شبكة ذي قار
عـاجـل










للعاشر من ذي الحجة ذكرى يغلفها الفرح، ويكتنزها الألم الذي لا حدود له، يغلفها الفرح بعنفوان الرجال وثباتهم، الذي جسده سيد شهداء العصر القائد الرمز صدام حسين.

يكتنزها الألم الذي لا حدود له، لأننا فقدناه ونحن في أكثر الأوقات حاجة له، لأن وجوده بيننا يمنح الأمة الثبات والصمود والقدرة على المواجهة والتحدي.

في العاشر من ذي الحجة يتذكر غالبية مسلمي الأرض حدثاً لا يمكن نسيانه، وهو اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين، لقد تم اغتياله في صباح يوم الحج الأكبر، صبيحة عيد الأضحى المبارك.

قلتُ غالبية مسلمي الأرض، ولم أقل كل مسلمي الأرض، لأن بعضهم يرى فيه خِلافَ ما يراه محبوه، فهو في نظرهم طاغية ظالم وأن اغتياله بهذه الطريقة انتصار للحق والعدالة، وهو ما يراه أعداء الأمة وأعداء الإنسانية، من صفويين قتلة وأذنابهم ....

إن اغتيال الرئيس الشرعي للعراق بهذه الطريقة يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب الموقعة في 12 آب 1949م، ولأن الولايات المتحدة ألأمريكية كعادتها لديها القدرة على التحايل على القانون الدولي، فقد سلمت الرئيس الشرعي للعراق لحكومة عميلة تأتمر بأوامر الفرس الصفويين الذي يمتلكون حقداً لا حدود له تجاه الرئيس العراقي الذي أذلهم وهزمهم وجَرَّع سيدهم كأس السم ممزوجاً بالذل.

إن اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين بهذه الطريقة إنما يدل أن اختيار التوقيت والطريقة قد تما مع سبق الإصرار والترصد! ... وأن الذي يقف خلف هذا الاختيار والتنفيذ هي " إيران" التي تملك تاريخاً عدائياً تجاه العراق وشعبه وقيادته.

وبالرغم من مرور ثلاثة عشر عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد، ونحو ستة عشر عاماً على احتلال العراق، وبالنظر إلى ما تحقق خلال هذه الفترة، فإن الشعب العراقي والعربي لا يسعه إلا الترحم على الرئيس الشهيد، حتى ان كثيراً ممن عارضوا فترة الحكم الوطني بدأوا يتحسرون على أيام حكمه، فرغم الحصار الذي فُرض على العراق وحتى تاريخ الغزو المشؤوم لم يعانِ الشعب العراقي ما عاناه في ظل الديمقراطية الأمريكية، وما تشهده الساحة العراقية من احتجاجات شعبية واسعة تطالب بالكهرباء والماء والعمل ومحاربة الفساد .... خير مثال على ما نقول.

إن الوضع العربي، والتغلغل الإيراني في العراق، وفي العديد من العواصم العربية، دليل على صوابية رؤية وتصور النظام الوطني العراقي و الرئيس صدام حسين، وسعيه لمحاصرة تمدد نظام ولاية الفقيه الذي سيطر على إيران في أعقاب الثورة التي أطاحت بنظام الشاه، وسعيه لتصدير الثورة إلى المحيط العربي، كما أن موقف الرجل من بعض الأنظمة الحاكمة في العالم العربي وخاصة بالخليج، كان فيه قدر كبير من الحدس السياسي، فمن كان يتصور أن يتم سفك الدم العربي بمباركة و دعم مالي و سياسي من قبل دول الخليج، ومن كان يتصور أن تسارع بلدانٌ عربية إلى الارتماء في الحضن الصهيوني، والتحيز للصهاينة، والتفريط في القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها قضية القدس، والتواطؤ على تسليمها للصهاينة بموجب ما أصبح يعرف بصفقة القرن و قرار "ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولم نرى رد فعل رسمي أو حتى شعبي مؤثر و معترض على هذا القرار…

إن غالبية الشعب العراقي أدركت أنها كانت ضحية للتضليل وتحريف الحقائق، وشيطنة صدام حسين ونظامه، فسبحان الله الذي يظهر الحق ولو بعد حين، فالذين كانوا أكثر فرحاً بسقوط النظام واغتيال الرئيس الشهيد ، والذين داسوا صور قادة النظام الوطني بالأقدام أصبحوا يحملونها على الأكتاف، وبدأوا يصرخون بصوت مرتفع ( بالدم بالروح نفديك يا صدام ) احتجاجاً على الفساد والطائفية، و نهب ثروات البلاد، وهذا الوعي هو خير انتصار لذكرى اغتيال الرئيس الشهيد، الذي كان إنساناً يصيب ويخطئ، فقد يكون ارتكب أخطاءً وجانبه الصواب، لكنه لم يكن لصاً و لا خائناً لوطنه وأمته، لكن الحكاية تبدأ من أن تطلعه لبناء عراق قوي مستقل لم ترضِ أمريكا و ربيبتها الكيان الصهيوني، فهل ينكر أحد أن طائرات الكيان الصهيوني دمرت في جنح الظلام، المفاعل النووي العراقي في ليلة7 حزيران 1981، خشية حصول العراق على قنبلة نووية، فما حدث إذاً مؤامرة كبرى للقضاء على عروبة العراق وعَرَاقَة العراق، وإنسان العراق!!





الثلاثاء ١٢ ذو الحجــة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ناصر عبد المجيد الحريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة