شبكة ذي قار
عـاجـل










حين شرعت الكتابة لم يدر في خلدي تناول هذا الموضوع رغم ما ينطوي عليه من أهمية بالغة ، لأهمية  المتحقق من خلاله لوطننا الغالي العراق ، ولمئات الآلاف من المواطنين العراقيين من مختلف إرجاء الوطن ، ولأعداد كبيرة من الدول والمنظمات والحركات السياسية والنقابية والصحفية وغيرها  ، ولآلاف من الشخصيات العربية وغير العربية على مستوى المعمورة ،  والتي لم يسمح للإعلام الرسمي بتناولها حينها  لاعتبارات متعددة رغم توثيق أغلبها ، وان انجازا بهذا المستوى  وبعد ما غدر بوطننا  واغتيل قائده جهارا نهارا واتلف كل ما هو موثق لعظمة هذه الثورة والقيادة ، لا يمكن إلا ان يرى النور ، ليطلع عليه أبناء وطننا وامتنا وليعلموا بأي قائد كانوا قد نكبوا ،  وليطلع عليه النظام العربي ليعلم بعضهم بأي أخ سند لهم قد فرطوا ، وقطعا لا يمكن إلا ان نكون مقصرين في الشروع لتنظيم جمعه وتوثيقه خدمة للحقيقة ولأجيال امتنا لاتساع حجمه واتساع ساحة مجالها وغزارة تنوعه ، ومؤكد ان حجما بهذا المستوى من الأداء والمقابلات والعلاقات لا يمكن إلا ان تحشد له كافة الإمكانات بغية التمكن من تحقيق ما يمكن تحقيقه ، وتقديمه كمادة اعتزاز لكل إنسان شريف  وجد في أداء الرئيس الشهيد ما يعتبره منارا يهتدي به ويقتدي خطواته ،  ولإكمال الصورة البهية والتي كثيرا ما راهن على تشويهها أو عدم اكتمالها كثيرين ممن لهم المصلحة في تشويه صورته حاشاه  رحمة الله عليه ورضاه ، والتشبث الجدي للحيلولة دون ذلك  وبأية صورة كانت تخدم هدفهم ، بيد ان عدم تجميع هذا الكم من النشاطات المشرّفة لهذه اللحظة لا يمكن ان يحول دون توثيقها والسعي لتجميعها، وأملنا كبير وأكيد باستعداد اغلب المعنيين بالأمر ممن سبق وان حضوا بمقابلة للسيد الرئيس الرمز الشهيد صدام حسين برفد من سيتشرف بمعالجة هذا الملف والاهتمام به ، وان تكون مواقع الجهاد النوافذ التي من خلالها يتم استقبال آراء ومعلومات المعنيين بالأمر أو غيرها وحسب خطة عمل المكلفين بهذه المهمة الشريفة، وان يتولى مكتب الإعلام القومي الإشراف على هذا الملف ومتابعة انجازه وبالخطوات وبالآلية التي يراها معجلة في انجازه وبدقة ،  وحقيقة  حين شرعت الكتابة كان مشروعها محاولة تسليط الضوء على القيمة الحقيقية لفلسطين والشهادة من اجلها في فكر الرئيس الشهيد والتي سيصار لإكمالها وفقا لهذا المشروع ، ولكن وأنا أطالع ما كتبه السيد صلاح المختار بحلقات مقالته الموسومة   )  رسائل التبصير : كشف ألغام التحرير - الرسالة السابعة لغم ( توحيد البعث ) (  استوحيت منه هذه الفكرة لما تطرق له من موضوع مهم وأساس في الحياة الداخلية للحزب ألا هو وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية ، والتي كان للرئيس الشهيد القدم المعلى وبمعية عدد من رفاقه في القيادة القومية والقطرية والأجهزة المكلفة بانجازها معالجة أكثرها حساسية وهو موضوع تنظيم العراق للمنشقين عن الحزب عقب انقلابهم العسكري في سوريا وألإطاحة بسلطة الحزب وبالشرعية الحزبية من خلال ضرب القيادة القومية وتعيين قيادة بديلة ، بعد استلام حزبنا للسلطة في العراق  بثورة 17ـ30 تموز 1968 .

 

أن يقود السلطة حزب البعث العربي الاشتراكي ، وهناك معارضة له استعرت بعد استلامه لها تنشط تحت اسم حزب البعث العربي الاشتراكي فهذا أمر غير وارد ، والتي أفضت إلى قيام الرمز الشهيد بإعطاء أوامره باستدعاء من له علاقة بتنظيم المنشقين وتخييره بين ترك العمل مع المنشقين ، أو العودة للحزب بعد ان يقدم نقدا ذاتيا لمسيرته التنظيمية غير القويمة وان يخضع لشروط العودة ، أو خياره البقاء مع المنشقين وهو في ذلك عرضة للمسائلة القانونية ، وفي هذا تفاصيل عديدة كم تمنيت لو ان السيد المختار قد أماط اللثام عنها وعن دور الرمز الشهيد في معالجة هذا الموضوع الشائك والهام ، وما اتخذ من خطوات إجرائية وحوارات فكرية  ومقابلات شخصية عديدة ، والنتائج التي أفضى لها ، وحين يستشهد السيد المختار بوضع قد عاشه وتطرق له بجرأة وصراحة ، فأن مستواه المتقدم حين ذاك جعله ملما بكل التفاصيل المعلنة وغير المعلنة التي اتخذت لمعالجة هذا الموضوع بهدي من المبادئ والحرص على عدم خرقها والحيلولة دون أي إجراء قد يشكل سابقة تؤذي وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية ، ونتمنى على السيد المختار تخصيص حلقة خامسة من مقالته المنوه عنها لتسليط الضوء على ما أشرنا له ،  

 

وبتقديري المتواضع فأن لهذا ألموضوع ( الانشقاق عن الحزب ) من المعالجات الميدانية والنظرية الشيء الكثير وآخرها وليس أخيرها ما صرح به شيخ المجاهدين المعتز بالله أبا احمد بمعرض إجابته على تساؤلات مجلة ( المجد ) والمنشور مقتبسا عنه تاليا  ، وتقديري ان الموضوع لا يعني الحزب بأي شيء لان من خرج متجاوزا على أطره التنظيمية لا عودة له بأي صورة كانت إلا عودته كخاطئ اعترف بذنبه وقدم نقدا ذاتيا لمساره الخاطئ والقسم على معاودة عمله وفقا للمبادئ والأسس التنظيمية والفكرية التي حددتها مؤتمرات الحزب ، وعلى  الأرض في ساحة المواجهة والجهاد ليس هناك لأي مستوى من الحضور الميداني بأية صورة كانت لمن خانوا الحزب والمبادئ ولم ولن يشكلوا أي هاجس يذكر كي يشكل تناول ذلك ضرورة لا بد منها ، كما انه  لم يحصل طلية مسيرة الحزب النضالية والتي امتدت أكثر من ستة عقود ، ورغم تعدد حالات التمرد ( ولا أريد تسميتها بالانشقاق ) أية إعادة لأي تكتل كان قد عمل على ضرب شرعية الحزب وتجاوز على أطره التنظيمية والأخلاقية  بالصميم ، وإنما العودة اقتصرت على المستوى الفردي ووفقا لشروطها المعروفة  ،  وهنا وان أعطيت رأيا سريعا فلان  الموضوع ووفقا لما ذكرت قد عولج مركزيا من قبل الأمين العام للحزب ولان موضوع مقالتي  الأساس هو الفكرة أعلاه  ، وفيما يلي ما تحدث به ألامين العام للحزب شيخ الجهاد المعتز بالله أبا احمد نصره الله :

 

بغداد في ١٧ حزيران ٢٠١٠

عنه / غفران نجيب

 

اقتباس من رسالة المجاهد المرابط عزة الدوري إلى رئيس تحرير صحيفة المجد:

 

أحييك مرة أخرى يا فهد العروبة الوفي الصادق الشجاع ، أما موضوع سؤلك وحرصك المفهوم والمشكور سلفا عن وحدة الحزب ثم وحدة القوى الوطنية ؟ أقول إن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب ثوري تقدمي كفاحي وأن نشأ نقول تضحوي بطولي يقوم بنيانه الداخلي على أساس دستوره ونظامه الداخلي ثم مجموعة تقاليد وأعراف وقيم مثل ترتكز جميعها على تجربة غنية امتد عطاؤها اثنين وستين عاما لقد ظهر فيه جواسيس وهم قلة قليلة ،وظهر فيه خونة وهم قلة قليلة ، وظهر فيه متآمرون وهم ليسوا بالقليل على امتداد تاريخه الطويل ، وظهرت فيه انشقاقات صفت جميعها إلى مواضع الردة أو الخيانة . لقد عالج البعث جميع هذه الحالات والظواهر وفق نظامه ودستوره وتقاليده وأعرافه فلم تزده على امتداد تاريخه إلا قوة وصلابة وتجديدا وتثويرا لمسيرته الكفاحية بالإضافة إلى ذلك فنحن اليوم لسنا أحزابا حاشا لله نحن حزب البعث العربي الاشتراكي الواحد وهو الذي يقود المسيرة الكفاحية لشعبنا المجيد ويقدم أغلى التضحيات وهو في العراق في ساحة الصراع جميع أعضاء قيادته الميدانية الباسلة وجميع كادره وأعضائه وأنصاره المجاهدين وجميع أعضاء قيادة الجهاد وما عدا ذلك فهي عناوين فقط خارج العراق منهم الخائن ومنهم المرتد ومنهم الجاسوس ومنهم الذي ينفذ برامج العدو للمساهمة في حملة الاجتثاث وليس لها وجود في الداخل وجميعها تقع في إطار مشروع اجتثاث البعث والهدف منها تحقيق أمرين أساسين:-


الأمر الأول :- التشويش على حقيقة البعث ومسيرته ثم محاصرته.
الأمر الثاني :- الوصول إلى وحدته الداخلية الحقيقية للنيل منها.


أرجو أن تعلم إن مقتل الحزب في قتل وحدته الداخلية وفي تدميرها وتدميرها يتحقق بالتجميع والترقيع وان أساس وجوهر صلابتها ومتانتها هو بتطهيرها من الخبث الذي قد يعتريها ويحيط بها في مثل هذه الانعطافات الخطيرة من مسيرة الحزب حيث يواجه فيها الهزات العنيفة، فالصورة التي تراها أيها الرفيق وكأنها أحزاب للبعث هي الأتي لا غير وقد تعامل معها الحزب فورا وبدون تأخير وفق سياقات العمل في حياته الداخلية التي تؤطرها مبادئ الدستور والنظام الداخلي وتقاليد الحزب وأعرافه فمن هؤلاء الذين ذكرت عناوينهم قد خانوا حزبنا علنا وعلى رؤوس الإشهاد إذ اتصلوا بجهات أجنبية وخارجية فوقعوا تحت طائلة أحكام دستور الثورة وقوانينها ، ثم أحكام النظام الداخلي للحزب وكل هذه المراجع الحزبية والرسمية تحكم على هؤلاء بالطرد من الحزب مع عقوبة الإعدام وعلى رأس هؤلاء الخائن الجاسوس محمد يونس وزمرته والقسم الأخر منهم قد ارتد عن الحزب عقيدة ومنهجا منذ عقود طويلة واصطف مع أعداء الحزب من المتآمرين عليه عراقيين وعربا وأجانب، فجاءوا جميعا تحت مظلة الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية وليس إيران الجارة المسلمة المسالمة لجيرانها العراق والعرب الذين حملوا إليها رسالة السماء التي أنقذتها من ظلمات عبادة النار وعبادة الإنسان لأخيه الإنسان إلى نور عبادة الواحد الأحد إلى نور الحرية والتحرر إلى نور ألأمن والأمان، فساهموا في تدمير العراق وقتل شعبه وفي طليعة الشعب مائة وسبعة وعشرين ألف بعثي شهيد من رفاق البعث الشامخ الصامد المجاهد المنتصر، أما عدا ذلك فيحكم التعامل معهم النظام الداخلي ، وعاد إلى الحزب من المتسربين منهم المئات وفق هذا النظام وهو ان يقدم تقريرا للحزب يشرح فيه سبب انقطاعه أو عدائه أو انحرافه وينتقد نفسه ويعتذر للحزب ويطلب العودة

                                                                    

رفيقكم

المعتز بالله

خادم الجهاد والمجاهدين

القائد الأعلى للجهاد والتحرير

الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

الثلاثاء ٢١/٠٧/٢٠٠٩





الاحد٠٨ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة