شبكة ذي قار
عـاجـل










كثيرة هي الدلالات والدروس والعبر والإضاءات التي بينتها متون الخطاب الأخير للمجاهد والمناضل الكبير الرفيق عزة إبراهيم،الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير حفظه الله ورعاه،لمناسبة الذكرى(٧٢) لتأسيس البعث العظيم،،وربما لا نستطيع في هذا المقال المختصر ،الإلمام بجميع مفاصلها والتبحر بمعانيها الفكرية والجهادية وروح المسؤولية العالية لقيادته التأريخية في أدق مفاصل زمن التحدي والمواجهة،لا على مستوى العراق بمنازلته الكبرى لقوى الإحتلال والبغي وأدواتهما المجرمة فحسب، بل شخص سيادته برؤيته الثاقبة حال الأمة ومخاضها العسير بما تواجهه من مصير، يتطلب العودة الى الروح العربية الأصيلة والى ثوابت التآريخ والجغرافيا والمصير الواحد،،لذلك شكل الخطاب نقاطاً مضيئة وكاشفة،إبتدأها بمسيرة الحزب منذ البدايات الأولى لتأسيسه في السابع من نيسان ١٩٤٧ وحتى الآن، مستشهدا سيادته، بمسيرة نضالية قل نظيرها بين الأحزاب الثورية على مستوى الإداء والفعل المقرون بالتضحية والإباء، المجسدة لإفكاره على المستوى القومي والإنساني،وما تركه من إرث عظيم فيهما ، داعياً في الوقت نفسه،مناضلو الحزب وجماهيره وكل القوى المدافعة عن الحق الإنساني في الوجود والتحرير ، الى إستنهاض الهمم والعودة الى النبع الأصيل لفكر البعث والإرتشاف من عبق أصالته،ومن تجربته الإنسانية،،مثلما نستشف العديد من الدروس ذات الطابع التربوي والقيمي والأخلاقي،فضلا عن الجانب الفكري المتمثل بمبادئ البعث والتمسك بثوابته،ومن بينها،ما تناوله سيادته بالقول ( لقد قام بنيان البعث على مبادئ الديمقراطية المركزية في ممارسة الأعضاء لحقوقهم بكل حرية وإيجابية،وبوعي عالي وأحترام للعلاقات الحزبية،وأنتخاب قيادات الحزب من مؤتمراته وبالمركزية يتحقق فيها خضوع رأي الأقلية لرأي الأغلبية وخضوع القيادات الدنيا للقيادات العليا،وقام بنيان البعث على أسس القيادة الجماعية،والنقد الإيجابي الهادف والنقد الذاتي الصادق المخلص لتطهير النفس الأمارة بالسوء وإعلاء شأنها ) .. أما عن المبادئ والأهداف التي ولد البعث من أجل تحقيقها وترسيخها ،فيجملها قائدنا رعاه الله بقوله(إن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي عربي يعتبر القومية العربية حق مقدس للعرب في كل القوانين والشرائع والمواثيق الأرضية والسماوية،بعروبتهم وقوميتهم يتعارفون،وبعروبتهم وبقوميتهم يتحابون ويتوادون ويتواصلون،وتحت رعاية عروبتهم وقوميتهم يناضلون ويقاتلون أعدائهم ،أعداء الله وأعداء الإنسانية لتحقيق أهدافهم ) .. مذكرا سيادته من ان الوطن العربي الممتد ما بين جبال طوروس وجبال بشتكويه والخليج العربي والبحر العربي وجبال الحبشة والصحراء الكبرى والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط هو حق مقدس للأمة العربية أقرته وباركته كل شرائع وقوانين ومواثيق السماء والأرض،والوطن العربي لدى البعث يمثل وحدة سياسية وأقتصادية وجغرافية وتأريخية وحضارية لا تتجزأ، والوطن العربي عند البعث هو وطن العرب وحدهم ولهم وحدهم حق التصرف بشؤونه وثرواته وإعماره وتطويره وحفظ سيادته وأستقلاله وحريته ) . ثم تطرق سيادته الى خصائص الحزب النضالية والفكرية في كونه حزب ثوري إنقلابي ،وكونه حزب شعبي يعد الشعب غايته الشريفة المقدسة ووسيلته الحاسمة في التغيير والتجديد ،مثلما يعد الشعب هو صاحب السلطة المطلقة واليه ترجع الأمور كلها..ثم تناول سيادته رعاه الله،الى ما يمثله الإيمان بالله الواحد الأحد في نفس المناضل البعثي،الذي يمثل الركيزة الأولى للبعث،منوهاً الى أن البعثي المناضل المجاهد هو بأشد الحاجة للإيمان كي يرتقي الى مستوى مسؤوليته الجهادية والى دوره الرسالي الإنساني في الحياة، ومن هذا المنطلق يشير قائد الشعب والحزب الى أساليب الأعداء الذين يغيظهم بل يرعبهم هذا الإيمان،،ومحاولاتهم المستمرة لإجتثاث عقيدة البعث وفكره،لكنهم عجزوا عن ذلك لصلابة مناضليه ومجاهديه وبألتفاف الشعب حوله، كما تناول سيادته تضحيات أبناء الشعب العربي عموماً ولا سيما العراقيين وهم يواجهون،بصدور عامرة بالإيمان طاغوت الشر الأمريكي الصهيوني الصفوي ، مذكراً سيادته بملحمة التصدي للغزو الإمبريالي الصهيوني الفارسي على العراق، وكيف تطاول شعب العراق العظيم بمقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الأسطورة وفي طليعتها البعث على أقوى وأكبر جيوش العالم، وكيف إستطاعت مقاومته الباسلة من قتل ( ٧٥ ) ألف أمريكي غازي للعراق، فضلا عما تكبده الأعداء من خسائر إقتصادية جسيمة، وعلى الصعيد الرسمي العربي ، وجه قائدنا المقدام رسائل عدة لقادة النظام العربي ولا سيما قادة دول الخليج العربي ،حذر فيها من مغبة الأستمرار في إيذاء العراق وشعبه من خلال الأستمرار في محاربة قواه الوطنية الممثلة بالبعث وقيادته، ناصحاً إياهم بعدم التخلي عن مسؤولياتهم المبدئية والتاريخية والأخلاقية تجاه الأمة، ومن إستمرار النظام العربي بمحاصرة قوى الأمة الحية المجاهدة وفي مقدمتها حزب البعث ومقاومته، فيما هو ( النظام العربي ) يمد يد العون والمساعدة والدعم العلني والسري لإعداء العراق والأمة، وبالمقابل نجد النظام الإيراني يصرف الأموال الطائلة ويقدم الرجال والدماء والدعم المفتوح لأدواته وأذرعه القذرة في الأمة، ويحذر قائدنا :أذا ما أستمرت هذه المعادلة فستمضي إيران بقضم المزيد من أرض العروبة وشعبها وتاريخها وسوف لن تستثني أياً منهم..لذلك يدعوهم المناضل قائد الشعب والحزب الى أن يعوا خطورة الموقف، ولا سيما ما أصاب مجلس التعاون لدول الخليج العربي من شرخ خطير في وحدته، لذلك جاءت دعوة سيادته للقادة العرب الى الوئام والتآخي ولم الشمل وتعزيز وحدة دول الخليج وترصينها لكونها النموذج المصغر والخطوة الأولى لوحدة الأمة العربية، ودعوة سيادته لنبذ خلافات الماضي وطي صفحاتها ولا سيما قواه الوطنية ومقاومته الباسلة الممثلة بالبعث وقيادته،لأنه من دونها لن يعود العراق لحاضنته العربية ، ومن دون العراق لن تستقيم أحوال الأمة ويبقى الخليج العربي من دون ظهر يسنده وساعد يحميه..

بارك الله بقائدنا الغالي وسدد بالنصر المؤزر خطاه.





الجمعة ٧ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / نيســان / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو عمر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة