شبكة ذي قار
عـاجـل










غيّب الموت مناضلاً عروبياً من لبنان هو الدكتور علي موسى برو عن سبعة وسبعين عاماً قضاها في قلب مشاكل الناس والوطن ،حاملاً الرسالة الوطنية والقومية على كتفيه حتى الرمق الأخير،وقد عرفته من بعيد منذ ستينيات القرن المنصرم،قبل أن أتعرف عليه لاحقاً عن قرب،عرفته في بيروت العاصمة،عرفته في الجنوب،عرفته في البقاع،عرفته في طرابلس والشمال،عرفته في الجبل وعرفته في الضاحية وفي مخيم النازحين الفلسطينيين،في منطقة برج البراجنة التي احتضن أهلها الطيبون،الوافدين الكادحين من مختلف الأرياف اللبنانية وخاصة من الجنوب والبقاع. كما عرفته من التلامذة والطلاب الذين نالهم حصة من مخرونه العلمي وأخلاقه ومثله الوطنية في المدارس والمعاهد التي كان يدرّس فيها.فكان علي برو/
أبو عمار/حكاية الأوفياء المخلصين حافظي العهد الذين يتذكرونه يستذكرون الرجل الممتلىء انسانية عميقة وأخلاقاً رفيعة وقدوة في التضحية والرصانة،يعمل بقناعة وباندفاع قلّ مثيلهما في تجسيد المبادىء السامية التي حملها والعقيدة التي آمن بها عقيدة بعث الأمة في لبنان والوطن العربي الواسع المستوحاة من فكر القائد المؤسس المرحوم ميشال عفلق مناضلاً مع رفاقه لتغيير الواقع المتخلّف برموزه الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية.

عرفت د.علي من مغتربي البلاد الأوروبية والافريقية رجلاً كريماً ساعياً بجد وكد لتوفير حياة شريفة ومحترمة ،له ولعائلته ولكل من طرق بابه من مختلف أنحاء الوطن،فكان منزله ملتقى لجميع الناس من لبنانيين وعرب وأجانب دون تفرقة وتمييز.والروايات في هذا المجال تطول وتطول ...

عرفت د.علي رجل علم عالٍ وثقافة واسعة استطاع بإرادته الصلبة أن يجمع بين أعماله وتجارته وأن يتابع في نفس الوقت الشؤون العامة الاجتماعية والسياسية والثقافية وأن يهتم بتحصيله العلمي وتوسعة آفاق المعرفة حتى نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية بكل تميّز وتفوّق،فاستحق عن جدارة لقب رجالات عدة في رجل واحد ،رجل كادح ساع وراء لقمة العيش الكريم ،رجل مناضل ومقاوم للاضطهاد والظلم والتخلّف والفقر ورجل علم واجتماع وسياسة .

أما التعرّف المباشر وعن قرب على الرفيق الدكتور علي برو فكان في لبنان وفي خارجه،حيث كان حاضراً إبّان الانتصارات والانكسارات على السواء لا يعرف العزلة أو الهروب أو التراجع،ورغم أنه مرّ بتجربة صحية قاسية لحين من الوقت،فقد بقي كما كان دائماً ثاقب الملاحظة متوقّد الذهن حاضراً في كل موقف أو مناسبة اجتماعية أو نضالية مهموماً بوحدة العرب التي نشأ منذ صباه على أمل تحقيقها والعودة من خلالها إلى فلسطين الحرة .

حفلت لقاءاتنا وجلساتنا بالسياسة والهموم الحزبية والأوضاع الاجتماعية الوطنية والقومية،وآخرها جمعتنا- بإصرار منه – في عشاء رمضاني ضمّ شلّة عزيزة من الرفاق والأصدقاء وكأنه كان على علم بيوم وداع قريب،حيث كانت البهجة والطيبة المعهودتين ملء وجهه الباسم دائماً وأبداً،فالعلاقة بهذا الانسان العفوي الطيّب الروح والمزاح كان فيها الكثير من المودة والاحترام ،مما يجعلك تشعر بالسعادة وكأن بداخله كل الطهارة ونفحات القداسة التي تنشر الطيبة بالتسامح ومحبة الآخرين وتمنحك أملاً بمستقبل الوطن وناسه .

وأفضل ما يمكن أن يقوم به الذين أحبوا الدكتور علي من الرفاق والأصدقاء فضلاً عن العائلة الكريمة والأهل هو مواصلة السير على خطاه وإكمال ما بدأه .
ووداعاً علي موسى برو....
 





الاثنين ١ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد حلاوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة