شبكة ذي قار
عـاجـل










لا بد لي ان اطرح وجهة نظري النابعة من تجارب التاريخ القديم والقريب ، واقصد بالقريب بعد غزو واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي وهبت من بعد هروبها منه بفعل عمليات المقاومة العراقية المسلحة ( سلطته ، وثرواته ، وماله العام ، والخاص ، وسيادته ، وسماءه ، وارضه ومياهه ، وحقوق الانسان في العيش الكريم ) لإيران ، والمتمثلة بالشك الذي يراودني عن كل ما تعلنه وسائل الاعلام الامريكية ومن تحالف معها من الدول الغربية والعربية والفارسية المشغولة بالأخبار والتغريدات المتسارعة عن التهديدات والحشود منذ انسحاب ادارة ( ترامب ) من اتفاقية ( ايران ) النووية استعداداً لشن الحرب المجهولة ساعة ( صفرها ) على دولة فارس الصفوية ، ليقيني الثابت والجازم بان الاستراتيجية ( الامريكية الصهيونية الفارسية ) ما هي الا استراتيجية مشتركة للسيطرة والهيمنة على وجود وكيان وهوية ودين وثروات ودول امتنا العربية ، والدلائل معروفة لدى التاريخ العربي والاسلامي ناهيكم عن الصداقة المتينة بين دولة فارس وإسرائيل ، وتعاونها مع أمريكا، وعدائها للعرب .

وجهة نظر نابعة عن الالم والحزن الذي اعاني منهما ، وانا اشاهد وطني العراق ودول امتي العربية من بعد تامر ابناء عمومتنا من الحكام العرب ، واستنجادهم بالأجنبي لاحتلال وتدمير عراق الحضارات قد ضعفت بسبب حل جيشه العقائدي الباسل المعروف عبر تاريخه الناصع بالدفاع عن امته العربية منذ عام ( 1948 ) ولغاية اليوم الاسود من احتلال العراق ( 9 / 4 / 2003 ) ، والتي اصبحت من بعد ذلك مرتعا خصباً لميليشيات ونفوذ فارسي صفوي وللتدخلات اقليمية والاجنبية ! .. اضعها امام انظار كل من بنى ويبني الآمال على تبث به الماكنة الاعلامية الغربية والعربية حول قيام الولايات المتحدة الامريكية وحلفها ( اعلاه ) بشن الحرب على النظام الفارسي الذي جاءت به بريطانيا وامريكا والصهيونية العالمية ومن معها من دول تحالف الشر ، وذلك للأسباب التالية :-

1. ليكن في علم كل من بنى ويبني الآمال على ما تبثه وسائل الدعايات الاعلامية الواسعة بقيام الولايات المتحدة الامريكية وحلفها ( اعلاه ) بشن الحرب على النظام الفارسي ، والتي اخذت مساحات واسعة بعدد الحجوزات الخاصة والعامة لمساحة بث اقمار الفضائيات المنتشرة فوق الكرة الارضية ليس الا فلم ( هوليودي ) حاله حال الفلم الذي تم انتاجه في العام ( 1991 ) واخرج في العام ( 2003 ) باسم ( أسلحة الدمار الشامل بالعراق ) ، والذي نال استحسان ورضى منتجيه ومن شارك معهم من اصحاب القرار وبمختلف جنسياتهم الاجنبية والعربية آنذاك، لكونه حقق للدول الكبرى وشريكة استراتيجيتهم دولة فارس ( الصفوية ) ما لم يتحقق لهم عبر التاريخ في الهيمنة على ثروات العراق من خلال تنصيب الاحزاب ذات الولاء والانتماء الصفوي لسلطة الاحتلال من قبل الادارات الامريكية السابقة وبعلم ادارة ( ترامب ) الجديدة ودعمها دعما لوجستيا وبمشورة ايرانية وعربية اولاً !! ، وما حٌقِقَ لإسرائيل من حلم كانت تحلم به من قبل في ترتيب امنها وطمأنتها على وجودها ثانياً ، وتكوين علاقات سرية وعلنية متينة بين الكثير من انظمة الامة واسرائيل بعد ان استشعروا ولمسوا بأيديهم ضعف انظمتهم والامة بعد احتلال العراق وتدميره ، وخاصة بعد مسرحية ( داعش ) المصنعة من صلب استراتيجيتهم لينتجوا منه صفحة جديدة عرفت بمحاربة ( الارهاب ) ثالثاً ، ووضع حكام ( الامة ) الذين شاركوا في هذا ( الفلم ) خداما مرهوبين مطعين لكل ما يصدر اليهم من اوامر الدول العظمى رابعاً ! .. والاهم اشغال الراي العام الدولي بصورة عامة والعربي والاسلامي خاصة لتمرير لكل ما تبقى من صفحات الاستراتيجية اعلاه .

2. وليكن في علم كل من بنى ويبني الآمال على ما تبثه وسائل الاعلام الامريكية والغربية والعربية بقيام الولايات المتحدة الامريكية وحلفها ( اعلاه ) بشن الحرب على النظام الفارسي ان هناك شراكة استراتيجية بين ( الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية ) متفق عليها منذ ان كانت ارض الحجاز ونجد محاصرة قبل وبعد ظهور الاسلام من قبل الروم والفرس ، والتاريخ العربي والاسلامي خير دليل على ذلك ! .. ناهيكم عن ما ذكره لنا التاريخ السياسي لعلاقة نظام ( الشاه ) مع الغرب بصورة عامة والولايات المتحدة الامريكية خاصة ومن ثم ابداله بنظام ( الملالي ) بطرفة عين من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي اوكلته بدخول حرب مع العراق طالت لمدة ثماني سنوات افرزت للعالم الفضيحة المعروفة ( ايران غيت ) !، ناهيكم عن الدور الايراني المهم والخطير في احتلال العراق ، وتأثيره الفعال على اصحاب المخفي والقرار الامريكي والصهيونية العالمية في تنصيب الحكومات الصفوية وتعين من تريده من عملائها وقادة نفوذها الصفوي ! ، وما لها من علاقات مخفية متينة مع ( اسرائيل ) عن طريق احد اذرعها الرئيسين المعروف ب ( حزب الله ) ! .

3.  ليكن في علم كل من بنى ويبني الآمال على قيام الولايات المتحدة الامريكية وحلفها ( اعلاه ) بشن الحرب على النظام الفارسي بالقنبلة التي فجرت واذهلت بها العالم والمراقبين والراي العام الدولي للمحادثات السرية الهامة بين رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية في ( واشنطن ) ولقائه مع سفير ( أمريكا ) في ( إسرائيل ) لتقييم العلاقات بين طهران وواشنطن ومعرفة مواقف وخطط تل ابيب حيال برامج إيران النووية ! اثبتت وتثبت هذا التظليل الامريكي الغربي الفارسي للراي العام الدولي ! .

ومع كل ما ذكر في اعلاه لنفرض ان هناك تهديد امريكي غربي ( حقيقي ) ضد النظام الفارسي الصفوي في المستقبل المجهولة ساعة ( صفره ) .. السؤال : ما هو الدليل الميداني ( الملموس ) والموثق ( اممياً ) و ( عربياً ) الذي يقنع الراي العام الدولي والشعب العربي المنكوب والمحتل من قبل ميليشيات النظام الفارسي في العراق وسورية ولبنان واليمن ودول الخليج العربي وفلسطين ، والذي سيثبت فعلا ان تلك الاستعدادات العسكرية هو استحضارا ميدانياً حقيقياً لشن الحرب ضد النظام الفارسي ؟ .. هذا السؤال والاسئلة ادناه اضعها امام اصحاب القرار الامريكي وحلفها عسى ان تذكرهم بان اصحاب الضمائر الحية من العراقيين وابناء امتهم من الشعب العربي قد عرفوا جيدا صفحات ( اللعبة ) من بعد احتلال العراق واضعاف الامة :-

1. هل التهديد الأمريكية بإعلان الحرب ضد النظام الفارسي هو حقيقة ام مسرحية من المسرحيات الديمقراطية التي مررت وتمرر لغاية اليوم على شعبنا العراقي " الاسير " بالطغمة الصفوية ، وابناء امته الذين لاقوا الويل والقتل والدمار والتهجير من جراء التدخل الفارسي والتدخلات الاجنبية في دول الامة العربية بعد احتلال العراق !!؟؟ ..

2. وهل التهديد بالحرب على بلاد فارس هو تهديد مبنيّْ على استراتيجية ( جديدة ! ) بعيدة كل البعد عن امال وتطلعات ومهيمنات ونفوذ بلاد فارس ، ام انها خدعة ( تكتيكية ) يراد بها تظليل الراي العام الدولي بصورة عامة والشعب العربي من المحيط الى الخليج العربي خاصة لتحقيق الاهداف الكبرى لصفحات الاستراتيجية ( الامريكية الصهيونية الفارسية ) !؟ ..

3. وهل التهديد الامريكي بإعلان الحرب على النظام الفارسي هو من اجل الحفاظ على استقرار وامن واقتصاد وسيادة وثروات وكرامة وحقوق شعوب دول امة العرب ! ، ام لغرض تقاسم الحصص والمصالح المشتركة بين الدول الكبرى ، وكما علمنا التاريخ ابان معاهدة ( سايكس بيكوا ) عام ( 1916 ) ! ، ام لحلب دول المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي خاصة بإجبارهم على شراء المزيد والمزيد من الأسلحة والدروع والصواريخ والطائرات المتنوعة وقبب الحماية الصاروخية من الضربات الايرانية ! ، ام لأجل المصالح المشتركة بين الشعوب الامريكية والعربية كل ودولهم !؟ ..

4. وهل التهديد الأمريكي بإعلان الحرب ضد النظام الفارسي هو من اجل كسب ود الأنظمة العربية وشعبها العربي لسياسة ادارة الولايات المتحدة الامريكية التي ستنقذ الجميع من نظام الملالي ونفوذه وميليشياته واحزابه وكتله المنتشرة في العراق ودول الخليج العربي وسورية ولبنان واليمن وبعض الدول العربية الاخرى ، ام لجعل إيران جنرالا ( امبراطورياً ) فارسياً على امة العرب ، وكما صنعت من الجنرال ( قاسم سليماني ) الذي يصول ويجول في المنطقة العربية وتحت مرأى ومسمع سياسيو ومستشارو ادارتيكما السابقتين والجديدة المنتشرين في ( العراق وسورية واليمن ولبنان ) قائداً ( فارسياً ) في المنطقة العربية !؟.

وفي ختام اقول : متى ما التمس واسمع واشاهد بعيني الدليل الميداني ( المنظور ) و ( المسموع ) و ( الملموس ) ان الشعب العربي بصورة عامة والعراقيين خاصة متجمهرين امام شاشات ( التلفزة ) المنشغلة بإعلان ساعة ( صفر ) اعلان الحرب على الفرس المجوس ونفوذه في العراق والمنطقة العربية .. آنذاك سأقف لالتمس السماح والاعتذار من قادة الامة الابرار ( ابو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد والزبير بن العوام وسعد بن ابي وقاص وشرحبيل بن حسنة والمهلب وعتبة بن غزوان وعمر بن العاص والقعقاع والمثنى بن حارث الشيباني وطارق بن زياد وصلاح الدين الايوبي وعمر المختار وعبد الكريم الخطابي وعبد القادر الجزائري وقادة ثورة العشرين وشهداء الحركات التحررية للامة العربية بصورة عامة والعراق خاصة وجمال عبد الناصر وصدام حسين وعزة ابراهيم ) لأرفع القبعة مرحبا ، والخجل ينتابني منهم ومن التاريخ ، والدموع تنهال من عيني وانا اشاهد الاجنبي وبغياب الجيش العراقي والجيوش العربية يطهر ارض بلاد النهرين وامة العرب من فلول ونفوذ واحزاب وميليشيات الفرس المجوس !!!.





الخميس ٢٧ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسين البديري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة