شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان سياسي

صادر عن جبهة التحرير العربية في ذكرى النكبة 15 أيار

 

أيها الرفاق، يا جماهير شعبنا المناضل

رغم ما أحدثه وعد بلفور في تشريد ستة ملايين من شعبنا الفلسطيني إلى المنافي والعيش في خيام معتمدين على المساعدات الدولية، فقد احتفلت الحكومة البريطانية في 2 نوفمبر 2017 على مرور مائة عام على هذا الوعد المشؤوم وعد بلفور كأهم إنجازات بريطانيا. والواقع ان هذا الوعد جاء لأسباب مالية وسياسية وأمنية. وقد تكرس هذا الوعد في مؤتمر السلام في باريس المنعقد عام 1919 بين الحلفاء وكانت بريطانيا ملتزمة بوعد بلفور، كما ان الرئيس الأميركي كان على استعداد مسبق للتخلي عن حق تقرير المصير فيما يتعلق بفلسطين نظراً لتأثير واهمية اليهود في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، كما ان فرنسا وبقية الدول كانت ملتزمة بتأييد الصهيونية.

كما وافقت عصبة الأمم في 29 أيلول 1923 على قرار الانتداب البريطاني على كل من العراق والأردن وفلسطين من اجل تنفيذ وعد بلفور وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كما حصلت فرنسا على الانتداب على كل من سوريا ولبنان هذا وقد شاركت القوات البريطانية والأميركية في غزو العراق عام 2003 واحتلاله وحل الجيش العراقي وتهديم مؤسساته لما كان يمثله العراق من تهديد وجودي على دولة إسرائيل برئاسة الشهيد القائد صدام حسين.

والواقع ان الدول العربية الناشئة او في طور النشوء في الأردن والسعودية والعراق كانت بأمس الحاجة الى بريطانيا من اجل تثبيت أوضاعها القطرية، ولذا فإن مواقفها كانت وبشكل دائم تأييداً لمواقف بريطانيا ومثال ذلك ان اللجنة التنفيذية في فلسطين تلقت في 17 أيار برقية من الملك حسين بن علي مقرونة بنصيحة الى الشعب الفلسطيني بأن يتجنب كل ما قد يخل بالسلام والهدوء في فلسطين.

كما كانت نتيجة الاتصالات بين القادة العرب وبريطانيا بأن وجه الملك ابن سعود والملك غازي والأمير عبد الله في العاشر من تشرين الأول نداءً مشتركاً دعوا فيه الى حل الاضراب ووقف الثورة والاعتماد على النيات الطيبة.

لقد بغتنا بريطانيا العظمى التي أعلنت انها ستحقق العدالة، وبعدها نشرت اللجنة العربية العليا نداءات الملوك والحكام العرب وأعلنت انها بعد ان حصلت على موافقة اللجان القومية قررت ان تدعو الامة العربية الكريمة في فلسطين العودة للهدوء ووضع حد للإضراب والاضطرابات.

كما جاء التدخل العربي بعد قرار مقاطعة لجنة بيل التي شكلت في اعقاب ثورة 36-39 فقد تصدى الأمير عبد الله للحالة وطالب بإلغاء قرار المقاطعة كما هدد الملك ابن سعود بقطع جميع علاقاته باللجنة العربية العليا إذا رفضت المثول امام اللجنة الملكية.

وهكذا وجدت اللجنة العربية العليا نفسها تواجه الانشقاق داخل صفوفها والضغط من الحكام العرب، فأخطرت مرة أخرى الى الاستسلام فألغت في السادس من كانون الثاني قرار المقاطعة، وقدم أعضاء اللجنة شهاداتهم امام اللجنة الملكية "للجنة بيل" التي اوصت بالتقسيم. وهنا لا بد ان نشير الى تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل وما يمثل ذلك من طعنة لنضال الشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة.

وبعد ان صدر كتاب مكدونالد الأبيض والذي ورد فيه ان هدف صاحب الجلالة البريطانية هو ان يقيم في غضون عشرة أعوام دولة فلسطينية مستقلة فقد استقبل الصهاينة الكتاب الأبيض بالاستياء والعداء وتعهدوا على مقاومته حتى النهاية، ولم يعد في وسع الصهيونيين بعد عام 1939 ان يعتبروا الحكومة البريطانية حامية لمخططاتهم الرامية الى إقامة دولة يهودية في فلسطين فاضطروا الى الالتفات الى الولايات المتحدة لتولي هذا الدور.

وقد عرفت فلسطين قبل العام 1948 نشوء عدة أحزاب أهمها الحزب العربي الفلسطيني الذي يرأسه جمال الحسيني نيابة عن الحاج امين الحسيني وحزب الاستغلال الفلسطيني الذي يرأسه عوني عبد الهادي وحزب الدفاع العربي الذي يرأسه راغب النشاشيبي. كما ان هناك أربعة أحزاب وجميعها أحزاب عائلات اقطاعية.

كما تم تشكيل اللجنة العربية العليا وهي الكيان السياسي المحتل للفلسطينيين تحت الانتداب وقد تأسست في 6 ابريل 1936 بمبادرة من الحاج امين الحسيني ويعقوب الغصين ممثل عن مؤتمر الشباب العربي.

وإذا كانت هذه الأحزاب متفقة على المقاومة السلمية والمراهنة على بريطانيا فقد كان الخلاف شديداً بين المفتي وراغب النشاشيبي مسؤول حزب الدفاع العربي.

كما كانت هناك مجموعة الشباب والمثقفين والفلاحين تتبنى نظرية حرب العصابات والكفاح المسلح.

ومنهم عبد القادر الحسيني ابن موسى كاظم الحسيني الذي استشهد في قرية القسطل القريبة من القدس بعد ان قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام. وفي 25 اذار 1936 قتل في معركة مع القوات البريطانية أخلص قادة الثورة عبد الرحيم الحاج محمد، ومحمد عز الدين بن عبد القادر القسام الذي استشهد في احراج يعبد.

وقد عرفت فلسطين إلى جانب القسام عدداً من المجاهدين العرب منهم عارف عبد الرزاق الذي غادر فلسطين وسلم نفسه مع 12 رجلاً من أتباعه إلى السلطات الفرنسية عند الحدود السورية وفي 24 من تموز أسرت قوات الجيش الأردني يوسف أبو درة بالقرب من نهر الأردن.

كما غادر فوزي القاوقجي إلى لبنان بعد انتهاء الثورة وما يجدر ذكره أن الدول العربية في مؤتمر قمة الرباط العربية السابعة عام 1974 أعلنت أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وألزمت نفسها بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني لكن انطلاق الانتفاضة الأولى عام 1987 واستمرارها حتى عام 1993 إلى حين عقد اتفاقات أوسلو فقد برزت التنظيمات الإسلامية على الساحة الفلسطينية وقد اتخذت هذه الفصائل من الدعم السوري والإيراني وسيلة لاستمرارها ومعارضة اتفاقات أوسلو وقد اتخذت من العمليات الفدائية وسيلة لها لإسقاط اتفاقات أوسلو وكان من نتائج هذه العمليات ان قدمت ذريعة لليمين الإسرائيلي ممثلاً بشارون ونتنياهو لإغلاق بيت الشرق الذي كان بمثابة مقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية في وسط القدس, وبناء الجدار الفاصل ودخول القوات الإسرائيلية إلى مناطق أ ومحاصرة الشهيد القائد أبو عمار, وإذا كان اليمين الإسرائيلي نفذ اغتيال اسحق رابين راعي اتفاق أوسلو فان اليمين الفلسطيني قد جاء بنتنياهو إلى الحكم بعد سلسلة من العمليات داخل الأراضي المحتلة ولا زال مستمراً بعد فترة انقطاع قصيرة.

والعجيب بالأمر ان محور المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا ولبنان وغزة لا يرد الهجمات الصهيونية التي تستهدف القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا ويكتفي بالقول إننا سنرد في المكان والزمان المناسبين.

إننا في جبهة التحرير العربية أكدنا موقفنا برفض اتفاق أوسلو وتركنا الفرصة لموقعي الاتفاق لاختبار نوايا إسرائيل وقد ثبت بالفعل لم يكن هدف إسرائيل سوى جر المقاومة الفلسطينية الى الداخل الفلسطيني لمحاصرتها ومحاولة القضاء عليها.

وهذا ما ظهر واضحاً في تصريحات كل من ايتمار بن غفير مسؤول حزب عوتسما يهوديت وسموتريتش رئيس حزب الصهيونية اليهودية الذي صرح في محاضرة له في لندن وبجانبه خارطة فلسطين والأردن بان القدس سوف تمتد عبر الأردن والى حدود دمشق.

أيها الرفاق

أمام هذا الواقع فإننا في جبهة التحرير العربية سوف نستمر بالمطالبة بإعادة توحيد الصف الفلسطيني رغم فشل 11 اتفاق شاركت فيه كل من حركتي فتح وحماس الى جانب بقية الفصائل.

الأمر الثاني: من المهم جداً ضرورة الاتفاق على برنامج سياسي يؤكد على شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

الأمر الثالث: التأكيد على ضرورة وقف كافة الحملات الإعلامية والتركيز على ما يوحدنا وإطلاق المعتقلين والتنسيق الأمني بين الفصائل.

الأمر الرابع: نرى ضرورة تنفيذ قرارات المجلس الوطني والمركزي وعقد مجلس وطني تشارك فيه كافة الفصائل علماً ان أعضاء المجلس التشريعي هم أعضاء مجلس وطني.

خامساً: عقد لقاءات مستمرة للقيادة الفلسطينية بجميع فصائلها وبشكل دوري لمناقشة كافة القضايا الطارئة.

سادساً: تفعيل المجلس الوطني والمركزي بعقد لقاءات كلما دعت الحاجة لذلك وان تكون هناك غرفة عمليات مشتركة تشارك فيها كافة الفصائل.

وإنها لثورة حتى التحرير

 

جبهة التحرير العربية

الأمانة العامة

15/5/2023






الاحد ٢٤ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جبهة التحرير العربية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة