شبكة ذي قار
عـاجـل










مرحلة جديدة من التصعيد بين واشنطن وطهران بدأت عشية الاثنين 6 آب / أغسطس الجاري بفرض الحزمة الأولى من العقوبات على ايران بمنعها من استيرادات الحديد والصلب والسيارات والتعاملات البنكية ومنع دخول الدولار، والتي ستزيد من غليان الشارع الإيراني المنتفض للاطاحة بنظام الملالي؟ وستكون العقوبات التي ستفرض في 4 تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل على القطاعين النفطي والمالي، هي الأشد ؟! واعتماداً على الحقيقة المستقاة من تأريخ العلاقات الامريكيةـ الإيرانية التي تؤكد ان اقصى ما سجلّه البارومتر بينهما لم يتعد التهديد والوعيد المتبادل كالبالون المنتفخ بـ ( الدونكوشيات ) ليس الاّ؟! فالأمريكان، كالعادة، لوحّوا بكل الخيارات بما فيها الضربة العسكرية لمواجهة التعنت الإيراني في المفاوضات النووية خلال السنوات الماضية وانتهت في طبخ اتفاق فيينا النووي بجولات سرية في سلطنة عمان ؟!ووقتها كان التهديد بغلق مضيق هرمز لمنع تدفق النفط العربي الى العالم ،وبامكانية صواريخ ايران الباليستية دك اهداف بعيدة ! وزاد الملالي اليوم بتهديد أمريكا باتباعهم من مليشيات حزب نصر الله والحشد العراقي وحوثيي اليمن وميليشيات النظام السوري ،وطالبان والفاطميين الأفغان، وداعش والقاعدة الباكستانيين!! وزادوا ، لجس النبض، باطلاق الحوثيين صاروخ إيراني على ناقلة نفط سعودية قرب باب المندب، واستهداف مطار أبو ظبي بطائرة مسيّرة! فالتظاهرات التي سبقت فرض العقوبات وانتشارها الواسع يوماً بعد آخر في اغلب المدن بشعارات اسقاط النظام والموت لخامئني وتمزيق صوره وخميني ،ولأول مرة اقتحام عدد من مقرات المرجعيات والولي الفقيه كما حصل ذلك في أصفهان وقم ومشهد ونجف آباد واغلب المدن ، واستمرار تظاهرات طهران وغلق البازار والانحدار المتسارع لسعر العملة المحلية اذ وصل الى 131 ألف ريال إيراني للدولار الواحد عشية تجديد فرض العقوبات ! هذه التطورات اقلقت واخافت الملالي الذين اتخذوا بعض الإجراءات وواصلوا ،خلافاً لتصريحات قادة الحرس النارية ، ومحاولات النظام التخفيف من وطأة العقوبات بخروقات من خلال الدول والاتباع ، مساعيهم مع إدارة ترمب لايجاد تسوية ،والقيام بجولات مكوكية واجراء لقاءات واتصالات دبلوماسية لمنع فرض العقوبات التي تهدد وجودهم ،اذ يجري الحديث ثانية عن تحرك مسقط سرياً على الامريكان! ليأتي اعلان الرئيس ترمب استعداده للقاء بالإيرانيين ،رغم ان روحاني اعتبره تحريضاً لشق الايرانيين؟! كما اعلن في طهران عن بعض الخطوات المكشوفة كقرار مثول جواد ظريف وزير الخارجية امام البرلمان للاستماع منه حول الاتفاق النووي والسياسة الخارجية ،واعتقال احمد عرقجي مسؤول العملات الأجنبية في البنك المركزي ، وانسحاب بعض القوات الايرانية من سوريا ! اما إدارة ترمب فلم يتعد سقف سياستها العقوبات الأشد وبما يمكّن شعوب ايران من الإطاحة بنظام الولي الفقيه، ولهذا حذرت واشنطن أي دولة تحاول الالتفاف على عقوباتها لإيران ! ! فتشديد وتدويل العقوبات سيضعف النظام ويصعّد من الصراع! كما يرى محمد سيد المحدثين مسؤول العلاقات الخارجية في المقاومة الإيرانية ، مستشهداً بالمثل الإيراني " عندما تتصلب الأرض تتناطح الثيران" فرهان ترمب على العقوبات المشددة اذ يرى "ان ايران واقتصادها يتهاويان بشكل سيء " فالضغط بالعقوبات سيدفع طهران للاذعان للولايات المتحدة والاستجابة للشروط الـ 12 التي اعلنها في حينها وزير الخارجية بومبيو ؟! فقد انتفت الحاجة لنظام الملالي المنبوذ شعبياً كفزاعة تخيف عرب الخليج العربي لابتزازهم بدفع المليارات للحماية وشراء السلاح الأمريكي والمتحققة ، بدونهم ، لادارة ترمب !؟ ولتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد ! ومع هذا فالامور قد تتطور وتتصاعد مع اي رد فعل من الحرس الإيراني كعملية انتحارية او التعرض لناقلات نفط او مفاجئة العالم بوصول طهران الى صنع السلاح النووي قبل هزيمة الملالي المتوقعة امام شعوب ايران؟!




الاثنين ١ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة