المتساقطون كأوراق شجرة النفضية في الخريف!

مصعب أحمد

ولادة البعث اقترنت في تصنيفها، ليس مجازاً من حيث الوصف، بالأشجار العملاقة دائمة الخضرة تستظل في أفيائها الأشجار النفضية وغيرها من الشجيرات التي تفقد أوراقها لتظهر عارية في مقارنة بين البيئة النقية الصافية، التي تروي ظمأها من المياه تمت معالجتها من الأملاح وما يضرها، لتبقى باسقة وشامخة تعانق السماء وتواجه الرياح العاتية الصفراء التي كانت وما زالت تهب من الشرق   لتثبت أشجار البعث العملاقة وباقتدار ثبات جذورها في أعماق الأرض.

 وهنا نوجز الوصف، حزب البعث العربي الاشتراكي ولد من مخاض الأمة لمعاناتها المريرة من العوامل القاهرة المفروضة عليها في التشرذم والتمزق والتخلف والتي كانت أسباباً حقيقية ومهمة لصلابة القواعد التي يعتمد عليها  في أهدافها، توثقها ليس فقط أدبياته عبر مسيرته الظافرة  في الوحدة والحرية والاشتراكية، بأسبقية الأولويات  وترتيب  هذه الأهداف للحاجات الملحة لإنقاذ الأمة،  إنما إنجازاته العملاقة  المترجمة على الأرض، والتي ستبقى  خارطة محفورة على الصخور الصلدة  لا يمكن لأعداء الأمة  محوها من سفر هذا العملاق العظيم في كل مراحل التاريخ التي مر بها.

 قد تكون قيادته لثورة 17 / 30 تموز 1968 نقطة انطلاق جوهرية في الخطوات العملية لتحقيق أهدافه العظيمة التي كانت سبباً في عداء الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني للعراق ولمواجهة البعث الخالد وإيقافه عند الخطوط الحمراء المفروضة قسراً على انطلاقة الأمة لحريتها.

أما أن تظهر اسقاطات الغربال بعد عملية غزو واحتلال العراق من أولئك الذين تربطهم بالبعث خيوط العنكبوت لا ضير بقدر ماهي حالة صحية لتنظيف وتنقية الحزب من الأدران والعوالق الضارة، بل نعتقد بأنها من محاسن القدر لضمان البوصلة ومؤشرها باتجاهاتها الحقيقة الضامنة لتحرير العراق والخلاص من الملوثات بالمعقمات المطلوبة، تتلخص بالالتزام الصارم للنظام الداخلي، وما يمليه عن كل حالة من الحالات الشاذة وليدة المصالح الأنانية الضيقة لدى من سقط ولا يسعفه التشبث بجزء من تاريخه..

 ويبقى البعث صلداً وشامخاً وشجرة دائمة الخضرة في مواجهة الرياح العاتية الصفراء!!