شبكة ذي قار
عـاجـل










أصحاب الكهف أو أهل مغارة أفسس وغيرها من المسميات التي أطلقتها الديانات السماوية الثلاث على الهاربين من بطش السلطة, حفاظاً على عقيدتهم التي يؤمنون بها, وهم من الصالحين حسب الإعتراف الديني والعقلي, فلم يشهد لهم ذنباً سوى إنهم أمنوا بغير ما أمن غيرهم وساروا وفق قناعتهم وخيارهم الإنساني, وكحال أي سلطة بنيت على خيط النفاق الديني, هدد أصحاب الكهف ونكل بأهلهم ليسيروا وفق أهواء ( معمم ) ذلك الزمان.

أما التشابه فلا وجود له, فقد إختلف الزمان فإن كان أهل الكهف يوماً عدد معدود فأمة العرب اليوم أكثر من 300 مليون, لم يتوحدوا لتحرير شبر واحد, وإن كان أهل الكهف مستضعفين لا جاه لهم, فالعكس صحيح وسلطات اليوم لا جند لها إلا من أبناء الشعب, وهرب أصحاب الكهف وربما هذا هو الشبه الوحيد بين الإثنين وإن لم يكن على وجه الخصوص والكرامة, فالعرب اليوم يهربون بتقاعسهم وتذللهم سعياً خلف أهواء المحتلين بدلاً من الوحدة الممنوعة المحرمة.

وكم حذر المحذرون من سلطان جائر وماله الحرام, أيا ترى نحن اليوم كأهل الكهف الذين رفضوا ملذات الحياة وإعتزلوا بني جلدتهم حفاظاً على إيمانهم ومنطقهم, قد يكون الكلام قاسي وما الحقيقة إلا أشد من ذلك بكثير, فقد شاهت سمعتنا وتمزقت أركان أمتنا والمحتل فرح مستبشر بما حل بنا, ونحن لا نزال نتبع هواء سلطانه, فأين نحن من أهل الكهف وأين نحن من أصحاب الإخدود وتفضيلهم الموت على ذل لا يؤمنون به, أهكذا الحال يا أمة الـ300 مليون لا حول لكم أمام عشرات معدودة من أعوان الحكام.

أغلق باب الكهف بالحجارة والناس تفضل السير خلف أهواء ذوي العمامة والدولار بدلاً من رفع حيف الحجر عنها, وجائر الإخدود قد وسع إخدوده ليتسع بلاد من غربها لشرقها ومن محيطها لخليجها, كحال سابقيها وعكس كرامتهم.





الاربعاء ١٠ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إبن أبيه الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة