شبكة ذي قار
عـاجـل










قضية إيران اليوم وهي تواجه جبروت وعنجهية المعتوه ترامب ليشدد عليها الحصار ، وهو بالتأكيد جور وظلم ما بعده ظلم حيث يسود عالم اليوم قانون الأقوى ليفرض إرادته على الدول الضعيفة والشعوب المغلوبة على أمرها وقد ذكرتني قضية إيران اليوم بقصة .فيحكى أنه في أحد الممالك الغابرة كان هناك ملك له حاجب مقرب منه ، وكان حاجبًا خيرًا يدعو الملك للإحسان للمحسن والكف عن المسيء.كان في بلاط الملك رجل أخر سيء النفس حسود الطباع ، لم يرضه قرب الحاجب من السلطان ، فكان يحسده وسعى إلى الإيقاع بينه وبين الملك .

فسعى إلى الملك وقال له : إن الحاجب يخبر الناس أنك أبخر ، وأبخر تعني ذو فم كريه الرائحة ، فسأله الملك على دليل صدقه ، فقال له الساعي : حينما تقربه منك لتحدثه فإنه يقبض على أنفه ،وبعدها ذهب الساعي وكاد للحاجب حيلة يوقع بها بينه وبين الملك ، فدعاه للطعام وقدم له طعاما أكثرفيه الثوم ، فلم دعاه الملك ليحدثه وضع يده على فمه لكي لا تصدر منه رائحة تزعج الملك ، فلما رآه الملك على هذا الحال دعا كاتبه ، وأملاه رسالة ، وسلمها للحاجب وأرسله بها إلى شخص ، وقدر لها جائزة بمائة ألف ، فلما خرج استقبله الساعي الذي سعي للإيقاع به ، فسأله عما معه فقال له هبة وهبني الملك إياه ، فطمع فيها الساعي وطلبها منه ، فوهبه إياها وخرج الساعي فرحًا بالكتاب حتى بلغ الرجل المقصود ، فما أن فتح الكتاب وجد به الملك يدعوه إلى ذبح حامله ، وكان في الكتاب : إذا أتاكم حامل كتابي هذا فاذبحوه ، وهكذا على الباغي دارت الدوائر ليلقى جزاء بغيه. ومرد هذه القصة ما كادته إيران الخمينية للعراق ، فبعد فشلها خلال ثماني سنوات من الحرب على الإطاحة بحكومته الوطنية ، سعت على تنفيذ الحصار الجائر الذي منع على الشعب العراقي كافة متطلبات الحياة حتى بلغ الأمر إلى حد منع دخول قلم الرصاص وحتى البذور الزراعية ودام الحصار قرابة ثلاثة عشر عاما حتى جاع الشعب العراقي وبلغ به الأمر حد بيع أثاث بيته ليتغلب على متطلبات حياته . وكانت دول الجوار ومنها سوريا وإيران أكثر إحتراما وتنفيذا لذلك الحصار الجائر رغم تخلص العراق من كافة ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها الدول ذاتها التي تفرض الحصار وتسمح للكيان الصهيوني الذي يحتل أرض غيره بإمتلاكه . وقد كانت ايران وقتها تستغل انشغال العالم عنها بحصار العراق وتجويع شعبه بتطوير ترسانتها العسكرية من صواريخ بعيدة المدى إلى السلاح النووي .

وبعد الاطاحة بالنظام الوطني في العراق الذي تحول بفضل أتباع إيران إلى دولة منكسرة وفاشلة ينخرها الفساد وتشقها الصراعات الطائفية والإقليمية والقومية التي تغذيها كافة الأجهزة المخابراتية العالمية وتنفذها المليشيات الطائفية وجيش القدس وحرس الثورة الايراني . واليوم دارت الدائرة على سوريا التي أنهكتها حرب أهلية طاحنة دمرت مقدرات سوريا وشردت شعبها فضلا على ماخلفته من تقتيل واستباحة وهاهي تدور اليوم على ايران التي يفرض عليها الحصار مجددا لمنعها من استكمال برنامجها النووي الذي تسعى إلى تحقيقه وتعتبره القوى الكبرى حكرا عليها وليس من حق الآخرين وخاصة من كان ضد المشروع الصهيوني . لكن الغريب أن إيران لم تكن يوما ضد الكيان الصهيوني إلا بالأقوال وقد كذبت أفعالها أقوالها حيث نجدها اليوم وبدل التوجه نحو تحرير القدس التي كوّنت جيشا بإسمها تعمل على إثارة الفتن والصراعات وبث الفرقة داخل الكيانات العربية إبتداء بالعراق فسوريا ولبنان واليمن وعبرت إلى قارة إفريقيا ليطال شرها الطائفي السودان والمغرب وحتى دول إفريقيا السوداء لم تنج منها .





الخميس ١٤ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد العزيز بوعزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة