مرافئ ومحطات في ذكرى العدوان على العراق ...!!

الدكتور أبو الحكم العيثاوي

أعترف أنني لم أفقه معاني ودلالات عبارة قالها الشهيد القائد صدام حسين، ربما لأني كنت أحسبها عارضة يوم كنت أستمع إلى الشهيد القائد صدام حسين قبل العدوان وهو يقول: (سوف تسقط أمريكا عند أول قذيفة تسقط على بغداد).

 كنت وكثيرون مثلي نعتقد أن الشهيد يتحدث كقائد أعلى للقوات المسلحة ليشحذ همم جنده وشعبه لأغراض المطاولة والصبر، ولم يخطر في بال أحد أنه كان يسبق عصره، وكان يعني ما يقول، حتى انقضى عقدين من الزمن فرأيت أن أمريكا وجندها ومخابراتها وأساطيلها وهي تترنح أسيرة في مطار كابل أمام العدسات وبالألوان في تصوير حي مباشر لفضيحة القرن.

ثم رأيت الديمقراطية الأمريكية المزعومة تتهاوى في شوارع واشنطن حين اكتشف الشعب الأمريكي أنه يعيش وهماً اسمه الديمقراطية، ثم اكتشف العالم أن الولايات المتحدة لا تتعامل إلاّ مع الفاسدين من اللصوص، مما أدى إلى انهيار القيم الأخلاقية، ليس لأمريكا وحدها، ولكنها جلبت العار للنظام العالمي الذي تقوده بعدما صارت عبئاً أخلاقياً على العالم كله.

المحطة الثانية :

في العاشر من هذا الشهر وأنا أتابع الأخبار رأيت المندوب الروسي في الأمم المتحدة يتهم الولايات المتحدة باستخدام الأراضي الأوكرانية لإجراء أبحاث في الأسلحة البيولوجية، فعادت بي الذاكرة لما يقارب العشرين من السنوات، إلى الوراء، فاستذكرت الحادثة نفسها حين وقف كولن باول وزير خارجية بوش وفي مثل هذه الأيام من سنة (2003) ليعرض صوراً اعترف فيما بعد إنها مفبركة بأن العراق يمتلك وحدات متنقلة قادرة على صنع الأسلحة البيولوجية.

فكانت ذريعتهم لغزو العراق ومنذ تلك اللحظة التي قتلوا وشردوا فيها الملايين من الآمنين بغير وجه حق، ولأن العالم صمت على تلك الجريمة، فإنهم اليوم جميعاً يدفعون الثمن، فالعالم الذي سكت عن ظلمنا لم ولن يعيش بسلام، ولن ينعم بالأمان، لأن الشر والظلم الذي زرعوه لا بد أن يحصدوه ندماً حين لا ينفع الندم، لأن الباطل كالنار إن لم تجد حطباً تأكله سوف تأكل نفسها.

 أخاطبهم بلغتهم، واقرأ عليهم ما جاء في كتابهم: