شبكة ذي قار
عـاجـل










مع إطلالة يوم المرأة العراقية ويومها العالمي السنوي

د. ياسين شاكر العبد الله

 

تحتفي الشعوب والأحزاب والقوى الوطنية والقومية والعالم أجمع  في أوائل آذار من كل عام بهذا اليوم الذي يؤسس إلى اعتبار أن المرأة هي أساس نجاح المجتمعات وتقدمها وازدهارها، لأنها تشكل الجزء الأكبر من سكان العالم فهي الابنة والأخت والأم والزوجة، وتشكل عمود البيت الوسطي لكل عائلة وبيت، فهي المسؤولة عن مشاركة الرجل وهو يواصل السير في حياته من أجل غد مشرق مزدهر يوفر من خلاله العيش السعيد لأبنائه ليحيوا حياة الرفاه والعزة والكرامة بعيداً عن الفقر والفاقة والعوز المؤدي إلى التخلف والمرض والعاهات الجسمية والعوق النفسي، وتوفير مستلزمات الحياة التي تجعل منهم أبناء نافعين يساهمون في بناء أوطانهم وازدهارها، في العلم والمعرفة والتفوق في مجالات الحياة، ولو عدنا للوراء سنرى أن المرأة العربية مرت بظروف قاهرة وصعبة، فقد كان المجتمع يمارس وأد البنات بسبب الفقر المدقع الذي عاشوه وجاء الإسلام ليحرم هذه الظاهرة الاجتماعية الغريبة والمرفوضة، لأن الإنسان بشقيه رجل أو امرأة هو كيان إنساني وقيمة اجتماعية كبيرة  ليس فوقها شيء في عالم التمييز، وإن احترام إنسانية الإنسان بات من المبادئ الهامة في حياة البشر وفي حياة الدول عندما تمارس سلطانها على الشعوب ، ونحن كأمة عربية وبعد نزول رسالة السماء بدين الإسلام الحنيف على يد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، تهيأت للمرأة حقوق مميزة كانت مفقودة في التعامل الحاصل في المجتمع فأصبح لها كيان، وكان لها تأثير في حياة المجتمع، وقد برزت نسوة كثر وأصبحن ينافسن الرجل في مهماته وواجباته، لكنها لم تنس الدور المهم والكبير الذي أوكله الله سبحانه وتعالى إليها، وهو تربية الأبناء النشء وجعلهم أشخاص مهمين ولهم واجباتهم عندما يبلغوا سن الرشد ، فالأم كما وصفها الشاعر العربي:

الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراق

فهي تغرس الخصال الحميدة والقيم الوضاءة السمحاء في نفوس الجيل والأجيال القادمة ، ولهذا نقول هي صمام أمان الشعوب والأمم في بناء إنسان جديد يفقه ويغور في معارف العلم والأخلاق والقيم الاجتماعية الأصيلة، فيكون فرداً نافعاً، سواء كان من الرجال أو النساء، وما أكثر هذا النوع في المجتمعات الإنسانية والكثير من النساء اللواتي تبوأنا درجات عليا في سلم المعرفة والقيادة والفروسية وتاريخنا العربي والعراقي شاهد على الكثير منهن، وهنا لابد من القول أن المرأة العراقية مرت بظروف صعبة نتيجة التقاليد البالية، ومنها ما ترسب من الماضي البعيد ومنها التقاليد العشائرية التي قللت وبخست من شأن المرأة في المجتمع واعتبرتها في أحيان كثيرة مكبلة بثقل تلك الممارسات تجاهها وعدم انصافها في حقوقها، وللتاريخ نقول عندما جاء البعث لحكم العراق وفي تجربته التي استمرت خمسة وثلاثين عاماً من العام ١٩٦٨ إلى سنة ٢٠٠٣ سنة الاحتلال الأمريكي الصهيوني الأسود وغير المشروع لهذا البلد العربي الأمين قام البعث بإنجازات كبيرة في مجال حقوق المرأة ومكانتها الاجتماعية فسن القوانين التي جعلت منها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات، وضمن لها حقوقها الشخصية في قانون الأحوال الشخصية، وفتح أمامها كل الفرص في مجال التعليم والعمل في الوظائف والدرجات العليا في مؤسسات الدولة، كما أسس لها الاتحاد العام لنساء العراق، وهو واجهة مهنية له فروع في محافظات القطر وأقضيته ونواحيه كافة، وأناط به إنجاز برامج وأهداف كانت السبب والوسيلة في تطوير القطاع النسوي في العراق ومن خلاله شاركت المرأة أخيها الرجل في كل مفاصل الدولة بما فيها المهام العسكرية في الجيش والمهام الأمنية في وزارة الداخلية ومؤسساتها، وفتح أمامها المشاركة في الندوات والمؤتمرات، ومنها العربية والدولية، فأصبحت المرأة العراقية بالمستوى الفاعل الذي غابت عنه لحقب تاريخية ليست بالقصيرة، واليوم وفي هذه المناسبة الوطنية والعالمية لابد أن يقف الجميع بإجلال وتقدير للدور الرائد للمرأة العراقية ليس في حقبة النظام الوطني فحسب  وإنما منذ الاحتلال الأسود للعراق في ٩ / ٤ / ٢٠٠٣ وللوقت الحاضر، فقد كان لها دور مميز في رفض الاحتلال ومقاومته ودعمها للمقاومة الوطنية العراقية في أحلك الظروف وما زالت تشكل جزء أساس في حركة النضال الوطني والقومي من أجل تحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والإيراني البغيضين ومقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين وموقفها الشجاع في غزة العز والبطولة والإباء.

 وبمناسبة هذا اليوم الخالد نهدي كل الحب والتقدير والاعتزاز للمرأة العراقية البطلة والمرأة العربية الشجاعة والمرأة المنصفة في دول العالم المحبة للسلام والرافضة للاحتلالات والعدوان على الشعوب الآمنة المستقرة، والرحمة وعليين للشهيدات في كل مكان من أرض الأمة وهن يدافعن عن الشرف العربي والوطني والإسلامي. 




الثلاثاء ٢٤ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ياسين شاكر العبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة