تحدثنا في الحلقة الأولى عن لقطات من مسيرة الإيمان والجهاد من السفر النضالي للرفيق عزة إبراهيم رحمه الله، ونستكمل في هذه الحلقة بعض جوانب الإيمان والشجاعة لدى رفيقنا القائد، ومنها :

١ - أشرنا في الحلقة السابقة حول رسالة الشهيد صدام حسين رحمه الله إلى الرفيق عزة بتاريخ ١٠ - ٤ - ٢٠٠٣ والتي اختصه بها، وطلب الانتقال لمرحلة بدء المقاومة الشعبية، ونعيد نشرها كملحق ضمن هذه الحلقة لاطلاع من لم يسبق له أن اطلع عليها.

٢ - عند الحديث عن الإيمان وكل ما يتعلق به من فعلٍ وعمل وقول لدى فقيدنا المرحوم الرفيق عزة، فكل من يعرف رفيقنا يعلم أنه كان يستشهد كثيراً في أحاديثه بآيات من القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية، لأنه كان حافظاً للقران الكريم، ومطلعاً على جميع كتب الأحاديث النبوية وحافظاً للكثير منها، ومن يتابع خطبه ورسائله لرفاقه يلمس هذا الاهتمام في الاستشهاد بالآيات والأحاديث.وربما الكثيرون لا يعلمون أنه رحمه الله لديه عدداً من الكتب في هذا المجال، لم تطبع، وبعضها طبع بعد الاحتلال باسم مستعار وذلك لعدم امكانية طبعها باسمه.

٣ - كان حريصاً على تعميق الإيمان في قلوب رفاقه بالحزب من خلال اطلاعهم على تفاسير آيات القران الكريم ودلالاتها، والسيرة النبوية الشريفة.لذلك هو صاحب فكرة تأسيس ( معهد صدام للقرآن والسنة النبوية ).ومشاركة كادر الحزب بدورات يقيمها المعهد، وكان يشرف ويتابع هذا المعهد ودوراته والبحوث التي تقدم به، ويشجع المتفوقين الأوائل بالدورات من خلال ارسالهم لأداء فريضة الحج.

٤ - رفيقنا المرحوم كان صاحب فكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف سنوياً، واستلهام المعاني والدلالات منها، وذلك من خلال الإعداد للمناسبة باحتفال يستمر لعدة أيام ضمن مؤتمر يعقد تحت عنوان ( شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ) ، تقدم به البحوث وتجري مناقشتها من قبل العلماء وأساتذة الجامعات بحضوره، وضمن الاهتمام نفسه كان يحضر جلسات مناقشة رسائل الدكتوراه بكلية الشريعة.

٥ - اهتم برعاية مساجد ومراقد آل البيت والصحابة رضي الله عنهم، وكان يهتم بحضور المناسبات التي تخض آل البيت عليهم السلام، والتي تجري في مدينتي النجف وكربلاء، والجميع يعلم أنه تعرض لحادث اغتيال نفدها عميل من عملاء إيران في إحدى تلك المناسبات عند زيارته لكربلاء.

ندعو الله تعالى أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته، ويسكنه الجنة برحمته.


ملحق :

الرفيق النائب، السلام عليكم

كنت أردت أن أوجه إليكم مضمون ما كلفت به وزير الدفاع ليوجزكم به بصورة خطية، وقد كتبت الرسالة إليكم، إلا أن الرفيق علي سلمك وسلمه الله من العاديات، رأى أن أتريث قليلاً ولعله أراد أن يستخدم قدرات فرع واحد في منطقة المشاهدة على أمل أن يكسر ظهر الأمريكان الغزاة في بغداد، وقد وجدته اليوم بعد أن تحريت في بغداد عن بقايا القوة بأي شكل من الأشكال أن لا أمل من الانتظار وبخاصة أن أوفر لك فرصة سبق النظر تجاه القطعات التي تقودها أنت ومن يعاونك وبخاصة الرفيق سمير النجم .. إن لم يحل بها ما حل في القطاعات الأخرى.

أعانقك وأشد على يديك ونلتقي حسبما يشاء الله، إما في جنة الخلد التي وعد الله بها المجاهدين والمتقين والصابرين، أو كمشروع دائم للشهادة مجاهدين نعاود من جديد إلى حمل الراية في ظرف جديد هو ظرف البداية التي نتجت عنه ثورة ١٧ - ٣٠ تموز المجيدة ..

سنتواصل إن شاء الله لاحقاً، إلا أن الأمر مع التدبر بحاجة إلى الصبر الجميل، وإننا إن شاء الله لفاعلون والله أكبر .. وليخسأ المجرمون وعاشت أمتنا المجيدة.