شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية

 

في الذكرى الخامسة والسبعين لولادة حزبنا العظيم:

سيبقى البعث بوصلة النضال العربي

 


عانت الأمة العربية كلها بعد سقوط الدولة العربية العباسية من تخندق سياسييها في خطوط عمل خضعت بشكل أو بآخر لإرادة ومصالح الأجنبي، كان اليسار العربي مصطلحاً يعني عموماً الانتماء إلى الشيوعية وعقيدتها الأممية، وكانت الإسلامية كعقيدة سياسية تعني الانتماء إلى منهج أممي من نوع آخر مأسور في أقفاص العثمانية أو الصفوية أو تحركه ذيل الثعلب البريطاني.

كانت الرجعية والعشائرية بمضامينها المتخلفة والفئوية تشرذم النخب العربية وتعزلها عن الشعب العربي عزلاً يشي بإجحاف السياسة وظلمها لوطن وأمة آلت إلى التمزق بعد الحرب العالمية، وبدأت برامج نهب خيراتها وافقارها وتجهيلها وعزلها عزلاً شبه تام عن حركة النهوض الصناعي والزراعي والعلمي في الوقت الذي صارت حضارتها وثرواتها وقوداً لتقدم بريطانيا والغرب.

وقد جاءت ولادة البعث فكراً وعقيدة وتنظيماً كرد عملي من الشعب العربي وطلائعه المفكرة المثقفة المنتمية بأصالة على حالة التردي التي بدأت بوادرها مع نهايات عصر النهضة العربية ودولتها العتيدة التي رسم الإسلام منهجها ومسارها الأصيل. فكان البعث عربياً في جدليات ربطه لضرورات وعوامل النهضة الجديدة بالثورة العظ يمة التي قادها الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم وما صنعه زمن صدر الإسلام والخلافة الراشدة والدولة العربية الأموية والعباسية من منجزات عملاقة للأمة وللإنسانية وعربياً في مكوناته الفكرية العقائدية وفي منهجه العام المنشغل بإنضاج مشروع قومي تحرري وحدوي اشتراكي لتكون الوحدة وضع حد للتفتت والتشرذم والتجزئة، والحرية انهاء للاستلاب والاستعمار والاحتلال والاغتصاب، والاشتراكية إعادة للثروات المنهوبة وعدل في توزيع الثروات والتعليم والصحة والخدمات على الشعب كله.

ولد البعث في نيسان ١٩٤٧ ليوجد للعرب لأول مرة فلسفة ومنهجاً وعقيدة وسياسة وبرامج تنمية شاملة تنطلق من حاجاتهم، وتشفي جراحهم، وتقاوم الغبن الذي لحق بهم، وترسم من جديد ملامح إنسانيتهم التي استلبت واغتيلت، وحضورهم الوطني والقومي والإنساني الذي صنعت ألف وسيلة ومؤامرة مخادعة لطمسه واعلاء الغبار على وجهه الناصع المشرق.

هذه هي سياسة البعث وشعبيته وجماهيريته وعروبته وأصالته كما ولدت وكما جربها العرب في كل بلادهم، هذا البعث فوز وفلاح ونجاح في كل مكان، في ساحة مليئة بألغام الفشل والتسقيط والتخوين والتكفير التي اعتاش عليها ساسة ما بعد سقوط الدولة العربية ومحاولات تتريك العرب أو تفريسهم أو برطنتهم وأمركتهم وصهينتهم.

صار البعث أيقونة النضال العربي وبوصلته مثلما صار هدفاً للعدوان والأذى من كل أعداء الأمة العربية.

لقد برهن البعث ميدانياً على أهدافه وبرامجه التنموية وقد نجح في سعيه لإقامة تجارب وحدوية رائدة، وصال وجال في توعية العرب وشحذ هممهم وإعادة الثقة إلى معنوياتهم ونجح في التخطيط والتنفيذ لعدة ثورات في عدة ساحات عربية، وصنع علاقات بينية مع القوى العربية والدولية لصالح الأمة العربية وقضاياها المصيرية، وقاتل في فلسطين والجولان وسيناء والأحواز وغيرها، ورفع مناسيب الوعي الشعبي بقضاياه الوطنية والقومية. وفي البلاد العربية التي مسك الحزب فيها السلطة وخاصة في العراق برهن البعث على قدرات تخطيط وتنفيذ مبدعة وخلاقة وعلى قيادة فذة صنعت علاقة رصينة مع الشعب وحولت حال العراق من متخلف إلى متطور.

سيبقى البعث قائد العرب نحو وحدتهم الحتمية، وسيبقى قائد نضال التحرر العربي، وستبقى فلسطين قضية الأمة المركزية وتحرير العراق هو شرارة تحريرها التي لن يوقف لهبها وإشراقها وإضاءاتها أحد.

سيبقى البعث سلاح العرب في مقارعة أعدائهم وطريقهم للتطور والتقدم والمحافظة على ثوابتهم الدينية والأخلاقية.




السبت ٧ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة