شبكة ذي قار
عـاجـل










"المهندس العراقي" باني العراق عنوان وشرف لكل مهندس عراقي ساهم في بناء العراق واعادة اعماره، ولا يقتصر على شخص بعينه. وهذه الشهادة التأريخية من جميع مهندسي العراق لباني مجد العراق المهندس الآول صدام حسين ، الذي اعطى مكانة ودعماً لا متناه لمهندسي العراق ما مكنهم من بناء العراق في صروح عمرانية شتى على كامل ثرى العراق الطاهر.

لعلنا نستعيد في هذه الشهادة الشعار الذي رفعه بناة العراق في حملة اعادة الاعمار بعد العدوان الثلاثيني الغاشم واعتداءات الردة بدءا من عام 1991 : (يعمر الاخيار ما دمره الاشرار ) خصوصا اليوم بعد ان تعمد غربان الشر والرذيلة اذناب امريكا وايران الذين اعتلوا حكم العراق في خلسة مظلمة من التأريخ ان يرفعوا الشعار بصيغة معكوسة: ( يدمر الاشرار ما عمره الاخيار ).

غير ان المهندسين العراقيين أقسموا أنهم على العهد باقون لإعادة اعمار العراق من زاخو الى الفاو متى تحرر العراق من براثن الاحتلال وحكوماته العميلة. وعهدا على مهندسي العراق أمام الله العلي القدير وعهدا لشعبهم العراقي ولقائدهم المهندس صدام حسن بأنهم سيعيدون بناء العراق في وقت قياسي سيذهل العالم. وليقر به أعين العراقيين و شهداء العراق وهم في عليين وعلى رأسهم المهندس الشهيد صدام حسين وشهداء العراق، عهدا اننا سنبني العراق حجرا على حجر ونعلي البنيان بكل كفاءة وصلابة مهما كلفهم ذلك من اعباء وتضحيات لكي تصبح تضحياتهم ضياء لمستقبل واعد لابناء جميع العراقيين .وان غدا لناظره بقريب .

المقدمة :
تحدث الكثير من ابناء العراق والامة واحرار العالم عن الرئيس القائد صدام حسين وحنكته القيادية في ادارة شؤون العراق ومسيرته النضالية الخالدة وتحمله هموم العراق والامة العربية في وقت مبكر من حياته وهو في ريعان شبابه. كان يحلم أن يعيد العراق والامة الى مجدهما ومكانتهما بين الامم ، وأن ينطلق هذه النور من العراق ليعم الامة ، فهو يؤمن ايمانا راسخا ومبدئيا بأهلية العراق لقيادة مسيرة الامة ونهضتها.

في هذه المقالة نتناول جانبا مهما من شخصية القائد صدام حسين لم يتطرق اليها احد من قبل، وهي المساهمات الفكرية والميدانية للرئيس صدام حسين في أعمال الهندسة وبشكل خاص الهندسة المعمارية واالتي تعبر عن حبه للعراق وشغفه بتعميره وبناء وإعلاء شواخص الحضارة فيه .

السمات الهندسية لفكر القائد
كان القائد صدام حسين يتميز بحس هندسي ومعماري مرهف. فقد قرأ الكثير عن العمارة العراقية والعربية والاسلامية وبحث في مراحل نشأتها منذ اولى الحضارات التي ازدهرت في العراق في بابل وسومر واكد واشور وصولا الى الحضارة العربية الاسلامية في العد العباسي قبل الانقطاع الذي حصل في مسيرة البناء والعمران وتوقف الابداع المعماري العراقي والعربي نتيجة وقوع العراق والامة ضحية غزوات استعمارية احتلالية متتالية عبر القرون.

لقد دأب الرئيس صدام حسين، عبر قيادته مسيرة النهوض بالعراق نهضة متكاملة الاطراف، على الاهتمام بعملية البناء والتشييد والاعمار بكل تفاصيلها. وكانت الهندسة وخصوصا الهندسة المعمارية من بداية الفكرة المعمارية لاي شاخص معماري وهندسي شغله الشاغل ، وتليها بقية الاختصاصات الهندسية التي لايمكن تجزئتها عنها . وفي اكثر من مناسبة صرح بما يلي: (كنت اتمنى ان اكون مهندسا ) ثم تبع ذلك بتعريف فريد من نوعه حيث قال: ( الهندسة المعمارية هي فن استخدام الخطوط والكتل لانجاز فكرة ملائمة لايواء الانسان ) مخطوطة بخط يده الطاهرة بتاريخ 28/1/2000.

لقد كان القائد صدام حسين يبدأ الفكرة ويجمع حوله فريق العمل ليوضح لهم مرتكزات الفكرة الهندسية ويشرف على التخطيط واعداد المخططات الهندسية ويراجعها بأدق تفاصيلها الهندسية وكانه مهندس استشاري متمرس متخرج من اعرق الكليات المعمارية والهندسية .

وكان رحمه الله يختار الموقع المناسب لتنفيذ المشروع، بعد ان يدرس ميزات ومحددات الموقع من الناحية الجغرافية والهندسية والتاريخية والديموغرافية. ويحدد بنفسه فريق العمل التنفيذي ليباشر العمل بأسلوب التنفيذ الهندسي المتسارع. ويبرر المهندس صدام حسين السبب في اعتماد هذه الاسلوب بقوله : ( اننا العراقيين والعرب تأخرنا عن ركب الحضارة والتقدم، وعلينا الاسراع بخطوات ثابتة ومدروسة لحرق الزمن وتقليص الفجوة بيننا نحن العراقيين والعرب وبين الحضارة الغربية معتمدين في ذلك على موروثنا الحضاري والانساني وقيمنا العربية وتاريخنا العربي والهندسي الذي كان الاساس للعلوم الهندسية الحديثة ).

وكانت المشاريع تخضع لاشرافه المباشر، ويتفقدها من اقصى شمال العراق الى اقصى جنوبه، ويتابع تنفيذها ويزيل العقبات التي تقف في تنفيذها اداريا وماليا ولوجستيا. وكان يقف مع العامل البسيط ويستمع لمتطلباته بوصفه أبا وقائدا ومهندسا. وكان يحاور المهندس المعماري بلغة العمارة ومصطلحاتها وكأنه مهندس معماري. ويناقش اسلوب وطريقة التنفيذ مع المهندس الانشائي ومدير المشروع التنفيذي. ويستمع الى اراء المهندسين المختصين بالتكييف والصحيات والصوتيات والاتصالات والكهرباء ويناقشهم في طريقة التنفيذ واعتماد افضل البدائل لادامة عمر المنشأ من خلال اعتماد تصاميم ومواد وطريقة تنفيذ تقلل من الهدر وتقلل من الصيانة المستمرة وكذلك لتمرير الخدمات الصحية على الجدران الخارجية والمناور لضمان سهولة الوصول اليها وصيانتها. وكان يتداخل مع الوزارات المختصة لدعم صناعة البناء والاعتماد على المنتج الوطني وتقليل الاعتماد على الاستيراد عدا الحلقات الضيقة منه والتي تتطلب تكنولوجيا عالية غير متوفرة .

وهنا لابد من التوقف لأضاءة بعض منجزات المهندس صدام حسن في قطاع البناء والتشييد حيث اقيمت العشرات من مصانع الاسمنت والطابوق والبناء الجاهز والاسفلت ومصانع الابواب والشبابيك والاسلاك والحبال الفولاذية والمحولات الكهربائية والمكيفات بجميع انواعها واحجامها والروافد الكونكريتية والحديدية للجسور والمنشآت الاستراتيجية وتصنيع بوابات السدود والنواظم المائية. ولايسعني ذكر جميع المصانع والتي زاد عددها على 1000 خط انتاجي ومصنع في اكثر من 100 منشأة وشركة عامة تدار من كوادر وطنية عراقية. وكان التركيز على انشاء الخطوط الصناعية المكملة لقطاع البناء والتشييد والتي أسسها المهندس صدام حسين واشرف على استيرادها وتشغيلها ومتابعتها في التشغيل والسيطرة النوعية على منتجاتها.

ويذلك حقق قطاع البناء والاعمار والتشييد في العراق الاكتفاء وسد حاجته من مصانعه الوطنية المنتشرة في جميع محافظات العراق، التي تديرها نخبة من الوف المهندسيين والفنيين العراقيين الذين ابتعثهم المهندس صدام حسين الى الجامعات والمعاهد الفنية في اوربا في خطة طموحة منذ العام 1968 وكذلك الذين درسوا وتدربوا في الجامعات والكليات الهندسية والمعاهد والمدارس الفنية والصناعية التي أمر بتأسيسها في العراق لتخريج وتهيئة وتدريب المهندسين والفنيين والكوادر الوسطية التي هي عصب عملية البناء والتنمية التي قادها المهندس صدلم حسين في بناء العراق الحديث.

وهذا ما ظهرت نتائجه اللاحقة في هندسة قرار تأميم النفط في 1 حزيران من عام 1972 حينما حاولت شركات النفط الاحتكارية شل انتاج النفط وايقاف عجلة التنمية في العراق، وكان رد المهندس صدام حسين بأدارة هذه الازمة كأفضل مدير تنفيذي حيث شكل خلية ازمة واشرف بنفسه على ترسيخ الثقة بالمهندسين والفنيين العراقيين ليقوموا بأدارة جميع المنشأات النفطية العراقية من أبار النفط وحتى موانيء التصدير. وعلى هدى فكره النير توسعت الحكومة الوطنية في الصناعة النفطية وذلك بأقامة الخط الاستيراتجي لنقل النفط وربط منابع النفط العراقية ببعضها من جهة وربطها بموانيء التصدير العراقية لا بل اضافة ارصفة تحميل جديدة.

وقد اشرف الرئيس صدام حسين على فكرة انشاء ميناء البكر العميق لتمكين الناقلات العملاقة من تسلم النفط العراقي في المياه العميقة. كما فتح منافذ جديدة لتصدير النفط العراقي عبر موانيء التصدير في تركيا عبر ميناء جيهان وعبر السعودية عبر ميناء ينبع بالاضافة الى تصدير النفط العراقي عبر ميناء بانياس في سوريا وميناء طرابلس في لبنان.

لقد ادار المهندس صدام حسين العراق عملية البناء والتنمية في العراق بحكمة وحنكة و كان يدافع عن العراق وحرمة اراضيه ورفعه شعبه بسيفه الممشوق بيد وباليد الاخرى يقوم بالبناء والاعمار واقامة الشواخص الحضارية على ثرى العراق الطاهر، وكان يكرر مقولته المشهورة في كل لقاء مع المهندسيين : ( يجب علينا كعراقيين الاستمرار بالبناء واضافة مشاريع وشواخص وشواهد معمارية جديدة ،لأن هدف من يتآمر على العراق بالدرجة الآساس أيقاف عجلة التنمية والتطور في العراق ، وان ردنا عليهم بالاستمرار بالبناء )

هذه هي سمات القادة التاريخيين وهذه هي سمات المهندسين البناة فكل قائد هو مهندس وكل مهندس هو قائد ، والقائد هو من يهندس بلده وينهض به ويقوي اسواره على اسس هندسية رصينة وهكذا كان المهندس صدام حسين قائدا ومهندسا لنهضة العراق الحديثة .

ان مهندسي العراق الذين كانت لهم جولات وصولات في التحدي الهندسي يدينون بالعرفان لقائدهم المهندس صدام حسين في اطلاق عناصر الابداع والتحدي وقهر الصعاب في أصعب الظروف. وما كان لمهندسي العراق ان يرتقوا الى هذه المرتبه لولا القيادة والمبادرات والرعاية الفنية الخلاقة للمهندس صدام حسين. فقد كان هدفه ورسالته ان يرفع جميع العراقيين الى ما يستحقوه من مكانة تأريخية واعتبارية بين الامم والشعوب بعلمهم ومثابرتهم وبانجازاتهم الحضارية ، لان الحضارة من وجهه نظر المهندس صدام حسين تقاس بحصاد الانجازات وتراكمها على الارض.

وهنا لابد ان نستذكر مقولته الشهيرة ودعمه للمهندسين في كل مشاريع العراق حيث كان يبني ثقه كبيرة ويشحذ همه العراقيين من خلال هذه المقولة وهي ( اعملوا وابنوا واجتهدوا في الحلول الهندسية والابداع فان اصبتم فهذا الانجاز سيسجل لكم وان لم تصيبوا فأنا صدام حسين اتحمل تبعات اي اجتهاد تجتهدونه ).

بهذه الروح القيادية وبهذا الفكر النير انتصر المهندسون العراقيون في شتى اختصصات الهندسة في البناء والاعمار والطرق والجسور ومشاريع الري والسدود والصناعة والتصنيع العسكري وجميع المفاصل الهندسية في حياة العراقيين ، رغم التحديات والمؤمرات والحروب التي حيكت ضد العراق. اننا المهندسين العراقيين في جميع التخصصات ندين بالعرفان للمهندس صدام حسين في كل انجازاتنا منذ ثورة تموز المجيدة في العام 1968 حتى اليوم وغدا ، وسنعيد بناء العراق بذات الفكر والروحية المتوارثه من فكر القائد المهندس صدام حسين، ونكرر ان العراق لن يدافع عنه ويعيد كرامته ويبنيه غير ابناء العراق من اشبال البناة الاوائل. وها نحن نعلم ابناءنا وننقل تجربتنا لهم ليعودوا ويكملوا المشوار لتحرير العراق من براثن الاحتلال وحكوماته العميلة التي نقول لها انتم، نعم انتم من ينطبق عليكم القول (يدمر الاشرار ما عمره الاخيار) ، بينما نحن بعون الله ابناء العراق من المهندسين من الجيل الاول والاجيال الشابة سنعمر العراق ونطبق مقولة المهندس صدام حسين ( يعمر الاخيار ما دمره الاشرار ) .النصر قادم ونراه بأ عيننا . عاش العراق العظيم بشعبه الأبي ، والرحمة لشهداء العراق والامة وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد المهندس صدام حسين رحمه الله.





الاثنين ٢٧ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة