العراق ما بين الأصالة والعمالة.
قاسم
العربي-بيروت
كان العراق قبل
الاحتلال الأنغلو_أميركي ورغم الحروب التي خاضها سواء كانت ضد العدو الصهيوني أو
إيران يعيش عصراً ذهبياً من الرّفاهية الاجتماعية والاستقرار الأمني والسّياسي
والنهضة العمرانية والاقتصادية في ظلّ حزب البعث العربي الاشتراكي.
كان العراق ولا
يزال يتعرّض لشتّى أنواع الدّسائس والمؤامرات لتدمير بنية الدّولة الحضاريّة
القويّة فيه بسبب الإنجازات التي حقّقتها ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز والتي
جعلته يخرج من دول العالم الثالث إلى الدول المتقدمة. ومن هذه الإنجازات:
1-تأميم النفط ليصبح ملك الدّولة.
2-بناء صروح العلم من جامعات ومعاهد
ومدارس ومراكز أبحاث بأعلى المستويات.
3-تخريج دفعات من العلماء في التّصنيع
العسكري والبحث العلمي والطّب والهندسة وكل العلوم.
4-بناء مرافق حيويٍة كالمصانع والمعامل
والمستشفيات والجسور والسدود وشقّ الطرق.
5-محو الأمية.
6- منح المرأة حقوقها ومشاركتها في مختلف
ميادين الدولة والعمل.
7-مساعدة كل الأقطار العربية وبدون
استثناء في التّنمية والتطور العلمي ومواجهة معضلاتها الاقتصادية.
هذا بالإضافة
إلى الكثير من المنجزات الذي لا يسع المجال بمقال بمثل هذا ذكره.
إن هذا الوضع
يعتبر غير مقبول بالنسبة للدول الإمبريالية فمن غير الجائز أن ينعم الشعب العراقي
بثرواته دون مشاركة قوى الاستثمار فيها أو سيطرتهم عليها. أضف إلى ذلك المواقف
القوميّة والتّقدميّة المناهضة لمشاريعهم المدمّرة.
حاول اعداء
الامة تخريب العراق من الدّاخل بعد الحصار الذي فرضوه عليه ولمّا لم يفلحوا بسبب
التفاف الشعب العراقي حول قيادته الوطنيّة لجأوا إلى الغزو والاحتلال بذريعة دعم
الإرهاب وامتلاك أسلحة الدّمار الشّامل ففتّتوا الدّولة وأقاموا حكما مبنيّاً على
الفساد والمحاصصة والمحسوبية.
ولكن ضربات
المقاومة كانت لهم بالمرصاد حتى أخرجتهم أذلاء، لكنّ المدّ الإيراني الخبيث دخل
على خط الأزمة في ظلّ إنهاك بنية الدّول بذريعة حماية الأماكن المقدسة حتى تمكنوا
من نهب خيرات العراق وفرض مشروعهم الصّفوي التّوسّعي.