طالب قادة في حكومة بغداد وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” إبقاء القواعد
العسكرية الأمريكية، الموجودة في البلاد، في مشهد يؤكد على التواطؤ الحكومي مع
الاحتلال الأمريكي، وإصرارها على تواجده.
جاء ذلك خلال لقاءات أجراها “بومبيو” في بغداد وأربيل، بعد زيارة مفاجئة للعراق أمس
الأربعاء، لم يعلَن عنها سابقاً، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن “هذه المناشدات التي جاءت من قبل حكومة بغداد، تأتي في
أعقاب القرار الأمريكي القاضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا”.
وتابعت، أن “زيارة بومبيو للعراق تؤكد مجدداً على طبيعة التحدي الذي تواجهه الإدارة
الأمريكية في سبيل إقناع الشركاء الإقليميين بقرار سحب القوات الأمريكية من سوريا،
وتخفيض مستوى تلك القوات في أفغانستان”.
رئيس الحكومة “برهم صالح” الذي استقبل بومبيو، قال إن “بلاده ستحتاج لدعم الولايات
المتحدة، معرباً عن امتنانه للوجود العسكري الأمريكي المستمر منذ سنوات، مبيناً أنه
تنظيم الدولة هزم عسكرياً، غير أن المهمة لم تنتهِ” على حد قوله.
وأضافت الصحيفة، أن “بومبيو تجاهل سؤالاً لمراسل صحفي عن مدى التزام الولايات
المتحدة الحفاظ على وجود عسكري في العراق، مؤكداً على أن محادثاته في بغداد كانت
تركز على عملية تشكيل حكومة بغداد”.
وفي زيارته السرية للعراق خلال احتفالات أعياد الميلاد نهاية العام الماضي،
وتحديداً بقاعدة “عين الأسد” غربي العراق، ذكر الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” أن
“قرار سحب قواته من العراق غير مطروح حالياً، وأنه سيكون هناك انسحاب مدروس ومنظَّم
للقوات من سوريا، مع الاحتفاظ بالوجود الأمريكي في العراق، لمنع عودة التنظيم،
وحماية المصالح الأمريكية، ومراقبة إيران”.
وفي هذا الصدد، تؤكد”وول ستريت جورنال” على أن “هناك 5500 جندي أمريكي في العراق،
يقدمون المشورة والمساعدة والتدريب للقوات الأمنية في العراق، مؤكدةً على أن للقوات
الأمريكية في العراق بنية تحتية كبيرة؛ فقد عادت هذه القوات إلى العراق عام 2014،
بعد انسحابها عام 2011، وذلك في إطار الحرب على التنظيم، الذي كان قد استولى على
نحو ثلث مساحة العراق”.
والتقى “بومبيو” خلال زيارته المفاجئة للعراقَ، الرؤساء الثلاثة: عادل عبد المهدي
رئيس الوزراء، وبرهم صالح رئيس الحكومة، ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان، كلاً على
انفراد.
وعن هذا اللقاء، تقول الصحيفة، إن “المسؤولين العراقيين يشعرون بالقلق من أن يؤدي
أي انسحاب للقوات الأمريكية من العراق إلى خلق فراغ قد يستغله تنظيم الدولة، في وقت
لم يستبعد فيه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، نشر قوات عراقية على طول الحدود مع
سوريا، لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة”.
مطالبات القادة السياسيين في حكومة بغداد، لوزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”
إبقاء القواعد العسكرية الأمريكية في البلاد، تؤكد على التواطؤ الحكومي مع المحتل،
الذي نهب ودمر البلاد سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
|