دفعت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق منذ
إحتلاله من قبل الأميركيين عام 2003، الكثير من أبنائه إلى العمل في أكثر من مهنة،
لضمان دخل إضافي يعينهم على تأمين تكاليف وإحتياجات أسرهم، ويضمن لهم العيش الكريم.
إلا أن هذا الأمر ليس سهلاً، وغالبا ما يضع الباحث عنه في موقف لا يحسد عليه،
وفقا لما يؤكده وليد خالد (مدرس)، الذي يقول إنه اضطر لشراء سيارة أجرة للعمل عليها
بعد انتهاء ساعات دوامه في عمله الرسمي، مبيناً أن هذا الأمر يوقعه في حرج كبير حيث
يضطر للعمل كأجير لدى طلبته، وأن يقبض منهم ثمن إيصالهم إلى الوجهات التي يطلبونها.
وأضاف على الرغم من أن عمله الثاني يوقعه في حرج متكرر، إلا أنه لن يتخلى عنه
لأنه يعينه على تسديد إيجار منزله في حي المنصور ببغداد، والذي يتجاوز مرتبه
الوظيفي.
بدورها، تؤكد “مها فاروق” أنها اختارت إلى جانب عملها الرسمي امتهان الخياطة، في
حين أن والدتها تعمل خبازة في منطقة الفصل، وسط بغداد.
وتقول أنها موظفة إدارية في الجامعة المستنصرية، إلا أن مرتبها ينفد في الأسبوع
الثاني من الشهر، بسبب مسؤوليتها عن أمها وإخوتها الصغار بعد مقتل أبها بإنفجار في
الباب الشرقي ببغداد قبل خمس سنوات، مؤكدة، أن هذا الأمر دفعها لإمتهان الخياطة
لمساعدة أمها التي تخبز لسكان المنطقة مقابل مبالغ مالية بسيطة.
وتشير إلى أن قدوم إحدى زميلاتها إلى منزلها بالصدفة لطلب الخبز، أدى إلى اكتشاف
مهنتها ومهنة والدتها، الأمر الذي سبب لها إحراجاً في الجامعة، غير أنها تجاوزت
الأمر، موضحةً أنه لم يكن العمل أياً كان نوعه عيباً في يوم من الأيام، إلا أن
الكلمات التي يطلقها البعض هي التي تترك أثراً جارحاً في النفوس.
|