شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الرفاق، أيها الأخوة والأصدقاء

كم كان المرء يتمنى أن يكون بينكم، وأنتم تُحيون ذكرى استشهاد قائد وطني ورمز قومي وهامة إنسانية. هذه الهامة التي انطوت على منظومة قيمية متكاملة من المروءة والشجاعة والأقدام والتضحية ارتقت بالعطاء حتى مستوى الشهادة وهي أغلى ما يمكن للإنسان أن يقدمه فداء لشعبه وأمته، ودفاعاً عن مبادئه، وحق شعبه وأمته في العيش الحر الكريم.

قبل اثنتي عشرة سنة، وقف صدام حسين، شهيد الحج الأكبر على منصة الشهادة ليوجه رسالة لجماهيرأمته، بأن استمروا قابضين على سلاحي البندقية والموقف. وهو في جولة من جولات الصراع والمواجهة مع أعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع، أوصى بثلاث:

ـ أوصى بالعراق الذي جعلت منه الجغرافيا أرضاً للقادسيتين، وفيهما انتصرت الأمة التي لاحت تباشيرها في ذي قار. فالعراق هو حامي البوابة الشرقية للأمة العربية، وهو السد المنيع الذي يحول دون تمكن جحافل الشعوبية الجديدة من النفاذ إلى القلب العربي.

وإذ أوصى بالعراق، وحماية وحدته وعروبته وإطلاق طاقاته في سياق المشروع النهضوي الشامل، فلأنه بدون ذلك لا يمكن للأمة أن تخوض نضالاً متكافئاً مع أعدائها. وهو إذ استهدف بهذا التحشد الدولي والإقليمي فلأن الأعداء أدركوا مكامن القوة لديه والتي لا تقتصر على عناصرها المادية وحسب، بل على الدور الذي يمكن أن يلعبه في عملية الاستنهاض القومي والمرجعية التي بات يمثلها بعدما أصبح قبلة للنضال العربي التحرري.

ـ وأوصى بفلسطين، لأن قضيتها هي أم القضايا، وهي مسكونة في ذهن الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج والعراق في طليعتها.

وعندما يردد في ذكراه العطرة "عاشت فلسطين حرة عربية"وقبل النطق بالشهادتين، فهذا يعني أن فلسطين احبها حتى درجة العشق، وهو عبر بذلك عن حقيقة موقف العراق الذي كان يكبر بقدر ما يكبر حضور قضية فلسطين في خطابه وتفاصيل حياة جماهيره، ولو لم تكن فلسطين احتلت مركزية خاصة عند العراق، لما كان استهدف بهذه العدوانية الشاملة وهو الذي قال أن فلسطين تحتاج إلى الحضن العربي الدافئ أكثر من حاجتها للسلاح، وهو الذي تقاسم لقمة الغذاء وحبة الدواء مع جماهير فلسطين يوم كان العراق محاصراً وهو الذي رفض فك الحصار عن العراق مقابل فك الارتباط بفلسطين آخذاً بمبدأ "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها". نعم هكذا كان ينظر صدام حسين إلى فلسطين ولهذا استحق لقب شهيد فلسطين بقدر ما هو شهيد العراق.

ـ أوصى بأمته، أمة العرب التي حملت رسالة خالدة للإنسانية في تاريخها الغابر وتحملها في الحاضر .فالحركة التاريخية التي انبثقت من واقع هذه الأمة انطوت على كل عوامل الانبعاث المتجدد وأثبتت أنها أمة حية، ولو لم تكن كذلك لما ائتلف ضدها الأعداء في "حلف غير مقدس" من الغرب البعيد والشرق القريب لمحاصرتها وضربها وإجهاض مقومات الحياة فيها عبر فرض الاستلاب القومي والاجتماعي عليها. وإذ شدد شهيد الحج الأكبر على توجيه التحية للأمة العربية لحظة الاستشهاد، فهو إنما كان يوجه رسالة للقاصي والداني. بأن العروبة هي الهوية الجامعة لكل العرب وبها يعرفون وبها يثبتون وجودهم بقوة وكفاءه واقتدار ولا حقيقة لهم خارج حقيقتهم القومية.

فالعراق كما كل قطر عربي آخر، لم يكتسب أهمية من ذاتية القطرية وحسب ، بل من كونه جزءاً من مكون قومي أشمل ، ولهذا لم يكن مستهدفاً لذاته، كما فلسطين وها قد رأيتم، كيف أن الأمن القومي العربي انكشف، يوم انكشف الأمن الوطني للعراق بعد احتلاله أميركياً وإيرانياً وأغرق بالقوى المذهبية والطائفية التي حملت على رافعات العدوان والتدخل الدولي والإقليمي وبها يتم الاستثمار لضرب وحدة العراق وعروبته.

