أقدمت القوات الحكومية على طمر وتجريف الآلاف من بحيرات الأسماك التي تّعد مصدر
رزق 80% من سكان مدينتي التاجي والطارمية، ضمن ما يعرف مناطق حزام بغداد وذلك تحت
حجج أمنية واهية وتبريرات باطلة، حسب سكان المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة إن ما يقارب نصف بحيرات الأسماك في مناطق التاجي والطارمية،
والبالغ عددها نحو 2000 بحيرة، قامت القوات الحكومية بطمرها تحت حجج أمنية واهية،
زاعمةً أن هذه البحيرات تعمل على تمويل أنشطة إرهابية.
من جهتهم فنّد مواطنون من مدينتي الطارمية والتاجي ما تحدّثت به القوات الحكومية
من ادعاءات مؤكدة أن حجج الحكومة كلها كاذبة، وأن الهدف الحقيقي هو تهجير السكان من
هذه المناطق لاستكمال مخطط التهجير الطائفي الذي تعمد إليه حكومات بغداد.
وقال أحد شيوخ مدينة الطارمية، في حديث صحفي إن مدينة الطارمية اشتهرت منذ عام
2005 بتربية الأسماك حتى أصبحت المورد الرئيسي لآلاف العائلات، كما أنها تدرّ
أموالاً طائلة لأصحابها، لافتاً إلى أن “75% من الثروة السمكية في العراق مصدرها
بحيرات الأسماك في مناطق التاجي والطارمية.
وأضاف “القوات الحكومية تقوم مؤخراً، متمثّلة باللواء 22، بطمر مئات البحيرات
وإجبار المواطنين على إخلاء بحيراتهم من الأسماك ما تسبّب بخسارة أصحابها آلاف
الدولارات، حيث تُقدّر خسارة حوض السمك الواحد ما بين 5 – 10 آلاف دولار “، مشيراً
إلى أن “هذا القرار يأتي ضمن سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها القوات
الحكومية ضد أهالي القضاء، والضغط عليهم من أجل ترك منازلهم وأراضيهم التي فيها
الخير الوفير”.
واستدرك إن “معظم المشاريع التجارية والزراعية والحيوانية ضُربت في مناطق حزام
بغداد بسبب المضايقات الأمنية المستمرّة وعمليات الابتزاز التي يتعرّض لها سكان تلك
المناطق، ما دفع البعض منهم إلى إغلاق محالهم التجارية وحقول الدواجن أو نقلها إلى
مناطق أكثر أمناً”.
ودعا مواطنون حكومة بغداد إلى “التدخّل العاجل لإيقاف قرار طمر بحيرات الأسماك
الذي أصدرته قيادة عمليات بغداد؛ لأن هذا القرار له نتائج سلبيّة، خاصة على المستوى
الاقتصادي”.
ويعاني قضاء الطارمية، الذي يُعدّ واحداً من أكبر أقضية حزام بغداد الستة، منذ
الغزو الأمريكي على العراق عام 2003، من سيطرة الجماعات المسلّحة التي تظهر تارة
وتختفي تارة أخرى، كما عانى في الآونة الأخيرة من كثرة الانتهاكات التي ترتكبها
مليشيات منضوية تحت مسمّى الحشد الشعبي وبغطاء حكومي.
وشهد قضاء الطارمية طوال هذه الفترة انتهاكات كثيرة وجرائم كبيرة أجبرت مئات
العائلات على النزوح، إلا أن معاناة المدينة غُيّبت إعلامياً بسبب منع القوات
الحكومية الإعلاميين من الدخول إلى الطارمية؛ لكيلا تُكشف الجرائم البشعة التي
ترتكبها هذه القوات بحق المدنيين الأبرياء.
|