سقطت كل الاقنعة

عبد الله محمود

ما يجري على شعبنا في غزة وما رافقه من مواقف مخجلة للأنظمة العربية انما عبر بشكل واضح عن حالة التردي والنكوص والانغماس فيما تخطط له الولايات المتحدة والصهيونية العالمية وكانت الانظمة العربية هي المنفذ لمخطط برنالد لويس بتقسيم المقسم وتجزأت المجزأ في وطننا العربي.

ولست هنا بصدد سرد وقائع تاريخية يعرفها القاصي والداني من شعبنا العربي المبتلى بأنظمة العمالة والخيانة والتبعية المقيتة على امتداد ساحة الوطن العربي الكبير

فلولا غزو واحتلال العراق من بعد فرض الحصار الظالم على شعبه وحل جيشه البطل صاحب الامجاد والمواقف القومية المشرفة وقتل وتهجير اغلب كفاءاته العلمية والعسكرية  وخيرة مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي وانهاء دولة البعث صاحبة المؤسسات العريقة وتسليط الشراذم التي جلبهم الاحتلال الامريكي من على ارصفة المنافي  وأقبية التآمر العفنة لما كان الكيان الصهيوني ليتجرأ على شعبنا الفلسطيني الذي قدم لحد الان في غزة لوحدها اكثر من ٣٢٠٠٠ ألف شهيد نصفهم من النساء والاطفال والشيوخ وتدمير كامل للبنى التحتية لقطاع غزة وترك أكثر من مليونين فلسطيني بلا مأوى وغذاء ودواء وحتى المياه الصالحة للشرب باتت نادرة .

ولولا عمالة وخيانة النظام الرسمي العربي لما استمر الكيان الغاصب في تنفيذ جرائمه ضد الفلسطينيين من السابع من تشرين الأول الماضي إلى اليوم والتي فاقت كل جرائم النازيين ولولا المال العربي لما تمادى هذا الكيان الغاصب في تلك الجرائم.

إن ما تتعرض له غزة الصامدة وصمة عار للنظام الرسمي العربي الذي هرول مسرعاً لأوامر أمريكا بالتطبيع مع العدو الصهيوني حفاظاً على كراسي حكمهم بل إن التمثيل الدبلوماسي الذي ارتقى لمستوى السفارات يعكس حالة التردي والخذلان وخيانة ثوابت الامة لقد عرت احداث غرة كل النظام الرسمي العربي وبانت عورات الحكام العرب باعتبارهم موظفين صغار لدى الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وهم اليوم يفاخرون بمستوى العلاقة مع الكيان الصهيوني بلا خجل أو وجل.

مجداً لشهداء العراق والأمة العربية..

والنصر لشعبنا الفلسطيني الصابر والخزي لكل الأنظمة المتخاذلة في الوطن العربي.