إتخذت القوات الأمريكية إجراءات أمنية جديدة بمحيط المعسكرات والقواعد التي
تتواجد فيها شمال وغرب ووسط البلاد، تضمن بعضها تسيير طائرات مراقبة بمحيط تلك
المعسكرات ، ويأتي ذلك بعد ساعات من تحذير هو الأول من نوعه أصدره البيت الأبيض
أوضح فيه أن “واشنطن ستحمل النظام في طهران مسؤولية أي هجوم تنتج عنه إصابة موظفينا
أو إلحاق ضرر بمرافق الحكومة الأميركية في العراق” ، كما اتهم البيان إيران بعدم
منع الهجمات الأخيرة على القنصلية الأميركية في البصرة ومجمع السفارة الأميركية في
بغداد.
وقال البيان الذي نشره البيت الابيض ، أن “الولايات المتحدة ستحمل النظام في
طهران مسؤولية أي هجوم يسفر عن وقوع إصابات بين أفرادنا أو إلحاق ضرر بمنشآت حكومة
الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “أميركا سترد بسرعة وبشكل حاسم دفاعاً عن أرواح
الأميركيين”.
وقد شهدت المنطقة الخضراء ، ليلة يوم الجمعة الماضي، وبعيد ساعات قليلة من حرق
القنصلية الإيرانية في البصرة على يد متظاهرين، سقوط قذائف هاون بالقرب من محيط
السفارة الأميركية الواقعة داخل المنطقة. ووقعت إحدى القذائف على مسافة قريبة من
مبنى السفارة أعقبها قصف بالهاون أيضاً على مطار البصرة الذي تقع بداخله القنصلية
الأميركية في البصرة، دون أن يسفر الاعتداءان عن أي أضرار بشرية أو مادية.
مراقبون أكدوا في تصريح لهم ، أن القصف الصاروخي الإيراني على موقع لمسلحي الحزب
الديمقراطي الكردستاني الإيراني في بلدة كويسنجق قرب كركوك كان بمثابة رسالة
إيرانية للأميركيين ، حيث لا تبعد قاعدة “كي 1” (K1) التي توجد فيها وحدات أميركية
قرب كركوك عن كويسنجق سوى 71 كيلومتراً، حيث تفصل مدن شوان وطقطق وشيلا بين كركوك
التي تتركز فيها قوات أميركية ومدينة كويسنجق المستهدفة إيرانياً السبت الماضي.
وقال مسؤول حكومي في تصريح صحفي ، ان تحصينات أميركية جديدة في سبعة مواقع
عسكرية توجد فيها قوات أميركية في الأنبار وبغداد وصلاح الدين ونينوى وكركوك. وتشمل
الإجراءات الأميركية تسيير طائرات مراقبة ودوريات استطلاع حول المعسكر .
من جانبه صرح نائب في البرلمان الجديد ، في لقاء صحفي ، أن إيران تستخدم فصائل
مسلحة في المد والجزر مع الولايات المتحدة داخل العراق، وهناك خشية من أن تكون
المناطق المحررة مسرحاً لتحرك مسلح من قبل تلك الفصائل ، و أن الإيرانيين يريدون
إخراج الأميركيين بأي شكل من العراق، ولديهم حالياً نصف البرلمان ملوحين بتشريع
قانون “إخراج القوات الأجنبية من العراق، وحكومة وشيكة التشكيل أيضاً لن تكون بعيدة
عن الإيرانيين”، على حد قوله.
وأشار إلى أن الأميركيين باتوا أكثر جدية في مسألة نفوذهم داخل العراق ، والوجود
العسكري لن يكون قصير الأمد على الأرجح.
|