من هنا، نقول لكم، أن أبقوا منشدين إلى عروبتكم ،إلى هويتكم القومية وفي أي ساحة تواجدتم في داخل الوطن او خارجه، فالعروبة هي الحاضنة لكل قضايا النضال الوطني في العراق كما في فلسطين وكل ساحة عربية أخري.

أيها الأخوة، أيها الرفاق والأصدقاء

لقد قال القائد المؤسس لحزب البعث العربي الاشتراكي، الأستاذ ميشيل عفلق أن الجزائر كانت مفاجئة الأمة لنفسها وأكد أن الوحدة هي طريق فلسطين، وأن صدام حسين هو هدية العراق للأمة العربية.

فالشهيد القائد الذي أتيتم من كل صوب وحدب لتحيوا هذه الاحتفالية، كان أبناً باراً للبعث، بقدر ما كان أبناً باراً للعراق، وهو منذ تفتحت براعم الحياة لديه لم يجد نفسه إلا في الخندق النضالي الذي توج عطاءاته، بإطلاق المقاومة التي أرخت لعهد جديد في النضال العربي والكفاح الشعبي والتي جعلت أرض العراق تموج تحت أقدام الغزاة والمحتلين وتفرض عليهم الانسحاب تحت جنح الظلام ولقنت درساً، لمن ظن أنه يرث الاحتلال الأميركي الذي دخل تحت عباءته ليقيم نظاماً يدور بفلك نظام الملالي في طهران، فإذ الاحتلال إلى زوال والرد جاء من البصرة وذي قار وكل حواضر العراق بإطلاق شعار، إيران برا، برا، بغداد حرة حرة.

إن الجماهير التي صدحت بهذه الشعارات، إنما انتفضت كونها تربت على المبادئ الوطنية والقومية ونهلت من مخزون إرثها ومقاومتها التي انطلقت لحظة وقوع العراق تحت الاحتلال أطلقت بعد دحره طرحت مشروعاً وطنياً لإعادة بناء العراق بناء وطنياً حاضناً لكل أبنائه بكل مكوناته المجتمعية وأن المدخل إلى تحقيق هذا المشروع هو إسقاط العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال الأميركي، واحتواها النظام الإيراني الذي عبث بأمن العراق ونهب خيراته على حساب لقمة عيش المواطن وخدماته الأساسية وعمم ثقافة الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي بواسطة منظومة منخورة بالفساد أغنت نفسها وأفقرت الشعب بكل أطيافه.

لكن ثقوا أن المستقبل لن يكون إلا لمن ضحى وقدم الغالي والرخيص دفاعاً عن العراق وعروبته، ودفاعاً عن قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين وكل أرض عربية محتلة، والأحواز العزيزة هي واحدة من القضايا القومية التي كانت ستبقى محفزاً للنضال الوطني في العراق والأمة لأجل تحريرها وتخليصها من براثن الاحتلال الفارسي، وأعادتها إلى حضن أمتها.

تحية لروح من تحيون ذكرى استشهاده، قائد العراق، شهيد الحج الأكبر، الشهيد صدام حسين
تحية إلى من أكمل مسيرة التحرير وإعادة التوحيد ، والبناء الوطني القائد الأعلى للجهاد والتحرير الأمين العام للحزب الرفيق المناضل عزة ابراهيم والتحية منه إليكم،

تحية إلى الرفيق الأمين العام المساعد للحزب علي الريح ولرفاقه المناضلين ولإطلاق سراحهم فوراً.

تحية إلى شهداء العراق وفلسطين والأحواز وكل شهداء الأمة العربية، الحرية للأسرى والمعتقلين والتحية لهم في أي معتقل كانوا.

تحية لكم وتمسكوا بدلالات ومعاني استشهاد القائد صدام حسين، وابقوا على عهد البعث والعروبة، عهد الوفاء للعراق العظيم، عهد الوفاء للشهداء الذين خضبوا الأرض العربية بدمائهم الطاهرة لأجل أن تنتصر قضية الأمة العربية في التحرر والتقدم والوحدة ولأجل أن يبقى شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة، شعار خالد، خلود الأمة العربية.

عشتم، عاش العراق، عاشت فلسطين، عاشت الأحواز وعاشت الأمة العربية

رفيقكم حسن بيان
عضو القيادة القومية
مسؤول مكتب تنظيم خارج الوطن
في  ١٩ / كانون الثاني / ٢٠١٩





الاربعاء ١٧ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة