماذا بقي لكي ننطلق ونحقق مانصبوا إليه …؟


بقي أن نُعِدَّ أنفسنا لكل  صعبٍ ويسير فلا نأبه بكثرة العراقيل التي حتما ستضع أمام مسيرتنا، بل نعمل بجدٍ وإخلاصٍ لتخطّيها، ولا نضعف أمام قطعان الغوغاء والفاسدين لأنهم سيكونوا أكثر جبنا أمام تقدمنا


إذاً، علينا أولاً أن نُخْلِص النية ونشحذ الهمة ونُعدَّ العدة دون مزايدات  ونعمل بالمتيسر ولا ننسى الطموح  ولا نتأخر أبداً بالانطلاق. فمن يقاتل بشرف يستحق المجد


انطلاقٌ لا يكون بعده سكون حتى تحقيق الهدف وبلوغ المأرب، فالارتقاء به وتطويره والمحافظة على المُنجَز إلى ما شاء الله (ما أبقانا اللهُ أحياءً) وختاماً أقول
هذا ماتعلمناه من مدرسة البعث العظيم ولقائده الهمام الشهيد المجاهد صدام حسين …

 

وأنا بانتظار أي تعليق وملاحظة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

سيف الدين احمد العراقي - باحث في القانون الدولي الخاص





الاثنين٠٩ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين احمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة